Akhbar Alsabah اخبار الصباح

لماذا طلب العاهل الأردني من أمريكا تعيين نجله ملكا للبلاد؟

العاهل الأردني يعيش العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني فترة من أسوأ أيامه مؤخرا، في ظل التهميش الأمريكي له ولدوره في محاولات تصفية القضية الفلسطينية المعروفة بـ"صفقة القرن"، والانصياع الخليجي لأوامر ترمب بحرمانه من أي تمويلات أو معونات تعين بلاده وشعبه على الصعوبات الاقتصادية التي اضطرت الشعب إلى الخروج للشارع تعبيرا عن رفضهم للسياسات الاقتصادية التي اتبعتها حكومة هاني الملقي، وهو ما اسفر عن إقالة الحكومة.

وفيما يخص الحرب السورية، ليست الأحوال بأفضل من نظيرتها الخاصة بالقضية الفلسطينية، مع اشتعال الجنوب السوري، حيث بدأت العمليات العسكرية تتخذ منحنيات جدية وصارمة على الحدود الاردنية مع سوريا حيث شوهدت قطاعات عسكرية سورية بالقرب من الحدود في بعض مناطق التماس، وهو ما حدا بوزير الخارجية ايمن صفدي بأن يلوح بان جيش بلاده سيرد على أي مصدر تنطلق منه قذائف بإتجاه الاراضي الاردنية.

يشعر العاهل الأردني أن الدائرة تدور عليه، بعد ان اصبح وحيدا في مواجهات شتى، فدول الخليج الغنية تخلت عنه لعدم انصياعه بالكامل خلف رغباتها ونزواتها ومعاركها الاقليمية، والإدارة الأمريكية الجديدة لاعبته لفترة ثم بدأت في التخلي عنه بدورها وإهماله وحرمانه من العديد من الأوراق والملفات التي كثيرا ما ساعدته في الحصول على أغراضه الاقتصادية والسياسية، وحتى الحرب السورية التي راهن في بدايتها على رحيل نظام بشار الأسد وطالبه كثيرا بالتنحي، أوشكت على الانتهاء بتحقيق نصر كبير للنظام السوري.

ومنذ تأسيس المملكة، كانت القضية الفلسطينية قميص عثمان لنظامها الحاكم، في ظل وراثة حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة، من منطلق الوصاية الهاشمية عليها، وهو ما كان سببا في حالة التمرد أو عدم الموافقة السريعة من قبل الأردن على تصفية القضية الفلطسينية وفقا لمشروع ترمب للسلام أو ما يعرف بـ"صفقة القرن" والتي بدأت بإعلان القدس عاصمة لكيان العدو الصهيوني، ويرجع الرفض الأردني إلى مخاوفه من أن الصفقة تعني أنهاء وجود المملكة الأردنية، بالإضافة لما تمثله من إنهاء شرعية النظام الأردني المتمثلة في حماية المقدسات "الوصاية الهاشمية".

وفي ظل علم العاهل الأردني بمخاطر صفقة القرن على وجود عائلته الحاكمة، كان رفضه للصفقة، وعلى الرغم من ذلك، حاول الملك عبد الله أن ينتزع من الإدارة الأمريكية اعترافا ولو ضمنيا بالإبقاء على حكم عائلته والإبقاء على المملكة الأردنية بأسرها، في حال إتمام صفقة القرن التي يتكالب حكام العرب من اجل تنفيذها، وعلى رأسهم حكام الإمارات ومصر والسعودية، مع دور أقل بروزا تقوم به قطر لكنه لا يحظى باهتمام إعلامي وشعبي كبيرين في المنطقة.

محاولة العاهل الأردني كنت في العرض الذي تقدم به إلى إدارة ترمب، وهو الذي كشف عنه الصحفي الصهيوني ايدي كوهين، عبر حسابه في تويتر، بتغريدة تناول فيها سعي الملك عبد الله لإقناع المسؤولين الأمريكيين بتنصيب ابنه حسين ملكاً للبلاد!

ووفقا لـ"كوهين"، فإن الإدارة الأمريكية رفضت طلب ملك الأردن، وكتب عبر حسابه: "مصدر خاص في واشنطن، ملك الأردن يحاول منذ أسبوع إقناع الأمريكيين بتنصيب ابنه حسين ملكاً ولكن من دون أي جدوى، خاصة وأن أمريكا غير مقتنعة بالفكرة أساساً وتفكر في تغيير جذري كبير". وأضاف الصحفي الصهيوني: "في الحالتين نحن في إسرائيل لم ولن نتدخل في الأردن. ما خصنا.. اللي فينا بيكفينا".

في أغلب الأحوال، تكون المعلومات التي يعلن عنها الإعلام الصهيوني صحيحة، بحكم اطلاعهم على الحقائق وإمكانية حصولهم على الأحداث بشكل ادق من المصادر النافذة، وفي حالة صحة مزاعم "كوهين"، فهل محاولة العاهل الأردني تسمية ابنه ملكا للأردن يمكن أن تندرج تحت محاولة الملك حجز مقعد له في لعبة العروش التي ستشهدها المنطقة قريبا، وفقا لمعطيات ومصير صفقة القرن؟ وهل يعتبر الملك الأردني طلبه محاولة لضمان بقاء حكم عائلته مستقلا؟ أم هل يرغب الملك في الحصول على ما يمكن تسميته بـ"ترضية" من أجل الانخراط بشكل أكبر في صفقة القرن؟

ربما تناسى العاهل الأردني أن الإدارة الأمريكية يترأسها "كاوبوي" لا يخضع للابتزاز من المؤسسة الحاكمة في الولايات المتحدة الأمريكية، ولذلك يبدو ضربا من الجنون أن يحاول حاكم عربي ابتزازه ومقايضاته، ولعل النموذج السعودي خير دليل على ذلك، فالعاهل السعودي قدم 460 مليار دولار دفعة واحدة غلى ترمب، من أجل تنصيب نجله ملكا، بالإضافة لتنازلات لا تعد ولا تحصى كان آخرها تعهد الرياض برفع إنتاجها النفطي 2 مليون برميل يوميا لتعويض النقص الذي قد ينتج بسبب الأزمات في إيران وفنزويلا، وكذلك محاولات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان المستمية من أجل إنجاح صفقة القرن ودمج العدو الصهيوني داخل المنطقة.

الرفض الأمريكي للرغبة الأردنية، ربما يزيد من الصعوبات التي يواجهها العاهل الأردني، وعليه أن سشعر بالخوف والقلق اكثر فأكثر على وجود الأردن قبل خوفه على مستقبل عائلته الحاكمة وبقائها في سدة الحكم، فكيف سيتصرف حيال تلك المخاوف؟ وكيف يستعاطى مع المستجدات التي تحيط به من كل جانب؟
سياسة | المصدر: جريدة الشعب | تاريخ النشر : الأحد 08 يوليو 2018
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com