Akhbar Alsabah اخبار الصباح

60 حالة قتل أسرية خلال شهر بسبب ارتفاع الأسعار

ارتفاع الأسعار في تحفته الخالدة "طبائع الاستبداد" قال المفكر العربي عبدالرحمن الكواكبي إن "الاستبداد المشؤوم لم يرضَ أن يقتل الإنسان الإنسان ذبحاً ليأكل لحمه أكلاً كما كان يفعل الهمج الأولون، بل تفنَّن في الظلم، فالمستبدّون يأسرون جماعتهم، ويذبحونهم فصداً بمبضع الظلم، ويمتصون دماء حياتهم بغصب أموالهم، ويقصرون أعمارهم باستخدامهم سخرة في أعمالهم، أو بغصب ثمرات أتعابهم. وهكذا لا فرق بين الأولين والآخرين في نهب الأعمار وإزهاق الأرواح إلا في الشكل".

كلام الكواكبي السابق، وككل ما ذكر في كتابه، ينطبق تماما مع مصر التي تعيش استبدادا من أعنف ما شهدته في تاريخها الحديث، استبداد مدعوم بعمالة للغرب والحلف الصهيوني الأمريكي، وهو ما كان كفيلا بتحقيق ما حذر منه الكواكبي في كتابه، من أن الاستبداد يتفنن في إزهاق الروح البشرية، ومن لم يقتل في تظاهرة، أو يُحرق في اعتصام، أو يعذب في معتقل، سيضطره الفقر والعوز والحاجة والجوع والكمد إلى قتل شقيقه ووالده وزوجه وابنه، ولعل هذا ما تثبته الإحصائية التي بين أيدينا.

الأمر الكارثي في هذه الإحصائية، أنها خاصة فقط بشهر رمضان، أي أن جرائم القتل التي ارتكبت، لم يمنعها أجواء هذا الشهر الفضيل، ما ينذر بتبدل مرعب في أخلاق المصريين وطباعهم، وميلهم نحوالعنف الموجهة فقط إلى بعضهم البعض، في ظل حالة الخوف التي يحكم بها النظام المصري.

60 جريمة قتل خلال شهر رمضان الماضي، شهدتها محافظتى القاهرة و الجيزة فقط، منها 3 جرائم قتل فى يوم واحد، تعددت أسباب هذه الجرائم، إلا أن السبب الغالب هو الأزمات المالية الطاحنة التي ضربت المجتمع المصري، إضافة سيدات قتلن بواسطة الأهل لسوء سلوكهن، وجرائم قتل من قبل الزوجة للزوج وهى الظاهرة التى انتشرت مؤخراً .

الأزمات المالية كانت وراء قتل زوج لزوجته، للتخلص من مطالباتها المستمرة للأموال المطلوبة من أجل "كحك العيد"، بينما قامت أخرى بقتل زوجها بسبب ضيق الحال وتعثره ماديا.

الجريمة الأخيرة وقعت في منطقة يغلب علبها الطابع الريفي نوعا ما، والحديث عن منطقة أبو النمرس، عندما قامت زوجة بتقل زوجها بسبب ارتفارع الأسعار وغلو الحياة المعيشية، وفي أحد الأيام، وفي أحد الأيام، اندلعت مشاجرة بين الزوجين على مصاريف البيت، وتطورت المشاجرة بينهما إلى سب وضرب الزوجة، وطردها من البيت إلى بيت أهلها الذين تدخلوا وأصلحاو بينهما، إلا أن الصلح جاء متأخرا، فالزوجة كانت قد قررت التخلص من زوجها وإنهاء حياته، فذهبت إلى السوق واشترت سم فئران ووضعته لزوجها في الشاي، ليموت الزوج مسموما.

جرائم السرقة هي الأخرى تندرج تحت بند الكوارث الناتجة عن الأزمات المالية الطاحنة، الأمر الخطير أن جرائم السرقة اقترنت مؤخرا بارتكاب الجريمة الأبشع، قتل النفس التي حرم الله، والأخطر كما ذكرنا، أن كل هذه الجرائم وقعت في شهر رمضان الكريم، ومنها واقعة قتل سائق توك توك في منطقة البساتين بدافع السرقة، حيث عثرت الأجهزة الأمنية على جثة الشاب بجوار أحد المستشفيات وهو ممزق وبه عدة طعنات، وواقعة أخرى بمنطقة التجمع الخامس لمقتل سيدة على يد عاطل، بعد محاولة سرقتها، وعندما قاومته أحدث بها عدة إصابات ونقلت إلى المستشفى لتتوفى فى الحال.

وبعد القبض على المتهم، أقر أنه حال تردده على دائرة قسم شرطة التجمع الخامس بحثاً عن فرصة عمل، ونظراً لمروره بضائقة مالية، خطط لسرقة إحدى الفيلات, وتمكن من دخول الفيلا محل الواقعة بأسلوب التسلق ظناً منه بعدم تواجد أحد بداخلها وعقب استيلائه على المسروقات فوجئ بالمجنى عليها فقام بالتعدي عليها ودفعها أرضاً وفر هاربا.

ومن ضمن جرائم القتل بدافع السرقة والأزمات المالية، قيام شاب بقتل زوجة أخيه، بالإستعانة باثنين من أصدقائه، وعقب القبض عليهم، اعترف المتهمون أن دافع القتل السرقة حيث عثر بحوزتهما على مبلغ 50 ألف جنيه.

من ضمن الجرائم المريبة أيضا التي ارتكبت في مصر خلال شهر رمضان، جريمة قتل طفلة عمرها 7 سنوات، على يد زوجة خالها التى اعترفت بقتلها بسبب قيام الطفلة بسبها و التعدى عليها لفظياً بشكل دائم، فأقدمت على التخلص منها! المتهمة اعترفت بتقييد الطفلة بالحبال ثم وضعتا داخل جوال وإلقائه في الترعة.

ولم يمنع نهار رمضان، أسرتين من التشاجر في منطقة الدرب الأحمر، وانتهت المشاجرة بجريمة قتل لصاحب محل عطارة، على يد صاحب محل قطع غيار سيارات ونجليه شارع التبانة دائرة القسم.

وكانت أغرب الحوادث التي تسببت في حالة من الغموض، واقعة انتحار شاب مهندس وزوجته قفزا من الطابق السادس من شقته بمنطقة المريوطية وخاصة أن الشاب وزوجته عرف عنهم التدين و الأخلاق الطيبة وسط جيرانهم.
سياسة | المصدر: جريدة الشعب | تاريخ النشر : السبت 07 يوليو 2018
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com