منعت السلطات السعودية دخول حوالي 300 مصري حتى الآن، من حاملي تأشيرة الحج هذا العام تحت زعم أنها غير مسجلة على أنظمة الجوازات الخاصة بالحجاج، وتم إعادتهم إلى مطار القاهرة الدولي، مع تسكين الحجاج بأن سلطات الأمن ستحقق مع الشركات التي استخرجت التأشيرات.
وبات النصب على الحجاج سمة مميزة للموسم في ظل حكم العسكر؛ حيث يتعرض بعض الحجاج المصريين القاصدين بيت الله الحرام، لأداء فريضة الحج إلى عملية نصب بسبب التأشيرة الفاعلية التي تمنحها بعض الشركات السياحية لهم، بعد أن رفضت السعودية دخولهم بتأشيرات الفاعلية حجّاجًا.
راحت الفلوس يا صابر
وبدلاً من مساعدة الحجاج الذين دفعوا أموالهم نظير أن يحجوا بيت الله الحرام، رغم أن أعدادهم لا تمثل زيادة في أموال السعودية، وقال مراقبون إنه كان من الواجب على سلطات الانقلاب بمطار القاهرة الدولي وشركات الطيران العاملة فيه والمتجهة رحلاتها إلى السعودية بدلا من منع سفر أي راكب يحمل التأشيرة الفاعلية، والخاصة بدخول المملكة العربية السعودية بغرض السياحة وحضور الحفلات التابعة لهيئة الترفيه، بعد أن تعرض عدد من المصريين لعملية نصب باستخراج التأشيرة الفاعلية، أن توقع الجزاء على أسماء أصحاب الشركات أو السماسرة النصابين.
وفي بيان معتاد قال المراقبون إنه ليس له صدى على أرض الواقع، طالبت خارجية الانقلاب المواطنين اليوم بعدم التجاوب مع وكلاء السفر، الذين يستدرجونهم للحصول التأشيرات الإلكترونية للزيارة؛ ما يعرضهم للنصب، وضرورة الالتزام بالقنوات الرسمية لأداء فريضة الحج، وفقًا للقواعد التي تنظمها وزارة السياحة المصرية والجهات المعنية والوكلاء السياحيون المعتمدون.
ونشر سمير عماد سمير صور امراة راغبة في الحج، افترشت الأرض بعدما أضاع العسكر أحلامها بالحج، وقال: “هذه مصر العسكر حجاج تم النصب عليهم في التأشيرات وتم إلغاؤها وهذه صورة إحداهم تفترش أرض مطار القاهرة تنتظر الرجوع إلى دارها بحسرتها.
وأضافت سحر عبدالرحيم تعليقًا على مجموعة صور أخرى قال إنها لـ”مجموعة من المصريين يفترشون مطار جدة.. وينتظرون عودتهم إلى مصر دون أداء فريضة الحج بسبب النصب عليهم في التأشيرة.. لا أدري كيف استحل هذا النصاب – الذي أعطاهم تأشيرات غير صالحة للحج – أموالهم ولم يراع كبار السن منهم وأن حلمهم في الحياة زيارة بيت الله..”.
وأوضحت أن الحجاج في مطار القاهرة وليس جده وتم اكتشاف النصب في مطار القاهرة.
حفلات الترفيه
وبسبب انتشار حفلات الترفيه الماجنة بدأ سمسارة التأشيرات في غياب الرقابة على التأشيرات الممنوحة للحجاج باستغلال نوع من التأشيرات السعودية هي: “تأشيره حضور فعاليات هيئة الترفية” وهي ليست للحجيج بل لراغب حضور الحفلات أو السياحة الترفيهية التي اتبتدعها محمد بن سلمان.
وكشف متابعون أن شركان النصب واحتيال تأخذ التأشيرة المشار إليها وتبيعها للمصريين الذين تخدعهم شكل التأشيرة دون معرفتهم بها.
