Akhbar Alsabah اخبار الصباح

الإسلاميون يقاطعون جمعة مصر عزبة الليبراليين واليساريين

الإسلاميون أكدت القوى الإسلامية وتياراتها السياسية عدم مشاركتها فى مظاهرات غدا، الجمعة، التى دعت إليها بعض القوى الليبرالية والعلمانية تحت شعار "مصر مش عزبة"، مشيرين إلى أن هذا ليس وقتا للاختلاف والانقسام والتظاهر من أجل مصالح شخصية ومكاسب ضيقة فى ظل الظروف التى تمر بها مصر خلال الوقت الراهن، خصوصا بعد الأحداث المؤسفة التى وقعت فى ميدان التحرير يوم الجمعة الماضية.

وأشاروا إلى أن هناك مخاطر من المشاركة فى تلك التظاهرات، خاصة أن صُنّاع الأزمات ما زالوا موجودين، ويمكن أن يستغلوا هذه الأمور ويندسوا بين المتظاهرين ويقوموا بأعمال عنف وشغب لإحداث حالة من الارتباك والبلبلة، مما يؤدى لرسم صورة سلبية عن مصر فى الخارج، وبشكل خاص لدى المستثمرين الأجانب، مما يجعلهم يفكرون كثيرا قبل المجىء إلى مصر للاستثمار فيها، رغم أن البلاد تحتاج حاليًّا لضخ المزيد من الاستثمارات للخروج من الحالة الاقتصادية الصعبة.

وأكد حزب الحرية والعدالة حاجة البلاد الشديدة إلى توحيد الأحزاب والقوى السياسية كافة من أجل العمل على نهضة ورفعة البلاد بدلا من التفرق والتشرذم وراء المصالح الشخصية والمكاسب الضيقة، كما انتقدت الجبهة السلفية هذه المظاهرات وأعلنت صراحة رفضها المشاركة فيها، واصفة إياها بأنها محاولات لتفتيت الصف، وشددت على أن القوى الليبرالية تتعامل مع الوضع السياسى على أساس أنه حلبة مصارعة.

أما حزب النور فأعلن أنه ما زال يدرس هذه المظاهرات، مؤكدا حاجة البلاد الماسة لأكبر قدر من الهدوء خلال الفترة المقبلة، منتقدا الاشتباكات التى شهدها ميدان التحرير يوم الجمعة الماضية، فيما أعلنت الجماعة الإسلامية صراحة مقاطعتها لهذه المظاهرات، محذرة من أى محاولات لإثارة الفوضى والفتنة فى البلاد.

وفى السياق نفسه أعلن حزب العمل الجديد رفضه المشاركة فى هذه المظاهرات.

يأتى هذا فى الوقت الذى دعا فيه نشطاء سلفيون إلى تنظيم مليونية حاشدة يوم 2 نوفمبر القادم؛ للمطالبة بتحكيم الشريعة الإسلامية، وأعلنوا عن سعيهم للتواصل مع القوى الإسلامية للمشاركة فى ظل التحركات المتتالية التى يقوم بها التيار العلمانى والليبرالى.

وأوضح إبراهيم أبو عوف -عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة- عدم مشاركة الحزب فى مظاهرات الغد، مشيرا إلى أن البلد الآن فى حاجة إلى الهدوء والعمل والإنتاج؛ لأنه عندما تكون هناك 1500 وقفة احتجاجية خلال شهرين، يعنى أن هذا الأمر بفعل فاعل ولا يمكن أن يكون فى صالح البلد.

وأضاف أن صنّاع الأزمات ما زالوا موجودين، ويمكن أن يستغلوا مثل هذه الأمور لافتعال الأزمات فى البلد، وهم حريصون على عدم استقرار الأمور فيها، لافتا إلى أن رموز وأذناب النظام السابق لن يسكتوا ولن يسلموا بسهولة كما يتوقع البعض؛ لأن زمام الأمور فى الدولة كان فى أيديهم ونهبوها نهبا تاما، وكان الحزب الوطنى المنحل مهيمنا على كل كبيرة وصغيرة، ومن ثم فرموزه ورجاله لن يتنازلوا عنها بكل سهولة.

