Akhbar Alsabah اخبار الصباح

عقيدة الجيش من انتصار أكتوبر إلى انقلاب يوليو

عقيدة الجيش شهد الجيش تحولات جذرية منذ نكسة عام 1967 حتى انتصار أكتوبر مرورا بثورة يناير وانقلاب يوليو 2013، منعطفات كبيرة تعد مؤشرا هاما على كفاءة الشخصيات التي تتبوأ مقاعد قيادة الجيش المصري.

نصر أكتوبر 1973 تعد المعركة الوحيدة التي ربحها العرب بأيديهم على العدو الصهيوني بعد 25 عاما من النكبات والنكسات، بحسب تقرير بثته قناة “مكملين”.

في 1967 كانت الخسارة فادحة وكاشفة عن حجم الترهل والفساد وغياب الرؤية في الجيش المصري الذي هدد قادته مرارا بإلقاء إسرائيل في البحر لكن هؤلاء القادة اذين خاضوا غمار السياسة والحكم ومؤامراته ودسائسه دفعوا الثمن ومن قبلهم الشعب غاليا أرواحا وعتادا وعارا انتقص من كرامة المصريين ثم كانت إعادة الهيكلة لازمة وملزمة أبعد المتورطون في السياسة عن قيادة الجيش وعاد أصحاب المهارات القيادية والإستراتيجية ممن رفضوا الشرب من بحر السياسة فتبوؤوا مقاعد القيادة ونذروا أوقاتهم لإعادة بناء الجيش الذي خسر أكثر من 50% من قواته.

تثأر من الهزيمة

كانت حرب أكتوبر ثأرا لهزيمة 1967، ودليلا على ضرورة ابتعاد الجيش عن السياسة والبقاء في ثكناته إلى أن يؤمروا بالقتال فيقاتلوا، ولم يدم ابتعاد قادة الجيش عن السياسة طويلا حيث تغيرت الاهتمامات بعد كامب ديفيد وتقلصت المهام ودخل الجيش دوامة الاقتصاد والمشاريع التجارية لتحقيق الاكتفاء الذاتي في البداية لكن مكاسب الاقتصاد وغياب الرقابة والشفافية جعل الاقتصاد الشاغل الأكبر وتحول إلى منافس للقطاعين العام والخاص يحظى بمميزات خاصة لا ينافسه فيها أحد.

أحكم الجيش خلال حكم مبارك قبضته ومواقعه وكان داعما مدفوع الأجر للدولة في أزمات الخبز والمواصلات وحتى في بناء إستاد الكرة، وعقب ثورة يناير انكشف الغطاء ومارس التنكيل بجميع القوى السياسية أثناء توليه الحكم ودخوله باب السياسة بكامل إرادته.

أكبر خطر مارسه كان محاولة تغيير عقيدة الجيش بدلا من مواجهة العدو الصهيوني إلى محاربة الإرهاب وتغيرت العقيدة حتى أصبح التخلي عن أجزاء من الوطن أمرا يستحق الفخر لا الخزي والعار.

بين عقيدتين

ما بين توجيه فوهات البنادق إلى صدور الصهاينة في أكتوبر عام 1973 دفاعا عن أرض سيناء إلى تحولها بعد 40 عاما لقتل أهل سيناء بدعوى محاربة الإرهاب.

تاريخ طويل فقدت فيه العسكرية المصرية كثيرا من كبريائها تحت جيل ضباط الثورة الذين غادروا خطوط المواجهة إلى خطوط الإنتاج.

بدوره قال الدكتور صفي الدين حامد، أستاذ التخطيط الاستراتيجي، إنه من المؤسف في ذكرى مرور 45 عاما على انتصار أكتوبر أن تفقد مصر جيشها.

وأضاف حامد في مداخلة هاتفية لقناة مكملين، أمس الأحد، أن قادة وضباط وأفراد الجيش في1973 ضحوا بحياتهم للدفاع عن أرضهم وأهلهم، على العكس تماما من قادة وأفراد الجيش الحاليين، مضيفا أن معاهدة كامب ديفيد كانت وراء تغيير عقيدة الجيش.

وأوضح “حامد” أن انغماس ضباط الجيش في الثروة وتولي مناصب في الشركات الكبيرة والمحاجر كان الهدف منه إغراء ضعاف النفوس من العسكريين، مؤكدا أن السيسي جاء بأجندة صهيونية ظهرت بعد انحيازه لصالح الكيان الصهيوني سرا وعلانية وبات يتبنى مصطلح الإرهاب كعدو بدلا من الكيان الصهيوني.
سياسة | المصدر: الحرية و العدالة | تاريخ النشر : الاثنين 08 اكتوبر 2018
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com