Akhbar Alsabah اخبار الصباح

4 رسائل للسيسي في مؤتمر الشباب

مؤتمر الشباب انفض مولد مؤتمر الشباب السادس بجامعة القاهرة، بعد أن تحولت الجيزة إلى ثكنة عسكرية تم منع سكان المنطقة من التحرك بحرية وتم حصار أصحاب المكاتب والمحلات والشركات وكان الانتشار الأمني المكثف هو سمة المنطقة خلال أيام المؤتمر.

وانتهت المكلمة إلى لا شيء كعادة جميع مؤتمرات السيسي السابقة، والتي تحولت إلى سياسة ثابتة بديلة للأحزاب والقوى السياسية، لكنها مكلمة بين أصحاب رؤية واحدة وفكر واحد، وغابت الأفكار الأخرى وتلاشت الرؤى والتصورات المختلفة، فلا صوت إلا صوت السلطة ولا رأي إلا رأي الجنرال، على خطى جده الأكبر يمضي قائلا: “ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد”.

وحاول السيسي خلال المؤتمر استخدام فزاعة الإرهاب لتخويف الشعب وضمان استمرار الدعم الأمريكي والصهيوني والخليجي، مشيدا بموقف عواصم خليجية بعد انقلاب 30 يونيو ودعمها القوي للنظام، كما حاول بث التفاؤل لمواجهة أجواء اليأس والإحباط التي تمكنت من الشعب وبات يائسا من أي أمل في مستقبل يبدو غامضا ومفتوحا على كثير من السيناريوهات المرعبة.

حماية الفساد

أولى الرسائل حماية الفساد وحيتان رجال الأعمال المقربين من بيزنيس الجيش؛ حيث جلس رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى خلف السيسي مباشرة وبجوار وزير الداخلية، وهو الذي خرج من السجن مؤخرا بعفو من السيسي على خلفية الحكم عليه بعد ثبوت تورطه في مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم. لكن السيسي عفا عنه، بعد أن دخل بثقله في مشروع العاصمة الإدارية وتتولى شركاته كثيرا من الأعمال بالتنسيق مع الجيش.

كما أن الوزيرة “غادة والي”، اصطحبت معها ابنتيها، وتم تمكينهما من المنصة، ليحاورا السيسي، فيقوم بمنحهما الإشراف على السياحة بمحافظة الأقصر، وهذه وزيرة واحدة، والمعنى أن عبد الفتاح السيسي يخاطب أبناء العائلة، وهو اختيار لا يعطي احتمالاً لمندس قد يدخل في حوار جاد، مع رجل لم يكن جادا منذ أن عرفناه!

وقال السيسي إن المدن الجديدة تبنى بإيرادات مستقلة عن الإيرادات الرسمية (رسالة تعني تقسيم إيرادات مصر بين 3 ميزانيات١-الرسميه٢-والجيش٣-والمدن الجديدة ورغم ملكية للشعب لكل الإيرادات إلا أنها مقسمة ويبقي فقط127 مليار لإنفاق الشعب ضم الثلاث ميزانيات معا الان). وتبلغ مساحة العاصمة الإدارية 170 ألف فدان والفدان 4200.83 متر، ومتوسط سعر المتر 5 آلاف جنيه أو أكثر، فتصل حصيلة البيع إلى 3.67 تريليون جنيه تقريبا، فمن أخذ ثمن هذه الأراضي؟!

احتكار السلطة

وقال السيسي في المؤتمر: (خليكوا معايا لغاية ما الوعد الذي وعدته لكم يتنفذ) والرسالة: (لن أغادر السلطة رغم دعوات ارحل يا سيسي ومستمر بعد 2022). كما عبر السيسي في اليوم الأول للمؤتمر عن انزعاجه من هاشتاج “#ارحل_ياسيسي”. ويتجه الجنرال نحو تعديلات دستورية واسعة تفضي إلى إزاحة العقبات الدستورية التي تحول دون ترشحه لمدة ثالثة أو أكثر خصوصا المادتان “140/226”.
وأطلقت الأجهزة الأجهزة الأمنية مؤخرا حملات في محافظات الدلتا تطالب بتعديلات دستورية بحجة استكمال المشروعات أو عدم وجود بديل في ظل تمرير قانون “تكريم قادة القوات المسلحة” والذي يمنع معظم القادة من العمل السياسي.

استمرار التمزق المجتمعي

الرسالة الثالثة من المؤتمر، استمرار نفس التوجهات والسياسات التي أدت إلى تمزق نسيج المجتمع وانشطاره، برفضه فكرة المصالحة المجتمعية حيث قال (لن أقوم بمصالحات، لا بنعمل اتصالات ولا مصالحات)،. وهي تصريحات تؤكد على، الإصرار على المواجهة. والرفض المطلق لفكرة المصالحة، فإحالة الأمر للمجتمع أو الشعب هو انعكاس لهذا الرفض؛ لأن المجتمع لن يخرج بأكمله ليعبر عن نفسه فهو بطبيعته منقسم كما أن المؤسسة التي يفترض أن تكون معبرة عنه (البرلمان) لا تمثله؛ لأنها جاءت عبر انتقاء دقيق من جانب المؤسسة الأمنية ولا تعبر مطلقا عن توجهات الشعب وتطلعاته ولا حتى تبياناته واختلافاته.

كما حاول الجنرال تبرئة نفسه والجيش من الغدر والخيانة بحق الرئيس محمد مرسي. وهو ما أسماه بالنظام السابق، وهي التصريحات التي تكررت كثيرا على لسان السيسي في مواضع وأزمنة مختلفة؛ ما يعكس إلحاح هذه التهمة على ذهنه باستمرار. وربما تكون هذه التصريحات بالذات محاولة للرد على التقرير الخطير الذي نشرته “نيويورك تايمز” وأعده مدير مكتبها السابق بالقاهرة “كير كبرياتيك” والتي توثق خيانة السيسي مع الأمريكان والخليج وإسرائيل للانقلاب على الرئيس مرسي.

إنكار صفقة القرن

من الرسائل التي سعى الجنرال إلى تأكيدها نفي صفقة القرن الأمريكية بالزعم أنها مصطلح “إعلامي” لا سياسي، رغم أن الجنرال نفسه هو أول من صك هذا المصطلح في زيارته للولايات المتحدة في أبريل 2017م خلال لقائه بالرئيس دونالد ترامب.

وحاولت فضائيات النظام تحويل المعني إلى “قضية القرن” لكن السيسي من خلال الفيديو المرفق لأحدى فضائيات النظام استخدم عبارة “صفقة القرن” لا “قضية القرن”.

وكلمة “صفقة” تعني طرفين مستفيدين لكن ما يحدث حاليا هو تمكين الصهاينة من السيطرة على فلسطين والمنطقة كلها باغتيال القضية الفلسطينية ومنح القدس للصهاينة وإلغاء حق العودة، مقابل تمكين الحكام االمستبدين من عروشهم وعدم انتقاد انتهاكاتهم بحق شعوبهم.
سياسة | المصدر: الحرية و العدالة | تاريخ النشر : الثلاثاء 31 يوليو 2018
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com