ابن سلمان في القاهرة لإتمام صفقة القرن

وعاد وفدي حماس من القاهرة مساء أمس الأربعاء، بعد زيارة اعتبرت الأطول لقيادات حماس في مصر، وخرجت زيارتهم بإجابة واحدة أوضحها القيادي بالحركة خليل الحية في قوله مساء الخميس: “ما يشاع حول صفقة القرن لم يؤكده لنا أي من المسئولين العرب الذين التقينا بهم”.

وقال “الحية” إن “حماس” أبلغت كل الأطراف، ومنها مصر، رفضها الكامل لقرار أمريكا بشأن القدس، وحل القضية على حساب الدول العربية، ورفض التوطين والوطن البديل أو تتمدد فلسطين على حساب أرض عربية أخرى.

وأضاف: “سيناء أرض عربية مصرية، وغزة تتمدد إلى فلسطين التاريخية؛ لاستعادة فلسطين من الاحتلال”.

لواء المخابرات المصري عادل سليمان المؤيد لثورات الربيع العربي، كتب مقالا نشره عبر حسابه على “فيس بوك” بعنوان “مناطق إسرائيل العازلة وصفقة القرن”، اعتبر فيه صفقة القرن شبيهة بالجدران العازلة التي تستخدمها دولة الإحتلال لحماية نفسها من الدول العربية المحيطة.

وقال إنه “على الرغم من كل تلك الجدران العازلة على الأرض بحثت الصهيونية العالمية عن جدران توفر لها قدرا أكبر من الحماية والأمان، بعد أن داهمتها ثورات الربيع العربي، على الرغم من مرحلة الإحباط التي تمر بها، والتى مثلت لها خطرًا محتملا في حال تجدّدها، فكان الحل الذي ترى فيه دولة الإحتلال نطاقاً عازلاً، يوفر لها الأمن والأمان المستدام”.

وكشف أن ما “توافقت عليه مع إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بكل ما يمثله من جموح وطموح.. واختارت له عنوانا براقا هو “صفقة القرن، تتم خلالها تسوية تصفية شاملة للقضية الفلسطينية وقضية القدس، بموافقة عربية، وتطبيع هادئ عربي صهيوني”.

وألمح إلى توافق اقليمي سعودي تحديدا في ذلك عندما تحدث عن استخدام إيران كعدو في سبيل تحقيق التسوية وقال: “..وإيجاد مصالح مشتركة “مفتعلة” بينهما، تحت عنوان محاربة العدو المشترك الجديد (إيران).. هكذا توجِد دولة الإحتلال “منطقة عازلة” حصينة، تشّيد في ظلها أسس “إسرائيل الكبرى” من النهر إلى النهر”.

لن تتم
في غالب تعليقاته، يؤكد الخبير المعرفي المقيم بالولايات المتحدة نائل الشافعي أن الصفقة لن تتم وأدمج معها صفقة الغاز، مشككا بقوة في تمامهما، ومساء الخميس، علّق عبر فيس بوك “تصاعد القمع يشير باقتراب موعد إعلان مثير للجدل، مصر ستكون طرفا فيه. لعله الإعلان عن “#صفقة_القرن ..حتى لو أعلنوا عنها، فلن تتم”.

واستنبط “الشافعي” أن وراء شائعة مصالحة السيسي مع الإخوان على خلفية خبر “بلومبرج” هو أن السيسي يستكشف فرص التصالح مع الإخوان حسب الوكالة، ولكن الشافعي رأى أن “السيسي لن يفعل ذلك، إلا بطلب من نتنياهو.

ومعنى ذلك أن صفقة القرن متعثرة أمام رفض حماس. ويعتقد بيبي أن الإخوان قد يساعدوا في تليين موقف حماس. ولا أظن المفاوضات ستفضي إلى شيء. ولعل المقال بالون اختبار. لذلك فالمعلومة الوحيدة المفيدة في المقال (أو الإشاعة) هي أن صفقة القرن متعثرة”.

مقال سيساوي
ومن بين ثنايا مقال بعنوان “الطريق إلى سيناء”، لرئيس تحرير الشروق عماد الدين حسين، نشر الإثنين 26 فبراير الماضي، أشار حسين إلى أن “أحد الأسئلة كان عن صفقة القرن وما يتردد عن بدء تنفيذها قريبا، وكان رد السيسي أن صفقة القرن الفعلية هى ما فعلناه بأنفسنا وببلداننا فى المنطقة العربية”.

وهو ما قرأه مراقبون بأن السيسي أنهى دوره في الصفقة، ولكنه لم يكشف عن دور قادم لابن سلمان ربما يكشف عنه الأخير بنفسه أثناء زيارته للقاهرة وربما لسيناء؟!

وكشف حسين أن السيسي فاجاهم ومنحهم 20 دقيقة ليسلم على من حشدوا له من الأذرع “رؤساء تحرير الصحف الكبرى القومية والمستقلة الرئيسية وكبار نجوم برامج التوك شو، ونقيب الصحفيين ورؤساء هيئات الاستعلامات والوطنية للصحافة والوطنية للإعلام، ووزراء الداخلية والإسكان والصحة والتضامن الاجتماعى ورؤساء الأجهزة الأمنية والرقابية”.

دور سعودي
وخلص الكاتب الفلسطيني مصطفى الصواف إلى أن السعودية تريد أن يكون لها دور كبير بالمنطقة، وتكون صاحبة القرار في العديد من القضايا الهامة والجوهرية؛ لذلك تسعى وراء ملف المفاوضات الفلسطينية-الصهيونية المرتبط بـ”صفقة القرن” الأمريكية.

وأضاف أن “الرياض، وفق رؤية محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، تريد أن تحتل الدور الذي كانت عليه مصر سابقاً؛ وهو قيادة المنطقة الإقليمية، وهي تسعى من خلال الرشوة بالأموال، وبالتعاون مع الإمارات، لتقاسم النفوذ في المنطقة”.

ولم يستبعد الصواف أن تلعب الرياض دورًا في رعاية مفاوضات السلام وفقاً لـ”صفقة القرن”، لكنه توقع في الوقت ذاته، أن تفشل جهودها.