وتصل كلفة الحج بتأشيرة الفعالية ما يزيد عن 100 الف جنيه، وهو اعتقاد أن السلطات السعودية ستمرر التأشيرات!
موسم النصب
وفي سبتمبر 2017، تداول نشطاء صور لحجاج القرعة المصرية الخاصة بوزارة الداخليه بحكومة الانقلاب يفترشون طرقات “منى ” عقب نصب رسمي من حكومة الانقلاب عليهم؛ حيث لم يتم حجز المساكن أوالخيم بمنطقة مني للحجاج؛ ما دفع الحجاج لافتراش الطرق للنوم وتسكين أكثر من 400 حاج بالمخيم الذي يسع 75 فقط في اشد حالات زحامه، وحاله من الغضب الشديد تنتاب الأهالي والحيرة الكبيرة من الشرطة السعودية.
وفي العام الماضي 2018، كشف مواطنون عن أن النصب متكرر كل عام ولكنه بشكل أكبر في عهد العسكر بعدما أهملت بعثة الحج المصرية الحجاج المصريين وبهدلتهم في الشوارع؛ بسبب نصب شركات السياحة.
وقال مصريون يعيشون في السعودية: إن أسوأ تنظيم وأكثر الحجاج تتم إهانتهم هم المصريين، بسبب حملات الحج والعمرة التي يخرجون من خلالها، وهي تعتمد على مبدأ “اخطف و اجرى”.
وفي العام الفائت انتشر ما يسمى بالحج المباشر وهو عبارة عن إجراء غير قانوني حذرت منه السلطات السعودية، ورغم ذلك يتم بمساعدة بعض السعوديين للحصول على التأشيرة وتقديمها للنصابين من الشركات في مصر، وهي تعتمد على مبدأ “انت ورزقك”.
ولا يعتقد المصريون بنتائج تقديم الشكاوى، نظرًا لكثرة من ينصبون باسم الحج، رغم تأكيد من العاملين أن شركة السياحة المصرية تدفع ضمان (تأمين) 2 مليون جينه لأجل الغرامات المتوقعة، بالمقابل تدفع الشركة السعودية 2 مليون ريال للسبب نفسه.
تخلف المعتمرين
وفي سمسرة جديدة فيما يتعلق بتخلف المعتمرين، وهو أمر معتاد من المصريين في السعودية لتجنب المبالغ الطائلة للحج، وقننت السلطات السعودية غير أن ذلك لم يرح غرفة شركات السياحة، وقال باسل السيسي، نائب رئيس غرفة شركات السياحة: إن الأزمة ظهرت بعد تطبيق السعودية للتأشيرة الإلكترونية ونظام الوكيل الافتراضي، ولفت إلى أن نظام التأشيرة الإلكترونية منح الفرصة للسماسرة، لطرح برامج عمرة من “رمضان إلى الحج” بأسعار تتراوح ما بين 90 إلى 110 آلاف جنيه.
وكشف “السيسي” أن عدة مشكلات تواجه برامج عمرة من “رمضان إلى الحج” التي طرحت هذا العام، أبرزها: أنه يجرى تسكين المعتمرين بمساكن غير آدمية بمكة، لحين بدء موسم الحج وبطرق غير قانونية، وأن الأزمة ستتسبب في عودة ظاهرة الافتراش والزحام والتكدسات، خاصة في المشاعر المقدسة بمنى وعرفات، وأن تواجد هؤلاء “المتخلفين” بالمخيمات المخصصة للحجاج النظاميين، يتسبب في حدوث اشتباكات ومشاجرات بينهم، إضافة إلى التكدس داخل تلك المخيمات.
ورغم أن الأمر باتت مقننا إلا أن نائب غرفة السياحة قال إن المتخلفين من العمرة للحج “ليست لديهم أية حقوق لدى السلطات السعودية”، فضلا عن “ترحيلهم ووضعهم على القائمة السوداء مع حرمانهم من دخول المملكة لعدة سنوات حال القبض عليهم”.