Akhbar Alsabah اخبار الصباح

الذكاء الاصطناعي في التعليم الفرنسي

الذكاء الاصطناعي يقول خبراء علم المستقبليات الرقمية إن الذكاء الاصطناعي سيهز كل شيء، بما في ذلك مجال التعليم، حتى أن البعض قد بدأ يتحدث عن الإمكانات العديدة التي توفرها هذه التقنية في مكافحة التسرب المدرسي.

وفي هذا السياق، ضرب موقع "أل سي إي" الفرنسي مثالا بقسم المدرس الصيني شياو يونغ الذي اعتبره استثناء، إذ يستمع لدرسه الطلاب وهم خاشعون وكأن على رؤوسهم الطير، وذلك منذ عامين عندما بدأ يستخدم الذكاء الاصطناعي إلى جانب نظام التعرف على الوجه الذي يحلل وجوه الطلاب ليعرف المعلم في الوقت الحقيقي هل هم يشعرون بالملل أم لا، وذلك لتحسين محتوى فصوله وتحسين جذب انتباه جمهوره.

ولكن الموقع يعتبر أن الموضوع ليس مطروحا في فرنسا في المدى المنظور، فالجلسات التي عقدت حول "الذكاء الاصطناعي من أجل المدارس" الشهر الماضي أظهرت مدى طموح وزارة التعليم في استخدام التقنيات الجديدة في مجال التعليم، إذ ركزت على أن الدور البشري سيظل دائما في صميم وظيفة التدريس.

وقال الموقع إن اليوم الذي ستحل فيه الروبوتات مكان المعلمين لم يأت بعد، رغم أن برامج الذكاء الاصطناعي قادرة على دعم المعلم أثناء تدريسه، مشيرا إلى وجود بحث وتطوير ستة حلول مبتكرة لتعلم اللغة الفرنسية والرياضيات في المدارس الابتدائية.

وقالت ماري كريستين ليفيت وهي رئيسة مؤسسة متخصصة في التعليم، إن واحدا من التطبيقات الأكثر تقدما ويدعى "لاليلو" يستطيع التكيف مع مستوى كل تلميذ ليقدم له التمرين المناسب في درس القراءة، مشيرة إلى أن هذا لا يستطيع المعلم القيام به إلا مع عدد قليل جدا من التلاميذ في قسم واحد.

وقال الموقع إن هناك تطبيقا آخر قيد التطوير يسمح باكتشاف الطلاب الذين لديهم صعوبات، خاصة أن عشرات الآلاف من التلاميذ يغادرون المدارس سنويا دون أي تأهيل لأن لديهم صعوبات ناتجة عن الاختلاف بين البشر، "فالجميع يتعلم ويحفظ ولكن بشكل مختلف"، كما يقول غيوم ليبوشي مؤسس ورئيس جمعية "الذكاء الاصطناعي من أجل المدارس".

يقول ليبوشي "إن ما يحول دون التسرب المدرسي هو الكشف عن الطلاب الذين يواجهون صعوبات، وفي الوقت نفسه مجاراة الأذكياء في مستواهم"، والمبدأ الذي يقوم عليه التطبيق هو أن الطالب إذا أراد تعميق نقاط معينة تمكنه الإشارة إلى ذلك في الوقت الفعلي للمعلم بنقرة بسيطة على التطبيق، كما أن المعلم سيتمكن من معرفة أفضل بطلابه، كما يقول الموقع.

وقال لوبوشي إن الذكاء الاصطناعي مهم في تصحيح الامتحانات، إذ "سيساعد الروبوت المعلم على تقييم واجبات الطلاب المنزلية، ويقوم بتصحيح 80% من ورقة الامتحان، ويكتفي المعلم بإضافة التعليق النهائي وبذلك يربح وقتا ثمينا".

ومن هذا المنظور تبقى عقبة واحدة -حسب بوشي- وهي عدم وجود بيانات كافية لتدريب الآلة، ودون ذلك من المستحيل تطوير أدوات قوية، إلا أنه يقترح مسح جميع نسخ البكالوريا بشكل مجهول الهوية من أجل إنشاء ملفات شخصية، ويمكن لخوارزمية اكتشاف الأطفال الذين لديهم مشاكل مع عسر القراءة أو خلل الحساب.

ماذا عن دور المعلم؟
يقول ديفد لاكومبليد وهو مؤسس "شركة لافيلا نميروس" وهي عبارة عن مركز أبحاث يروج للنموذج الرقمي الأوروبي القائم على الإنسان بشكل عام، إن "هناك خوفا قويا داخل مهنة التدريس من استخدام هذه الأدوات التكنولوجية، ويخشى الكثيرون أن يؤدي ذلك إلى اختفاء البشر واستبدالهم التدريجي بواسطة الآلات".

أما كلود تيوسيير مؤسس ماجيك ميكرز فيعتقد أن شخصية المعلم لن تختفي، ولكن دوره سيتطور "سيكون أكثر من مدرب لدعم الطلاب المتعثرين ورفع مستوى الطلاب الذين يحتاجون إلى التحفيز".

وبدلا من وقوف المعلم أمام الطلاب في الصف، يدافع معلم علوم الحاسوب هذا عن مفهوم الطبقة المعكوسة، وهو أن "يعمل الطلاب في المنزل على حاسوب أو جهاز لوحي، مما يحرر وقتا في الفصل الدراسي لتطوير الإبداع والتفكير النقدي والعمل التعاوني، وهذا في النهاية هو المطلوب في الحياة".
تكنولوجيا و علوم | المصدر: الجزيرة | تاريخ النشر : الثلاثاء 15 يناير 2019
أحدث الأخبار (تكنولوجيا و علوم)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com