Akhbar Alsabah اخبار الصباح

مصر في عهد السيسي تطالب بتقنين الدعارة

عهد السيسي عادت للواجهة في دولة الانقلاب مجددًا أحاديث تقنين البغاء وترخيص الدعارة، في الوقت الذي تعتبر فيه دعاوى بعض قوى الشر التي تطالب بتدمير البنية الأخلاقية للشعب المصري، بأن هذا العصر الذي يحكم فيه قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، هو العصر الذهبي لتنفيذ هذه المطالب والدعوات الشاذة والمخالفة لعادات وتقاليد المسلمين والمسيحيين على حد سواء في مصر، ابتداء من الزنا ودعاوى “السنجل مام” وعودة تراخيص الدعارة، والسماح بالشذوذ الجنسي، وحتى دعاوى الاختلاط والسماح بالمعاشرة الجنسية من غير زواج بين الأصدقاء والصديقات.

وفيما يبدو أن حالة المنع التي أصدرها نظام النقلاب العسكري لفضائيات وصحف الانقلاب من الحديث عن السياسة، جعلت هناك حالة من الفقر والعجز الإعلامي، في نشر مواد صحفية تجلب إعلانات وتثير اهتمام المواطنين؛ ما أدى للاعتماد على نشر مواد البغاء وترخيص الدعارة، وفساتين الفنانات التي تكشف أكثر مما تستر.

وفي حلقة جديدة من برنامج إعلامي الانقلاب محمد الغيطي، استضاف عددًا من السيدات المدافعات عن أهمية ترخيص العمل في الدعارة، وبيع الجنس الحرام، بزعم الحفاظ على النساء العاملات في هذا المجال من انتشار الأمراض، خاصة الإيدز، معتبرين أن الجنس الحرام كان معمولا به في كل العصور بمصر، لولا أن جماعة الإخوان في بداية الأربعينيات قامت بالضغط على حكومة الملك، وتسببت في غلق بيوت الدعارة؛ الأمر الذي رد عليه الغيطي، بأنه لو كان الإخوان هم من تسببوا في غلق بيوت الدعارة فهذا شيئ جيد.

الصالح العام

إلا أن الضيوف اعتبروا أن غلق بيوت الدعارة ليس في الصالح العام، وزعموا أن هناك عددًا كبيرًا من النساء العاملات في بيع الجنس الحرام يصابون بأمراض خطيرة مثل الإيدز، ويجب عودة ترخيص عملهن من أجل تحصينهن من المرض.

وبالبحث على محرك “جوجل الشهير” عن مثل هذه الدعوات المشبوهة، اكتشفت “الحرية والعدالة” أن هناك عشرات الصحف التابعة لنظام الانقلاب، تعمدت خلال العامين الماضيين نشر تقارير عن عمل المصريات بالدعارة، واسترزاقهن من هذه المهنة الحرام، منذ عصر الفراعنة وحتى العصر الحالي.

وظهر في التقرير أن المصريات المسلمات العفيفات كأنهن بائعات هوى، ونسبت هذه التقارير إلى المصريات بأنهن امتهنوا هذه المهنة الحرام منذ فجر التاريخ وعصر الفراعنة، ليدللوا على أن هذه المهنة هي مهنة قديمة للمصريات ولم تكن حديثة عهد في مصر.

الضرائب الباهظة

ومن بين هذه الصحف “اليوم السابع”، وصحيفة “الفجر” التي اعتبرت أن مهنة الدعارة كان لها مكانه في مصر منذ الفراعنة ومرور بفترة الاحتلال وحتي عصرنا هذا، وأن الدعارة ليست فقط مجرد مهنة وإنما هي نتيجة لما يعيشة المجتمع بشكل عام، فقد كانت بدائة تلك المهنة في القيود المفروضة علي المصريين من الضرائب الباهظة والتي كان يعجز الشعب عن دفعها ففكروا ببيع الجسد من أجل كسب المال، ثم قننت الحكومة هذه المهنة الملعونة بنص القرآن، عن طريق ترخيص لبيوت “الزواني”، وإنشاء هيئات للجنود المخصصين لحماية الغواني وممارسات الدعارة.
ووصفت الصحف أن هناك شوارع إشتهرت بتلك المهنة، وذلك بسبب الغريزة البشرية التي تدفع البشوات والفقراء لممارسة الجنس مقابل المال وإحتياج بعض النساء لهذا المال.

وقالت إن البغاء ظهر منذ عصر الفراعنة مستدلة بما يسمى (الإله بس إله المسخرة)، وأن نزعة الفراعنة الجنسية كانت تظهر بشكل مبالغ فيه في أعمالهم الفنية خاصة بالأعمال الخاصة بحفلات النبلاء، اللي كانوا بيبالغوا فيها في الافتخار بفحولة الرجل ورسمهم لأوضاع جنسية مختلفة، كما انه تم العثور في منطقة سقارة على غرفة داخل المعبد كانت مخصصة لممارسة الجنس مقابل أجر مادي وكان اسمها غرفة الاله بس وهو إله الخصوبة عند المصريين القدماء.

ونسبت هذه الصحف للعصر العثماني في مصر، أنه كان هناك عناصر من الشرطة مخصوص لحماية الخواطي من الزباين التي لا تقوم بسداد ثمن المتعة الحرام، وكانت تسمى بيوت الدعارة في هذا التوقيت بـ “الكراخانة”.

الحملة الفرنسية

وقالت إنه في عصور الاحتلال منذ الحملة الفرنسية أصدرت السلطات الفرنسية قرار بتخصيص بيوت محددة كمنازل للبغاء للترفيه عن عساكر الجيش، وكانت الأماكن التي تمارس فيها الدعارة تسمى “الماخور”، كما تم إطلاق اسم “العايقة” علي مديرة الماخور، والبنات الممارسات للزنا كان يطلق عليهن “المقطورة”.

وأشارت هذه الصحف في تقايرها إلى أن الاحتلال الانجليزي، أصدر لائحة جديدة من مكتب التفتيش على النسوة العاهرات بتلزمهم بإجراء كشف دوري عليهم كل 3 شهور في مستشفى الأمراض الجلدية والتناسلية مع استثناء العايقات ممن عندهن أكتر من 50 سنة، حفاظا على صحة الجنود الانجليز وحمايتهم من الأمراض.

إلا أنها لم تجد مجالا لتهرب فيه من الحقيقية الوحيدة في أن النزعة الإسلامية والحفاظ على تقاليد المجتمع من خلال وجود جماعة مثل جماعة الإخوان المسلمين، في بداية الثلاثينيات والأربعينيات كان لها الدور الأساسي في الضغط لتحريم مثل هذه المهن ومحاربتها، وغلق بيوت الدعارة، وتم بالفعل الحد منها عام 1949 بصدور مشروع قانون الحد من الدعارة في مصر وتم اقراره في البرلمان المصري سنة 1951 كقانون رسمي ونهائي بمنع الدعارة في مصر واعتبارها جريمة بكل صورها.

ومع العصر الذهبي للدعارة السياسية في عصر عبد الفتاح السيسي، بدأت تلوح في الأفق عودة الدعارة الأخلاقية والجنسية من جديد، بعد أن قتل من المعارضين الألاف وسجن عشرات الألاف المنتمين للشعب المصري ومن جماعة الإخوان المسلمين بشكل خاص.
سياسة | المصدر: الحرية و العدالة | تاريخ النشر : السبت 01 ديسمبر 2018
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com