Akhbar Alsabah اخبار الصباح

المصريون بين مطرقة صندوق النقد وسندان سد النهضة

أحوال المصريين شعب تحت حصار الفقر.. بهذه الجملة يمكن أن نلخص أحوال المصريين الذين يعانون من كوارث لا تنتهي من الفقر السياسي المتمثل في القمع وإهدار الحقوق والحريات، والفقر الاقتصادي وما صاحبه من تدني مستوى المعيشة وغلاء الأسعار.. وأخيرا وصول مصر إلى منطقة الفقر المائي.

في أواخر شهر فبراير الماضي، أعلن وزير الزراعة واستصلاح الأراضي عز الدين أبو ستيت، أن نصيب الفرد من المياه انخفض إلى أقل من 600 متر مكعب، ما يعني وصول مصر إلى منطقة الفقر المائـي.

وبالأمس، أعلنت وزارة الموارد المائية والري رفع حالة الطوارئ القصوى بمحافظات الجمهورية كإجراء وقائي وسط توقعات بانخفاض كميات المياه المتوقع وصولها حتى نهاية العام المائي الحالي بنحو 5 مليارات متر مكعب، مقارنة بالعام المائي الماضي، وذلك في اجتماع اللجنة العليا لمياه النيل.

وقال نادر سعد المتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء، إن اللجنة العليا استعرضت المراحل المتعددة للمفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا حول سد النهضة وما استغرقتها من مدة زمنية طويلة باءت بالفشل دون الوصول إلى اتفاق.

5 مليارات انخفاض
في أواخر الشهر الماضي، توقعت اللجنة الدائمة لتنظيم إيراد فيضان نهر النيل، انخفاض حوالي خمسة مليارات متر مكعب عن العام الماضي.

اقرأ أيضا: ري النظام: انخفاض إيراد نهر النيل 5 مليارات متر مكعب

جاء ذلك خلال اجتماع اللجنة بوزارة الموارد المائية والري، حيث استعرضت اللجنة إيراد فيضان نهر النيل والإجراءات التي يتخذها قطاع مياه النيل ومركز التنبؤ بقطاع التخطيط بالوزارة، من رصد وتحليل وتقييم لحالة الفيضان، على مدار الأعوام المختلفة.

وأشارت اللجنة إلى أن إيراد فيضان نهر النيل من المتوقع أن ينخفض، وأوضحت اللجنة أن النماذج الرياضية واستقراء النتائج واستخلاص التنبؤات بفيضان النيل، كمورد رئيسي للمياه في مصر، وكميات المياه المتوقع وصولها حتى نهاية العام المائي الحالي، والتي أشارت بالفعل إلى انخفاض حوالي خمسة مليارات متر مكعب عن العام الماضي.

ولفت التقرير إلى إجراء أعمال الصيانة اللازمة لمنشآته، ومفيضات الطوارئ والبوابات، بحيث تبدأ مناسيب المياه في الارتفاع مع وصول مياه الفيضان من الهضبة الإثيوبية عبر النيل الأزرق، مرورا بالخرطوم قبل وصولها لبحيرة ناصر بأسوان.

كما استعرضت اللجنة أعمال حصر زراعات الأرز بالإدارات العامة المختلفة للري، والتي جرى رصدها بالأقمار الصناعية، والتنسيق مع وزارة الزراعه لمتابعة موقف زراعات الأرز المخالفة، مُعلنة رفع حالة الطوارئ القصوى في كل المحافظات، خلال الفترة القادمة.

وكانت وزارة الزراعة قد أعلنت في فبراير الماضي أن مصر على أبواب الدخول لـ"الفقر المائي" بانخفاض نصيب الفرد لأقل من 600 متر مكعب من المياه، متوقعة انخفاضه إلى 400 متر مكعب بحلول 2050، وذلك بسبب تطورات أزمة سد النهضة الإثيوبي.

من المسئول؟
أثار إعلان وزارة الري عن انخفاض الإيراد المائي بحوالي 5 مليار متر مكعب عن العام الماضي، قلق الكثيرين من الشعب المصري.

اقرأ أيضا: دون كشف التفاصيل.. مجلس الوزراء يقدم "مقترحا عادلا" لحل أزمة سد النهضة

وأعرب مغردون على مواقع التواصل الاجتماعي عن تخوفهم من خلال تدشين هاشتاغ "مصر بتعطش" الذي تصدر قائمة الترند لساعات.

وتداول نشطاء صورا قالوا إنها تؤكد انحسار المياه في بعض الترع وجفاف أراضي زراعية عدة، في حين رد عليهم آخرون بصور تثبت وفرة المياه في النيل.

وحمل المصريون نظام السيسي مسؤولية ما يحدث واتهموه بـ "التفريط في حقوق مصر المائية وبتجاهل المخاطر المترتبة عن بناء سد النهضة".

الفقر المالي أيضا
الجدير بالذكر أن الفقر المائي لم يكن مظهر الفقر الوحيد في مصر، التي شهدت ارتفاعا مخيفا في نسبة الفقر بعد سنوات من تنفيذ خططط وأوامر نصدوق النقد الدولي للإصلاح المزعوم.

وكان الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء قد أعلن عن ارتفاع معدل الفقر في البلاد خلال العام المالي 2017-2018 إلى 32.5 في المائة مقارنة بـ27.8 في المائة خلال العام المالي 2015-2016.

كما ارتفعت نسبة المواطنين القابعين تحت خط الفقر إلى 6.2 في المائة مقابل 5.3 في المائة، ما يمثل أكثر من 6 ملايين مصري.

تأتي تلك الإحصاءات استنادا إلى نتائج بحث الدخل والإنفاق عن العام المالي 2017-2018، الذي أكد ارتفاع متوسط الإنفاق الكلي للأسرة من 36 ألف جنيه إلى 51 ألف جنيه سنويا.

وكان البنك الدولي ذكر في تقرير له في مايو الماضي أن أكثر من 30 بالمائة من المصريين يرزحون تحت خط الفقر، وأن 60 بالمائة منهم إما فقراء أو معرضون له.

يذكر أن البنك الدولي يحدد 1.9 دولارا في اليوم كحد للفقر المدقع عالميا.

وقال نشطاء إن السيسي يصر على إنكار الواقع الاقتصادي المتدهور الذي تعيشه مصر وأقر به الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء.

في حين شكك البعض في الأرقام التي قدمها الجهاز المركزي حول معدلات الفقر.

فغرد أحدهم: "وبعد ٦ مؤتمرات شباب ... زاد معدل الفقر ... فطال ٣٢ مليون ونص ... وده حسب بياناتهم. وبمقياس أقل من ٤٥ دولار شهريا للأسرة بحالها. بينما البنك الدولي اللى بيتحفونا بشهادته على نجاح الإصلاح الاقتصادي يقول إن حد الفقر هو أقل من ٥٧ دولار للفرد شهريا .. وعليه ففقراء مصر ٦٠ مليون".

وتساءل أحمد السيد: "كيف وصل المصريون إلى هذا المستوى رغم برامج الإصلاح الاقتصادي التي تبنتها الحكومة خلال الأعوام الأربع الأخيرة؟"

ويعزو المغرد "عمار" هذا الارتفاع في معدل الفقر إلى فشل الإصلاحات التي أعلنت عنها الحكومة.
سياسة | المصدر: جريدة الشعب | تاريخ النشر : الخميس 22 اغسطس 2019
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com