Akhbar Alsabah اخبار الصباح

قصة مسيرات "العودة" الحدودية التي تثير قلق الكيان الصهيوني

مسيرات العودة أجمع محللون سياسيون فلسطينيون على أن الطابع "السلمي" لمسيرات "العودة وكسر الحصار"، المقرر انطلاقها غداً الجمعة، في المناطق الحدودية بين قطاع غزة والأراضي المحتلة، هو أكثر ما يُقلق ويزعج الجيش الصهيوني.

وينزع ذلك الطابع، وفق المحللين، الذرائع من الكيان الصهيوني لاستخدام الأسلحة ضد المتظاهرين الفلسطينيين، فيما يؤدي استخدام القوة بحقّهم إلى إحراجها أمام العالم.

ورغم ذلك، لم يستبعد المحللون، في حوارات منفصلة لوكالة "الأناضول"، أن يستخدم الجيش الصهيوني القوة بحق المتظاهرين الفلسطينيين، معتمدين على أنه "لا يمكن لأحد التنبؤ بتحركات الميدان".

أهداف المنظمين

كما سيعمل المنظمون للمسيرات، بحسب المحللين، على التحكم وضبط مسارها، كي لا تخرج عن إطار طابعها السلمي، وتُعطي الكيان الصهيوني مُبررات لاستخدام القوة.

وقد تنجح تلك المسيرات، وفق المحللين، في حشد التضامن العالمي مع الفلسطينيين في التأكيد على حقوقهم، سيما حق "العودة"، فيما ستلفت أنظار العالم إلى الحصار المفروض على قطاع غزة، للعام الـ12 على التوالي.

وتعتزم الفصائل الفلسطينية تنظيم مسيرة سلمية أطلقت عليها اسم "العودة الكبرى"، في المنطقة الحدودية بين قطاع غزة والكيان الصهيوني، تزامناً مع الذكرى الـ42 ليوم الأرض.

وتعود أحداث يوم الأرض لعام 1976، عقب إقدام السلطات الصهيونية، على مصادرة أراض من السكان العرب الفلسطينيين في الجليل (شمالاً)، ما فجَّر مواجهاتٍ قُتل خلالها 6 فلسطينيين وأصيب واعتقل المئات.

استعدادات فلسطينية وتحذيرات صهيونية

وبدأ المنظّمون للمسيرات، بتسوية المنطقة الحدودية، تجهيزاً لنصب خيام اعتصام دائمة للمتظاهرين.

ووصف الجيش الصهيوني، في مقطع فيديو قصير نشره المتحدث العسكري أفيخاي أدرعي، في صفحته على موقع "تويتر"، الإثنين الماضي، المسيرات بـ"الاستفزازية".

وجاء في مقطع الفيديو: "مش (ليس) عودة… فوضى، مش شعبية.. استفزازية".

وقال أدرعي على صفحته: "لن نسمح باجتياز جماهيري للجدار الأمني مع قطاع غزة يوم الجمعة القادم، نأتي إلى هذه الأحداث من منطلق القوة".

ماذا يعني نجاح هذا الأسلوب؟

وتعتبر احتمالية نجاح المسيرات في تحقيق أهدافها، والتوجه الفلسطيني نحو تطويرها واعتمادها كبرنامج وطني، أكثر ما يقلق الكيان الصهيوني ويدفعه لمنعها، بحسب المحللين.

ويعتقد طلال عوكل، الكاتب السياسي في صحيفة "الأيام"، الصادرة من الضفة الغربية، أن لمسيرة "العودة وكسر الحصار"، أسباباً جانبية، أهمها تعظيم "الاشتباك مع العدو دون استخدام السلاح، عبر المقاومة الشعبية السلمية"، واصفاً إياها بـ"الإبداع الفلسطيني".

ويقول: "قطاع غزة لا يملك إمكانات المواجهة المباشرة إلا من خلال المقاومة العسكرية".

ويرى عوكل، أن تلك المسيرات "ستسهم في تحريك الوضع الداخلي، باتجاه تحديد وجهة الغضب الفلسطيني نحو إسرائيل، والتي كان يُعتقد أنها ستكون باتجاه مصر".

