كشفت صحيفة ألمانية عن أسباب الإصرار التركي على اقتناء منظومة الصواريخ الروسية “إس 400” لحماية سمائها من أي عدوان محتمل؛ مشيرة إلى أن هذه الصفقة ربما تكون سببا من أسباب الفراق بين أنقرة والأوروبييين. لكن الصحيفة الألمانية أكدت أن السبب الحقيقي هو إصرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على حماية بلاده بمنظومة روسية لا أمريكية؛ خصوصا وأن مؤسسات الحكم تعرضت لقصف عنيف أثناء محاولة الانقلاب الفاشلة منتصف 2016م. وأن نشر بطاريات باتريوت الأمريكية يجعل الأمريكان متحكمين في تشغيلها، وذلك يكشف أسباب الإصرار التركي على اقتناء منظومة الصواريخ الروسية.
وكانت جهات تركية قد اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية والغرب بالتورط في محاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت منتصف 2016م، بينما ينفي الأمريكان والغرب ذلك، ورصدت المخابرات التركية ردود الفعل الغربية المترقبة لنجاح محاولة الانقلاب حيث اعتصمت بالصمت ثم أدانتها بعد أن تأكدت من فشلها وهو ما أثار غضب الأتراك.
وتحت عنوان «أردوغان يقول وداعا للغرب بصواريخ أس400»، اعتبرت صحيفة «ويلت» الألمانية، واسعة الانتشار ذلك “دليلا على حدوث فراق بين تركيا وحلفائها الغربيين”. وقالت الصحيفة الألمانية الواسعة الانتشار، إن “حصول تركيا على المنظومة الروسية قد يكون نقطة اللاعودة التي قد تدق إسفينا بين أنقرة وعدد من حلفائها الغربيين”.
وحول أسباب الإصرار التركي على اقتناء منظومة الدفاع الجوي الروسية “إس 400″، تساءلت الصحيفة: “لماذا يريد الرئيس أردوغان الحصول على أنظمة الأسلحة هذه بأي ثمن”، مضيفة أنه “من الصعب على خبراء الأمن فهم ذلك”.
وأضافت أن أنقرة “رغم الانتقادات التي واجهتها من حلف الناتو والتهديدات الأمريكية بالعقوبات فقد مضت في الصفقة مع روسيا التي تنظر لها كشريك تفاوضي في المسائل المتعلقة بالشرق الأوسط، نظرا لأن نفوذ الأخيرة في هذه المنطقة بات أقوى من نفوذ واشنطن”.
وتتساءل الصحيفة في معرض الحديث عن خصوم تركيا الذين عليها حماية نفسها منهم من خلال المنظومة الروسية: “هل بسبب المتغيرات الإقليمية في بحر إيجة، من خلال سعي أنقرة للضغط على قبرص واليونان حتى لا تسعى من جانب واحد للحصول على الغاز الطبيعي في شرق البحر المتوسط؟”. وتضيف الصحيفة: “إن لم تكن اليونان، فمن هو الخصم؟ الأكراد ليس لديهم سلاح الجو، كما يجب أن تكون الموارد الحالية كافية ضد سلاح الجو السوري الضعيف إذا حاولت دمشق غزو الأراضي التي تحتلها تركيا في شمال سوريا، وفي مرحلة ما قد ترغب إيران في بناء صواريخ نووية، لكن هذا حلم بعيد عن المستقبل”.
حل مؤقت
تقرير الصحيفة الألمانية ينتهي إلى أن تركيا تريد اقتناء هذه المنظومة الصاروخية بشكل مؤقت لحين بناء قدراتها الصاروخية الذاتية، حيث قال التقرير: “قبل كل شيء، تريد تركيا بناء نظام الدفاع الجوي الحديث الخاص بها، وترى أن أس400 هو حل مؤقت حتى ذلك الحين”.
لكن التقرير ينبه إلى السبب الرئيس وراء اقتناء هذه المظومة بصورة عاجلة هو الخوف من الأمريكان، فالرئيس التركي يريد حماية سماء بلاده من أي هجوم جوي محتمل خصوصا وأن مؤسسات الحكم تعرضت لقصف جوي عنيف إبان أحداث محاولة الانقلاب التي تعرضت لها منتصف 2016م.
وأشارت الصحيفة إلى أن “تركيا قدمت عدة اعتبارات تقف خلف لجوء أنقرة لهذه الخطوة؛ في مقدمتها أن الرئيس رجب طيب أردوغان يريد حماية بلاده من الولايات المتحدة بما أن الجيش التركي يخطط لنشر المنظومة الصاروخية الروسية بالقرب من أنقرة”.
ولفتت إلى أن أنقرة تعرضت لهجوم من الجو خلال محاولة الانقلاب الفاشلة في العام 2016، وفي حال حماية العاصمة بمنظومة “باتريوت” الأمريكية فإن الجيش الأمريكي سيكون قادرا على وقفها، ولذلك فإن المنظومة الروسية ستفيد تركيا في مثل هذه الحالات”.