Akhbar Alsabah اخبار الصباح

دعوة رسمية للانتخابات بالجزائر

الثوار الجزائريون حالة من الوعي والانتباه يتمتع بها الثوار الجزائريون في كشف فخاخ العسكر التي يريد مع إطالة أمد تسليم السلطة للمدنيين بعيدا عن الفاسدين من عصابة الانقلاب، وإيقاع الجزائر في فخ تأطير الحراك الشعبي العام بإبراز ممثلين، من خلال الدعوة لحوار وطني مع رئيس الدولة المؤقت وانتخابات رئاسية برعاية تخلو من العسكريين.

ويجدون أيضا من رموز الثورة من يرفضون تمامًا بقول الثوار "لا زلنا مصرّين على رحيلكم ولن نأتمنكم على الجزائر و شعبها"، كذلك من يستخدم نفس المفردات ولكن بشكل غير مباشر مثل تصريح نائب رئيس حركة مجتمع السلم د. عبد الرزاق عاشوري: قال تعليقًا على مبادرة رئيس الدولة المؤقت بن صالح الرئيس السابق للبرلمان: "سنلتزم بأي مبادرة تحقق إصلاحات ولا تتصادم مع مطالب الحراك.. ووجود شخصيات وطنية على رأسها يعزز الثقة بتحقيقها لنتائج إيجابية".

المبادرة الرسمية

ودعا الرئيس الجزائري المؤقت إلى الانتخابات الرئاسية، وقال: "تبقى الحل الديمقراطي الوحيد والواقعي والمعقول"، مضيفًا أن "رئيس الجمهورية المنتخب ديمقراطيا هو وحده الذي يمتلك صلاحيات تحقيق التغيير".

ووعد بتوفير كافة الشروط المطلوبة لإجراء الانتخابات الرئاسية، محذرًا من أنه بلا انتخابات رئاسية "تدخل البلاد في فراغ دستوري".

كما دعا "عبدالقادر بن صالح" جميع المكونات السياسية إلى الانخراط في مسار الحوار الوطني الشامل، وأن الحوار الوطني ضروري باعتباره الطريق الأمثل للتوصل إلى التوافق بشأن الانتخابات الرئاسية، وأنه من الضروري تنحية جميع المطالب غير المنطقية التي تطيل أمد الوضع الراهن.

غير أن وعده منحه مسحة افتراضية وغير واقعية كشفت سوء نيته عندما قال: "الحوار ستيسره شخصيات وطنية و دون إنتماء حزبي و لا تملك أي طموحات سياسية"، وهو غريب على مثل هذه الملتقيات، التي قال أيضا إن المؤسسة العسكرية في طليعة المؤسسات التي لن تكون طرفًا في هذا الحوار الملتزم بأقصى درجة الحياد!!

دعوات النزول

وأمام خطاب عبدالقادر بن صالح، كثف نشطاء الحراك الشعبي الدعوات لحشود جماهيرية مليونية في جمعة الاستقلال وهي الجمعة العشرين من الحراك الشعبي السلمي والتي توافق 5 يوليو ذكرى يوم الاستقلال.

ووصفت بعض الدعوات الجمعة القادمة بـ”جمعة الاستقلال الحقيقي” التي تطالب بدولة أساسها العدل والحرية والكرامة.

وأكدت صفحات ثورية الدعوات لأكبر مسيرة ثورية تشهدها الجزائر، للتصدي للعصابة وحكم العسكر الذي يريد إعادة انتاج نفس النظام الاستبدادي.

وبالتوازي دعا عدد من السياسيين والأحزاب الجزائريين للمشاركة بكثافة في الجمعة العشرين لاعطاء دفعة للثورة السلمية، التي حققت إنجازات كبيرة، وأطاحت بالطاغية عبد العزيز بوتفليقة.

ونددت مجموعة من الشخصيات الوطنية “بالاعتقالات وبكل أنواع التجاوزات والتضييق السياسي والإعلامي.

بالمقابل، ظهرت بعض الشخصيات التي كانت تدعو لعدم الخروج على عبد العزيز بوتفليقة في 22 فبراير، وتماشت مع الحراك لاحقا، ثم ها هي من جديد تدعو لعدم الخروج في التظاهرات، ويخوفون الناس بنفس الدعايات.

ومما يتم ترويجه أن التظاهرات مخطط خبيث يطبخ في الخفاء من صحفيين أجانب وتعبئة كبيرة من اعداء المؤسسة العسكرية، من اجل رفع لافتات ضد الجيش وترديد شعارات معادية للمؤسسة العسكريةن وأن من ينزل في 5 يوليو مع مصلحة فرنسا في الجزائر.

