دعا مغردون سعوديون لإنقاذ الداعية الإسلامي البارز سلمان العودة والإفراج عنه، عقب توارد أنباء عن مطالبة المدعي العام بالحكم عليه بالإعدام.
وتُعقد الأحد الجلسة المقررة لمحاكمة العودة أمام محكمة "مكافحة الإرهاب" والمعروفة باسم المحكمة الجزائية المتخصصة.
وقد قال عبد الله نجل الداعية سلمان العودة عبر "تويتر" اليوم الأحد: "تفصلنا فقط عدة ساعات على محاكمة الوالد السرّية التي يطالب فيها المدعي العام بالقتل تعزيراً بسبب نشاط الوالد العلمي السلمي العلني".
وعن ما تعرض له العودة وأسرته من انتهاكات قال: "الوالد لا يزال في الحبس الانفرادي منذ قرابة السنتين بعد اعتقال تعسفي وتفتيش عسكري للبيت واعتقال شقيق الوالد ومنع 17 شخصا من السفر".
وقال أيضًا أمس السبت: "الوالد لا يزال في الحبس الانفرادي وسيكمل قريبًا سنتين على الاعتقال الذي بدأ بعد ساعات من تغريدة دعا الله فيها لتأليف القلوب". و دعا للتغريد عبر #سننقذ_سلمان_العودة.
ودشن نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي وسم "سننقذ سلمان العودة"، للمطالبة بتراجع النيابة العامة عن مطالبتها بإعدام العودة، والإفراج عنه.
الوسم دخل قائمة أعلى الوسوم تداولا في المملكة، إلا أنه شهد منافسة شديدة مع وسم آخر دشنه موالون للسلطات السعودية بعنوان" الإرهابي سلمان العودة".
الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمينن علي القرة داغي، قال إن مطالبة النائب العام بقتل العودة تعزيرًا، هو رغبة في قتل صوت العقل والوسطية، كي يسود صوت الجهل والتفريط.
حساب "معتقلي الرأي" والمعني بحقوق الموقوفين بالسعودية أكد أنه لا بديل عن حرية سلمان العودة وجميع معتقلي الرأي، مؤكدا على رفض المحاكمة السرية.
النشطاء تداولوا مقطًا لعبدالله العودة في مقابلة له مع "BBC" الإخبارية يتحدث فيه عن التهم الموجهة لوالده، منها "عدم الدعاء لولي الأمر بما فيه الكفاية"، وهو ما أثار سخطًا بين النشطاء لتلك التهم التي وصفوها بـ "السفيهة".
حساب "نحو الحرية" المعني بحقوق الإنسان في السعودية والخليج، أكد أن إعدام العودة بسبب تهم عدم الدعاء كفاية لولي الأمر، هو إجرام.
الصحفي السعودي تركي الشلهوب انتقد الدعوات المؤيدة لإعدام العودة والدعاة، وقال إن المجتمع السعودي أصبح موبوءًا بشبيحة تجردوا من أدنى درجات الآدمية الأخلاق.
وتعليقًا على وسم "الإرهابي سلمان العودة" قال حساب "معتقلي الرأي" إن الارهابي سلمان العودة "موجود فقط في مخيلة الذباب الإلكتروني، أما في الواقع فهو الدكتور سلمان العودة الذي يخشى شعبيتَه وليُ العهد لأن له متابعين على تويتر أكثر بمرتين من الملك نفسه، كما قال نجله عبدالله العودة، عين الحقيقة لا تخفيها تغريدات ذبابية".
وفي أيلول/ سبتمبر 2017، أوقفت السلطات السعودية عدة دعاة، أبرزهم سلمان العودة وعوض القرني وعلي العمري، وسط مطالب من شخصيات ومنظمات دولية وإسلامية بضرورة إطلاق سراحهم.
وقبل أسابيع تواترت أنباء عن اعتزام السلطات إصدار وتنفيذ أحكام بإعدام الدعاة الثلاثة، بعد انتهاء شهر رمضان الماضي بوقت قصير. وكان موقع "ميدل إيست آي" البريطاني قد أكد في 21 أيار/ مايو الماضي أن السلطات السعودية ستصدر أحكاما بالإعدام على كل من الداعية والمفكر السعودي سلمان العودة والداعيتين عوض القرني وعلي العمري، بتهم متعددة تتعلق بالإرهاب.
وقال محامو العودة في شباط/ فبراير الماضي إنهم يخشون صدور الحكم بإعدامه، وأكدوا - في بيان صدر في باريس- أن محاكمة الشيخ "تندرج في إطار سياسة اضطهاد قضائي تقوم بها السلطات في السعودية ضد مثقفين يمارسون حقهم في حرية التعبير والرأي".
ولم يتسن الحصول على تعقيب من السلطات السعودية بشأن احتمال تنفيذ حكم الإعدام بحق الدعاة الثلاثة البارزين في البلاد، كما أنه لم يصدر عن تلك السلطات ما يؤكد أو ينفي صحة هذه الأنباء.