وأشار أبو عوف إلى أن مصر فى حاجة إلى إتاحة الفرصة للقائمين عليها، بداية من الرئيس محمد مرسى، الذى انتخبه الشعب، مرورا بالأجهزة المعاونة والتنفيذية حتى يحققوا مصلحة البلد وكيفية حل مشاكلها، أما ما يحدث من تظاهرات هى عبارة عن نوع من الإرباك والتعطيل لمسيرة الثورة.

ويقول د. ناجح إبراهيم -القيادى بالجماعة الإسلامية-: إن مصر لا تحتاج إلى مظاهرات أو أن يتربص كل شخص بالآخر؛ فمصر سئمت "الأنا" طوال العقود الماضية، وهى الآن تحتاج إلى العمل والتوافق، وتقديم مصالحها العليا، والتكاتف خلال المرحلة القادمة.

وأشار إلى أن كثرة المسيرات والمظاهرات والاشتباكات ستضر بمصلحة البلد، التى هى على حافة الانهيار الاقتصادى، ومن ثم فإن تعطيل الأعمال ستجعل سمعتنا سيئة، وستجعل أى مستثمر يفكر كثيرا قبل أن يأتى للاستثمار فى مصر، لافتا إلى إمكانية أن يستغل البعض تلك المظاهرات ويحدِث بها نوعا من الفوضى يمكن أن يصيب المصريين بالأذى وأضرار مادية، وفى الأرواح أيضا.

وطالب بالوقوف خلف الرئيس مرسى ومساندته وتأييده حتى إذا كانت له أخطاء، كما يجب أن نعلم أن فشله سيكون بمنزلة فشل لمصر كلها وليس للإخوان، فالرئيس هو رئيس لكل المصريين، داعيا كل من يرفض الدستور أن يذهب ويُبدى رأيه عبر الصندوق بدلا من الرفض بهذه الطريقة.

واختتم إبراهيم كلامه قائلا: يؤسفنى أن أخطر شىء على مصر ما زال موجودا من خلال لغة التحريض والتربص وتغليب المصالح الخاصة والحزبية على مصالح الوطن.

من جانبه، أعلن د. عادل عبد المقصود عفيفى -رئيس حزب الأصالة- عدم مشاركة حزبه فى تلك المظاهرات؛ لأنها ضد الرئيس المنتخب من قبل الشعب، مشددا على أن حزب الأصالة مع الرئيس، وسيقف خلفه حتى يحقق أهداف الثورة.

وأضاف: سنترك تلك القوى التى ستنزل إلى الشارع ليظهروا على قوتهم الحقيقية، مشيرا إلى أن الخروج بمظاهرات فى الوقت الحالى ليس مناسبا فى ظل الظروف الحالية التى تمر بها البلاد.

أما د. خالد سعيد -المتحدث باسم الجبهة السلفية- فأكد أنهم لن يشاركوا فى الجمعة التى دعت إليها بعض القوى الليبرالية والعلمانية غدا، مشيرا إلى أنهم حينما يشاركون فى مظاهرات أو مسيرات يشاركون فيها إذا كانت تدعو للوقوف من أجل إعادة حقوق ودماء الشهداء.

وقال: إن أى دعوة من القوى الوطنية المحترمة فإننا سنشارك معها، وأضاف أن مصر بالفعل "ليست عزبة" للشيوعيين والعلمانيين وأعداء الوطن، وإنما هى ملك لكل المصريين على اختلاف ألوانهم وانتماءاتهم الحزبية والعقائدية.
سياسة | المصدر: الحرية والعدالة - هيثم محمد | تاريخ النشر : الخميس 18 اكتوبر 2012
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com