جمعة مسيرات العودة بغزة تندد بالاستيطان في الخليل

في ظل حالة التوتر واستمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة، تواصل مسيرات العودة فعاليتها في الجمعة الخامسة والثمانين في القطاع، تنديدا بالقرارات الاستيطانية التي تهدد مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة.

هجمة استيطانية

وأطلقت الهيئة الوطنية العليا لمخيمات مسيرة العودة وكسر الحصار، على اليوم؛ جمعة "الخليل عصية على التهويد"، من أجل "التنديد والتصدي للهجمة الاستيطانية التي تستهدف مدينة الخليل وبلدتها القديمة".

ونوهت في بيان لها وصل إلى "عربي21" نسخة عنه، أن "مسيرات العودة مستمرة بطابعها الشعبي، وجهود تطويرها وتوسيعها وإعادة هيكليتها وتطعيمها بأشكال وأدوات نضالية جديدة مستمرة، كخطوة لإبقاء جذوتها مشتعلة على امتداد أماكن وجود شعبنا".

وأكدت الهيئة، أن "الوحدة الوطنية هي مفتاح صمودنا وركيزة أساسية لتحقيق الانتصار على العدو ومحاصرته ونزع الشرعية عنه"، مشددة على أهمية "استمرار الضغط لاستئناف جهود إنجاز المصالحة واستعادة الوحدة، وفقا لما تم الاتفاق عليه وطنيا".

وفي ظل تواصل مخططات الاحتلال العدوانية في الأراضي، طالبت "جماهير الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس والداخل المحتل، بمقاومة مخططات الاحتلال بكل ما أوتيت من قوة وعزيمة وإصرار".

وحذرت من تداعيات استمرار سياسية "الحصار والإغلاق"، داعية "العالم أجمع إلى مساندة نضالنا العادل، من أجل كسر هذا الحصار الظالم وإنهاء معاناة القطاع، فشعبنا لن يقبل المساومة أو الابتزاز أو المماطلة على هذا الحق".

معركة واحدة

ودعت الهيئة الوطنية جماهير الشعب الفلسطيني إلى "المشاركة الواسعة" في فعاليات اليوم، التي ستقام بعد صلاة العصر في مخيمات العودة الخمسة، المقامة على مقربة من السلك الزائل شرقي القطاع.

بدوره، أكد عضو الهيئة الوطنية لمسيرات العودة، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بفلسطين، أحمد المدلل، أن "هذه الجمعة تؤكد أن معركتنا هي معركة أهلنا في الخليل؛ التي هي جزء رئيسي في صراعنا مع العدو الصهيوني، الذي يحاول أن يجيش معتقداته الزائفة ومستوطنيه وجنوده لإرهاب أهلنا في الخليل وإقامة المستوطنات".

وأوضح في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "معركة الشعب الفلسطيني، هي معركة واحدة مع الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة كافة، وهي معركة لا يمكن أن تتوقف حتى كنسه عن كل مدننا ومقدساتنا".

ولفت المدلل إلى أن "الخليل تشكل اليوم رأس حربة في مواجهة الاستيطان، الذي يسعى الاحتلال من خلاله لمحو تراثنا الإسلامي، بعدما قسم المسجد الإبراهيمي ومنع المصلين من الوصول إليه"، موضحا أن "هذا الوضع هو نتاج تلك المفاوضات العبثية واتفاقيات أوسلو التي دمرت قضيتنا، ومنحت الشرعية للعدو كي يمعن في استيطانه وإرهابه".

وطالب الأمة العربية والإسلامية بـ"تحمل مسؤولياتها إزاء ما يفعله الاحتلال بمقدساتنا في الخليل والقدس، وتجاه ما يرتكبه الاحتلال من جرائم بحق شعبنا في الأراضي المحتلة كافة"، منوها إلى أن "جمعة اليوم، تحمل رسالة للاحتلال؛ بأن معركتنا معه لن تتوقف أبدا إلا بتحرير كل مدننا، وعلى رأسها القدس والخليل".

صبر المقاومة

ونوه عضو الهيئة إلى أن "العدوان الصهيوني ضد شعبنا مستمر ولم يتوقف في غزة والضفة وفي كل الأراضي المحتلة"، مؤكدا أن "صمت العالم العربي والسلطة على العدوان، وحرص السلطة على المفاوضات مع العدو في ظل حالة الذل التي تعيشها، إضافة لاستمرار الانقسام الذي تغذيه السلطة، يمنح الاحتلال الضوء الأخضر للاستمرار في عدوانه وإرهابه".

وشدد على أن الشعب الفلسطيني ومقاومته "لن تمنح العدو الصهيوني الفرصة للاستمرار في عدوانه ضد أبناء شعبنا"، منوها إلى أن "صبر المقاومة له حدود، ولا يمكن لها أن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه الجرائم التي يرتكبها العدو بحق شعبنا الفلسطيني".

وأكد القيادي أن "مسيرات العودة السلمية الشعبية مستمرة حتى تحقيق أهدافها، وهي خيار الشعب الفلسطيني، الذي له الحق في استخدام أشكال النضال كافة ضد الاحتلال".

يذكر أن طائرات حربية صهيونية ولليلة الثانية على التوالي، استهدفت بالقصف عدة مواقع تابعة للمقاومة الفلسطينية في مناطق مختلفة من قطاع غزة.

ويسعى الاحتلال إلى إرهاب بلدية الخليل لإجبارها على الموافقة على هدم جزء من سوق الجملة التاريخي، لبناء مستوطنة جديدة في قلب الخليل تضم نحو 60 وحدة سكنية للمستوطنين.

وستعمل هذه المستوطنة على ربط مستوطنات الخليل بعضها مع بعض، ومن ثم تقطع التواصل بين الأحياء العربية بعضها عن بعض، وبين الأحياء والمسجد الإبراهيمي الذي سيطوق بشكل محكم من 3 جهات.