وأضاف أن هذه المسيرات تطمئن مصر بأن الغزيين لا ينوون التوسع جنوباً نحو أراضيها، بل يريدون العودة شمالاً وشرقاً لأراضيهم التي هُجِّروا منها، وهذا ما يزعج الكيان الصهيوني إلى حدٍّ كبير، حسب قوله.

وتعتبر مسيرات "العودة وكسر الحصار" الحدودية، الخيار الوحيد والممكن، في ظل تعطيل المصالحة، وبالتزامن مع الأوضاع المعيشية الصعبة بغزة، بحسب عوكل.

وتجتاح الأوساط الصهيونية حالة من القلق الكبير تجاه مسيرات "العودة وكسر الحصار الحدودية"، عبَّر عنها مسؤولون رسميون في تصريحات مختلفة.

وفي هذا السياق، قالت شركات نقل فلسطينية، عاملة في قطاع غزة، أمس الأربعاء، إنّها تلقّت اتصالات من السلطات الصهيونية، تُحذّرهم فيها من نقل المواطنين المشاركين في المسيرات.

وقال مسؤول في شركة "النيرب" للنقل (رفض ذكر اسمه)، لوكالة، إنه تلقَّى اليوم اتصالاً من ضابط صهيوني، حذَّره من نقل المواطنين المشاركين في المسيرات، عبر حافلات شركته.

وفي أحد المقاطع الصوتية المتداولة، هدَّد المتصل الذي عرّف نفسه بـ"علاء حلبي من الارتباط الصهيوني (بمعبر) إيريز"، أحد مديري شركة النقل، قائلاً: "أنت وعائلتك تتحملون المسؤولية بشكل شخصي، وسنوقف جميع التسهيلات المقدّمة لشركتك".

ويوضح عوكل أن حالة القلق تنبع من التخوف بنجاح تلك المسيرات، التي قد يدفعها ذلك إلى حالة من التطور والتصاعد، للخروج بعمل أكبر وأكثر إبداعية، في 15 مايو/أيار المقبل، بالتزامن مع القرار الأميركي بنقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى القدس.

ورأى أن المنظمين لتلك المسيرات، سينزعون الذرائع من الكيان الصهيوني لاستخدام السلاح ضد الفلسطينيين المشاركين.

لكنه لا يستبعد استغلال بعض "المغامرين أو المندسين أو الفوضويين" لتلك المسيرات، لإخراجها عن سيطرة الفصائل، مضيفاً: "بصفة عامة المنظمون سيحاولون منع مثل هذه الأمور".

وذكر أن المسيرات تعمل على حشد التضامن الدولي من شتى أنحاء العالم مع الفلسطينيين.

ولا يتوقع عوكل وجود إمكانية لفشل تلك المسيرات، معتبراً أن حالة القلق التي تسببها بالكيان الصهيوني تُحسب "نجاحاً للفلسطينيين".

ويتفق معه، رائد نعيرات، أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح بالضفة الغربية (غير حكومية)، قائلاً: "تسهم المسيرات في تكريس مفهوم حق العودة، من الفصائل والمجتمع الفلسطيني، في ظل ما تعانيه الساحة الفلسطينية اليوم من محاولة شطب لمفهوم حق العودة أولاً، وموضوع القدس ثانياً".

ويعتقد نعيرات أن تلك المسيرات، المقرر أن تنطلق في ذكرى يوم الأرض، تجعل من ذلك اليوم "ذكرى غير تقليدية، مختلفة عما كانت عليه في السنوات السابقة، نتيجة الوضع السياسي القائم".

ويرى أن الظروف الفلسطينية الحالية تُشجع المنظمين على تحويل فكرة المسيرات تلك إلى برنامج عمل وطني.

وقال: "يؤمل أن تتحول هذه الفعاليات لبرنامج عمل وطني، ولا تبقى في إطار الظرف أو الوقت وتنتهي".
سياسة | المصدر: هاف بوست عربي | تاريخ النشر : الخميس 29 مارس 2018
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com