Akhbar Alsabah اخبار الصباح

تلميع دور الجيش والشرطة في مسلسلات رمضان

مسلسلات رمضان يبدو أن صنّاع الدراما قد التزموا هذا العام التعليمات التي أصدرتها اللجنة المشكلة من قبل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والشروط "الوطنية" الرقابية التي وضعها على المسلسلات، كإبراز دور الجيش والأمن المصريين. لذا، احتوت معظم المسلسلات التي عُرضت بداية من أول رمضان، على نماذج لضباط الجيش والشرطة، تم تقديمها بشكل إيجابي لا علاقة له بالواقع يصل إلى حد البطولة أحيانًا.

في الحلقة الأولى من مسلسل "رحيم"، بدأ المشهد الأول بكتابة جملة "الجمعة 11 فبراير صباح يوم التنحي".. ثم ظهرت طائرات هليكوبتر تحلق في السماء وتحطّ في إحدى المطارات، ويخرج منها رحيم (يجسّده ياسر جلال)، يقابله أحد رجاله ويسأله: "تأخرت ليه"، فيجيب رحيم "الحمد لله إني وصلت أصلًا"، ثم يأمر الرجل بلهجة حادّة "حلمي، أنا عايز الحاجات دي تتحمّل على الطيارات وتبقى برة مصر في خلال نص ساعة"، فيرد حلمي "اعتبره حصل".

يبدأ بعض الرجال في تحميل الطائرات الهليكوبتر ببعض الصناديق الخشبية وتُقلع الطائرات، بعد ذلك وينتهي المشهد. وفي المشهد الثاني، يُجري رحيم بعض الاتصالات يتحدث خلالها بلغات مختلفة، منها الإنكليزية والألمانية، نفهم منها أنه يقوم بإجراء تحويلات بنكية بمبالغ كبيرة تصل إلى مليار دولار إلى بنوك في الخارج، ثم يأتي مشهد تلقّيه خبر تنحي مبارك على شاشة التلفزيون، فيأمر رجاله بجمع الأوراق المهمة وحرقها وتكسير أجهزة الكمبيوتر.

في المشهد الثالث، يدخل ضابط أمن الدولة أحمد (يجسّده إيهاب فهمي) إلى مقر أمن الدولة ويلتقي مديره الذي يخاطبه قائلًا: "أحمد مافيش وقت نضيعه، ده أصعب يوم في تاريخ مصر، البلد كلها على كف عفريت، كل حاجة في خطر، البلد بتتنهب".. يرد أحمد: "تحت أمرك يا فندم، وتحت أمر البلد، ربنا هيسترها. المدير: "هيسترها إن شاء الله بس لو اتحركنا بسرعة، واتحركنا صح". أحمد: "أؤمرني يا فندم.. عايزني أعمل إيه". المدير: "رحيم السيوفي، هرّب مبالغ كبيرة عبارة عن فلوس كتير ودهب، بره مصر، عن طريق تحويلات بنكية وعن طريق عربيات، العربيات دي اتحركت وهي محمّلة بلاوي متلتلة لصالح البهوات اللي ودّونا في ستين داهية، وورطونا الورطة السودا اللي احنا فيها دي". أحمد: "أيوه يا باشا بس رحيم ده رجل أعمال كبير جدًا يعني معاه رجاله وفي سلاح، يعني المواجهة معاه دلوقتي تعتبر كارثة".
المدير: كارثة إيه بس، هو في كارثة أكبر من الكارثة السودا اللي احنا فيها دي؟ ما هو رحيم لو هرب بره مصر مش هنعرف نجيبه، رحيم لازم يبقى بين إيدينا والنهار ده". أحمد: "يا باشا البلد مقلوبة". المدير: "يا أحمد احنا ممكن ما نبقاش على كراسينا بكره ولا على مكاتبنا، إنما لازم نشتغل لحد آخر وقت في خدمة البلد دي، رحيم السيوفي مهمتك مهما حصل، أنا عاوز رحيم وكل ورقة في بيته وفي شركاته خلال ساعتين. دي مليارات خرجت بره البلد خلال 8 ساعات". أحمد: "حاضر يا سيادة العميد، الليلة دي رحيم هيبقى في إيدينا حتى لو كان آخر يوم في عمري".

كان ذلك ملخص الحلقة الأولى من مسلسل "رحيم" الذي يعرض على قناة "أون تي في" المصرية، والتي حاول صناع المسلسل من خلالها تقديم صورة ناصعة عن ضباط أمن الدولة قبل ثورة 25 يناير.

مسلسل "رحيم" لم يكن المسلسل الوحيد الذي حاول تقديم صورة رائعة عن الضباط في مصر، فمسلسل "كلبش 2" حاول أيضًا تبييض صفحة ضباط الشرطة، من خلال الشخصية التي يقدمها أمير كرارة. حيث ظهر سليم الأنصاري في أحد المشاهد وكأنه "رامبو" على طريقة أبطال الأفلام الأميركية، وهو يتصدى لمحاولة استهداف أحد الكمائن في سيناء بمفرده، بعد أن تم القضاء على كل أفراد الكمين، ولم يتبق سوى سليم وزوج شقيقته الذي أصيب. ثم ظهر سليم حاملًا أحد الإرهابيين على كتفيه وهو يخرج من وسط الرصاص الكثيف على طريقة الأفلام الهوليوودية. وفِي مشهدين آخرين يُعدّ سليم الجنود في وحدته ويجهزهم للانتقام، مرددًا بحماسة شديدة: "خارجين نجيب حق اخواتنا.. خارجين إيه نجيب حق اخواتنا.. مش هنخاف.. الله أكبر". والجنود يرددون خلفه.

ثم أخذ سليم القوة وذهب للقبض على أبو العز (يجسّده عبد الرحمن أبو زهرة) وهو ذلك الرجل واسع النفوذ وحاكم القبيلة والآمر الناهي، والذي يتاجر في السلاح مع الجماعات الإرهابية، وتعتبر منطقته منطقة محرمة على الشرطة. ثم يأتي مشهد سليم وهو يلقي القبض على أبو العز، وأهل المنطقة يصطفون على الجانبين يطلقون الزغاريد ويرددون "باشا مصر".
مسلسل النجم محمد رمضان الجديد "نسر الصعيد" يحاول أيضًا تقديم صورة إيجابية عن الضباط، حيث يواجه رمضان الإرهاب في سيناء من خلال شخصية "زين"، وتتوالى الأحداث بدخول زين في مواجهة شرسة مع "هتلر"، وهو رجل أعمال صعيدي يعمل في التجارة غير المشروعة، ويشتد الصراع بين الاثنين، ويحاول كل منهما الإيقاع بغريمه، ثم يدخل في صراع آخر في سيناء.

وفي أول بطولة مطلقة يجسد كريم فهمي، في مسلسل "أمر واقع"، شخصية ضابط من مكافحة الإرهاب، يكلف بمهمة إحباط عملية إرهابية قبل وقوعها، وفي أحد المشاهد يساعد الضابط حمزة زملاءه في تفكيك عبوة ناسفة في إحدى المدارس بالمعادي، ويخاطر بحياته وهو يفكك القنبلة بيديه إنقاذًا للأرواح بعد أن تأخر خبراء المفرقعات، ومن هنا يقرر حمزة العودة لعمله القديم بعد أن طلب نقله لإدارة المرور عقب الحادث الإرهابي الذي تعرض له ووفاة ابنه الرضيع.
سياسة | المصدر: العربي الجديد | تاريخ النشر : الأربعاء 23 مايو 2018
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com