Akhbar Alsabah اخبار الصباح

روسيا تهدد أميركا بإسقاط طائراتها إذا قصفت مناطق في سوريا

روسيا تهدد أميركا على مدار الأسبوع الماضي، تكررت التحذيرات الأميركية باحتمالية توجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد في حال إقدامه على قصف مناطق خاضعة للمعارضة السورية بالسلاح الكيماوي؛ مما دفع الروس لتوجيه ردٍّ قويٍّ هذه المرة.

وقال رئيس الأركان الروسي، فاليري غيراسيموف، إن بلاده على استعداد للرد على الهجمات الأميركية ضد دمشق، في حال قامت واشنطن بتوجيه ضرب لمقرات يوجد بها جنود روس.

وأضاف غيراسيموف أنه "مما لا شك فيه، أن القوات الروسية ستتخذ التدابير اللازمة في حال تم تهديد حياة جنودنا في سوريا"، بحسب تقرير لصحيفة svabodnaya pressa الروسية.

وبحسب الصحيفة، فإنه "في الغالب، سيكون أي هجوم من قِبل الولايات المتحدة ضد نظام الأسد بمثابة استهداف للروس؛ بسبب وجود مستشارين عسكريين روس، في مناطق سيطرة نظام الأسد، فضلاً عن ممثلي مركز المصالحة الروسي بين الأطراف المتحاربة والعسكريين الروس".

ومؤخراً، تواترت الأخبار بشأن تخطيط قوات الأسد لشن هجوم كيماوي جديد، في حين تعتزم الولايات المتحدة أن ترد على هذا الهجوم من خلال تنفيذ ضربة ضد قوات النظام.

وكانت الممثلة الدائمة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، نيكي هالي، قالت إن الجيش الأميركي لديه القدرة على استهداف قوات الأسد بسوريا في حال رفضت التوقف عن القتال بمنطقة الغوطة الشرقية. ومن العوامل التي قد تشجع الولايات المتحدة على تنفيذ هجومها ضد الأسد، شن قوات النظام هجوماً كيمياوياً ضد المدنيين، بحسب الصحيفة الروسية.

ومن جهته، أعلن مسؤول روسي عسكري رفيع المستوى عن احتمال تصدي روسيا، من خلال اعتماد القوة العسكرية، للتحركات الأميركية. ويعتبر هذا الإعلان هو الأول من نوعه بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، فهل يحيل ذلك إلى أن روسيا على أبواب الانتقال لمواجهة مع الغرب في حرب مفتوحة؟

تنازل روسيا مهَّد الطريق أمام أميركا

وفقاً للخبير في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، ميخائيل ألكسندروف، فقد "دفعت سياسة التنازلات والمراوغة التي تبنَّتها روسيا الأميركيين للتمادي أكثر". وأضاف ألكسندروف أن "بيان غيراسيموف لا يمكن اعتباره واضحاً ومباشراً؛ بل كان متحفظاً بطريقة مزعجة من جديد. لماذا لم يقل ببساطة: إذا تعرَّض جيشنا لأي ضرر فسنردُّ على هجماتكم عسكرياً"، بحسب الصحيفة الروسية.

وأردف الخبير الروسي أنه "لطالما أكدت أن السياسة الجبانة لا يمكن أن تؤدي إلى أي نتائج إيجابية. كان من الضروري أن نعلن، بشكل واضح ومن دون أي تردُّد، أنه في حال تنفيذ ضربة ضد دمشق، فسنرد على ذلك، وإذا تضرر المواطنون الروس، فسنستهدف القوات الأميركية في سوريا مباشرة".

وأضاف ألكسندروف للصحيفة الروسية: "أما في حال لم يُصب مواطنونا بأي مكروه، كان الأجدر أن نصرح بأننا سنكتفي بضرب المعارضة التي تدعمها الولايات المتحدة أو ما يسمى الجيش السوري الحر في المناطق الكردية بسوريا. كان من الأفضل أن تكون الرسالة الموجهة للأميركيين واضحة لا لبس فيها: في حال قصفتم دمشق، فستكون الإجابة من قِبلنا حتمية".

وبحسب الصحيفة الروسية، يمكن الجزم بأن كل العوامل تحيل إلى تحوُّل هذه المسألة إلى صراع حقيقي بين الدولتين. من جانبهم، يعتقد الدبلوماسيون الروس أنه من الأفضل اتباع سياسة متحفظة وتجنُّب التصعيد، إلا أن الولايات المتحدة لا تعي حقيقة ما يحدث.

عموماً، قد تدفع تصريحات غيراسيموف، الذي أبى التزام الصمت، على الأقل، الأميركيين إلى إمعان النظر في الأمر.

وحول ما إذا كان تصريح غيراسيموف سيسهم في منع الأميركيين من مهاجمة دمشق أم العكس، أو سيحفزهم أكثر للقيام بذلك، قال ميخائيل ألكسندروف: "في حقيقة الأمر، لا يمكن التنبؤ برد فعل الأميركيين بعد هذا التصريح الغامض لرئيس الأركان العامة الروسية. لكن، من الممكن القول إن الولايات المتحدة لن تخاطر بقصف مناطق نفوذ للأسد. في الأثناء، سيكون لواشنطن حرية المناورة لتحذير القيادة الروسية مسبقاً، أي إنه قد تستهدف المناطق الحكومية في دمشق، حيث لا يوجد عناصر من جيشنا".

وأضاف: "يمكننا أن نسترجع حيثيات حرب فيتنام، حيث لم نعلن رسمياً مشاركتنا في الحرب. لكننا دعمنا الشيوعيين الفيتناميين، الذين عمدوا إلى إسقاط طائرات أميركية. وفي سوريا أيضاً، يمكن إسقاط الطائرات الأميركية بالطريقة ذاتها، وربط ذلك بالدفاع الجوي التابع لبشار الأسد. في الحقيقة، تعد هذه هي الطريقة الوحيدة لكبح جماح الأميركيين قبل أن يتمادوا في سياستهم المتغطرسة ويجرونا إلى سلسلة من المتاعب"، بحسب الصحيفة الروسية.

في سياق متصل، أورد سيمون باغداساروف، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، أنه "على الرغم من جدية البيان الذي أصدرته هيئة الأركان العامة الروسية، لا أستبعد أن يقْدم الأميركيون على ضرب دمشق". ومن الواضح أن العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا أصبحت حادة للغاية في الآونة الأخيرة، حيث لم تتوانَ واشنطن عن تبنِّي سياسات تُبرز مدى تحدّيها لروسيا"، بحسب الصحيفة الروسية.

وتابع باغداساروف: "سيكون عليها إسقاط الطائرات والطائرات دون طيار وصواريخ كروز الأميركية، ثم تنفيذ هجوم ضد القوات الأميركية".
كما اعتبر أن دخول الولايات المتحدة وروسيا في صراع مفتوح بسوريا أمر وارد، وأنه عاجلاً أو آجلاً سيحدث ذلك.
سياسة | المصدر: هاف بوست عربي | تاريخ النشر : الخميس 15 مارس 2018
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com