الإعلام طرفا

وبعكس الحالة التي كان عليها الإعلام بعد تمكن الثوار من الإطاحة ببوتفليقة، ظهر أن الإعلام الرسمي والتلفيزيون الجزائري يروج للعسكر ويدافع عن اخطائهم الظاهرة، ومنها اعتقال المجاهد الثمانيني خضر بورقعة، وفي محاولة لإصلاح خطئه أصدر التلفزيون الجزائري بيانًا يحاول فيه إصلاح سقطته باتهامه صراحة بانتحال صفة واسم آخرين، عاد في وقت أول ليعدل هجومه، ثم عمد إلى إصدار بيان يتنكر فيه لهجومه الأول بدون تقديم الاعتذار للمجاهد وعائلته، في سقطة أخرى.

وكان بورقعة نموذجا لأن من يقود التلفزيون هو القائيد صالح رئيس أركان الجيس حيث ضحى الخضر بحياته خلال الثورة، ودخل السجن بسبب معارضته لنظام الرئيس الراحل هواري بومدين- أخذ بيتًا أو بيتين، فهناك من نهب مليارات الدولارات ولَم يطلق رصاصة واحدة.

متابعة حمس

وقالت حمس في بيان مطلع يوليو الجاري، ينم عن متابعتها لتطورات الساحة السياسية عن كثب، أكدت فيه أن التضييق على المخالفين وملاحقتهم ينم عن تراجع بيّن للآمال التي عقدها الجزائريون على الحراك الشعبي في تحقيق الانتقال الديمقراطي وتجسيد الإرادة الشعبية وحرية الكلمة وحقوق وكرامة الإنسان واستقلال المؤسسات وتوازن السلطات.

وأدانت فيه سجن المجاهد لخضر بورقعة بسبب آرائه مهما كان الاختلاف بشأنها تصرف خاطئ يمثل رسالة سلبية تجاه التطورات المستقبلية، وتدعو إلى إطلاق سراحه فورا.

كما ثمنت الحركة استمرار الحراك الشعبي وتمسك المشاركين في المسيرات بالوحدة الوطنية في كل الولايات وتركيزهم على الأهداف السياسية التي انطلق الحراك من أجلها وتدعو إلى استبعاد أي شكل من أشكال التضييق عليه، أو تفريقه، كما تدعو المتظاهرين إلى التركيز على الأهداف السياسية والتخلي عن كل المظاهر والشعارات التي قد تضعفه وتشتته.

حوار الأحزاب

وأعلنت الحركة أنها من بين المشاركين في "منتدى الحوار الوطني" البعيد عن العسكر والحكومة، والمزمع عقده يوم 6 يوليو، كما تثمن المجهودات التي يقوم بها ممثلو الحركة في اللجنة المديرة التي انعقدت مؤخرا في مقر الحركة تحت رئاسة السيد عبد العزيز رحابي والتي تميزت بحضور لافت لقوى المجتمع المدني بكل تنوعه.

ودعت حركة مجتمع السلم "حمس" لتعاون الجميع لجعل هذا المنتدى فضاء جامعا موحدا للرؤى والمبادرات شاملا لمختلف القوى والحساسيات في إطار الجدية والشفافية والمسؤولية، وتدعو جميع الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات لدعم هذه المبادرة الجادة وتوفير فرص نجاحها كمشروع وطني جامع كفيل بإنجاح الانتقال الديمقراطي المتفق عليه بين السلطة والمعارضة لصالح الجزائر وكل الجزائريين.

الحكم الراشد أولا

من جانبه قال د.عبد الرزاق مقري رئيس الحركة: إن الحركة تنبيهاتها المتكررة منذ سنوات إلى هشاشة الاقتصاد الوطني ومخاطر الانهيار المتوقع في آجال قريبة إن لم يتم حل المشكل السياسي في أقرب الآجال والتوجه لإقامة حكم راشد قادر على تحقيق الإقلاع الاقتصادي في إطار من التوافق والتعاضد والتعاون بات لا مفر منه بالنظر لصعوبة التحديات.

– تؤكد الحركة دعمها للحق الفلسطيني وتشجب كل أنواع التطبيع الخفي والظاهر، وتستنكر تخلي العديد من الأنظمة العربية عن دعم القضية الفلسطينية بكل أبعادها والتحالف المباشر لبعضها مع الكيان الصهيوني.
سياسة | المصدر: الحرية و العدالة | تاريخ النشر : الخميس 04 يوليو 2019
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com