Akhbar Alsabah اخبار الصباح

تكريم مرسي لأبطال أكتوبر رد اعتبار

أبطال أكتوبر ثلاثة خطابات خص بها الرئيس المصري محمد مرسي قيادات وأفراد الجيش خلال شهر أكتوبر الجاري، والذي تحتفل فيه مصر بذكرى انتصارها في حرب 1973 مع إسرائيل، اثنان منها في الأسبوع الماضي، وجمعت بين الخطابات الثلاثة ملامح واحدة هي السعي لكسب تأييد القوات المسلحة، مع التأكيد على أنه "القائد الأعلى" لها.



وبحسب وكالة "الأناضول"، ولفت عدد من الخبراء العسكريين إلى أن تلك الخطابات كانت موجهة للجيش والجبهة الداخلية أكثر مما وجهها لإسرائيل، رغم أن الأخيرة هي التي وقعت معها الحرب في مثل هذا الشهر من عام 1973.



وألقى مرسي الخطاب الأول في الذكرى الـ39 لنصر أكتوبر على الجمهور من عسكريين ومدنيين في إستاد القاهرة الرياضي، والخطاب الثاني أمام الجيش الثالث الميداني على ضفاف قناة السويس، بينما جاء الثالث الخميس الماضي خلال حضوره المشروع التدريبي لصد وتدمير إبرار بحري وجوي للعدو في سيناء بشمال شرق البلاد، وهي مناورات عسكرية تكشف عن القدرات الاحترافية للقوات المسلحة.



وفي الخطاب الأخير بشكل خاص، تحدث الرئيس لأول مرة بشكل مباشر عن وزير الدفاع السابق، المشير محمد حسين طنطاوي، ونائبه السابق، الفريق سامي عنان، اللذين أقالهما عن منصبيهما بعد نحو شهر ونصف الشهر من توليه منصبه، وذلك بعدما نشرت إحدى الصحف "القومية" الأسبوع الماضي خبرا كذبته وزارة الدفاع، أنه تم إحالة القائدين السابقين إلى التحقيقات بتهمة الكسب غير المشروع.





وأعلن مرسي رفضه المطلق لما نشر، قائلا، في خطابه الخميس الماضي أمام قوات من الجيش في سيناء: "إنه على إثر ما نشر دون أي أساس، وعار عن الصحة، حدثت تغييرات في رئاسة الصحيفة، والتحقيق مع المسئول بشأن ما نشر".



كما حرص مرسي على تكرار تأكيده أنه القائد الأعلى للقوات المسلحة، مضيفا: "إنني باعتباري رئيسا للجمهورية وبصفتي قائدا أعلى للقوات المسلحة، أشدد على الاحترام الكامل للقيادات الحالية والسابقة للقوات المسلحة"، مشيرا إلى أنه دائم الاتصال بطنطاوي وعنان ويستشيرهما في بعض الأمور".



ووصف اللواء نبيل فؤاد، المساعد الأسبق لوزير الدفاع، حديث مرسي حول طنطاوي وعنان بأنه "محاولة لامتصاص غضب القوات المسلحة حول ما تداولته وسائل الإعلام، خاصة وأن المشير قضى 40 عاما في القوات المسلحة، وله تلاميذ وأصدقاء كثر داخلها، وكذلك الفريق سامي عنان، ولذا أثارت التصريحات الصحفية حالة من الاستياء في صفوف الجيش".



وتابع اللواء فؤاد، "الرئيس مرسي هو أول مدني يتولى هذا المنصب، ويريد أن يملأ هذا المكان بعد نصف قرن من الحكم العسكري، وهو يحاول أن يؤكد وضعه، ويقنع القوات المسلحة بالرئيس المدني، لذلك كثف منذ توليه السلطة من زياراته للوحدات العسكرية المختلفة، كما أنه يحاول التعرف على القوات المسلحة وإمكانياتها، وكذلك أن تتعرف القوات عليه وعلى أفكاره، كما يحاول رفع الروح المعنوية للجنود، خاصة بعد أحداث رفح"، في إشارة إلى هجوم رفح الذي قتل فيه 16 ضابطا وجنديا مصريا على يد مجهولين في أغسطس الماضي.



وأوضح أن جميع خطابات الرئيس مرسي "تحمل لغة أن القوات المسلحة مستعدة وجاهزة لصد أي عدوان عليها، ومن المعروف أن إسرائيل العدو الرئيسي لمصر رغم توقيع اتفاقية السلام، وذلك طالما لم تحل مشاكل المنطقة، وأن الرئيس مرسي يؤكد من خلال كلماته أنه ليس رئيسا مهادنا كسلفه مع إسرائيل"، وإن أكد معاونوه في الوقت نفسه التزامه بمعاهدة السلام مع إسرائيل.



ومن جانبه، قال جمال مظلوم، المدير السابق لمركز دراسات القوات المسلحة: إن مرسي يحاول من خلال تعدد خطاباته للقوات المسلحة القول: بأنه يقدر دور القوات المسلحة، خاصة ما تقوم به الآن في سيناء، كما أنه يريد التأكيد دائما على دوره كقائد أعلى للقوات المسلحة في متابعة تحركات وتدريبات وتجهيزات تلك القوات، وأنه سيلبي كافة طلبات القوات المسلحة التي تحتاجها لعملية البناء.



واعتبر مظلوم تكريم الرئيس لقيادات من حرب أكتوبر 1973 تجاهلهم النظام السابق أمثال إبراهيم الرفاعي وسعد الدين الشاذلي "رد اعتبار لدور القوات المسلحة وأبطالها"، مشيرا كذلك إلى أن إشادته بطنطاوي وعنان، "هي إشارة رمزية للتأكيد على دور القوات المسلحة في حماية ثورة يناير، وإدارة المرحلة الانتقالية حتى تم تسليم السلطة لرئيس مدني منتخب".
سياسة | المصدر: الشروق | تاريخ النشر : السبت 20 اكتوبر 2012
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com