Akhbar Alsabah اخبار الصباح

ترشح سامي عنان .. أفكار مبدئية

ترشح سامي عنان لم أكتب في الشان المصري منذ فترة طويلة، وما زال الوقت باكراً للحديث حول "الانتخابات" الرئاسية المصرية، لكن حدثاً مثل ترشح سامي عنان ليس كأي حدث، وبالتالي يستدعي الحديث والكتابة بغض النظر سيكمل عنان حتى النهاية أم لا وبغض النظر - من باب أولى - عن نتيجة الانتخابات.

وأول ما يجب قوله عن الرجل أن ترشحه حقيقي ومؤثر وفاعل وليس ديكوراً ولا استعراضاً، على الأقل وفق المعطيات الحالية، باعتبار أنه من المغامرة الجزم بأي شيء دون معلومة. والأمر الثاني أن عنان منافس حقيقي للسيسي عكس ما يظن الكثيرون.

فالرجل من رموز نظام مبارك وابن المؤسسة العسكرية وصاحب علاقات قوية داخل وخارج مصر من بينها الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي من الصعب القول إن ترشحه قرار فردي يخصه وحده، ولو كان كذلك فسيكون معتمداً على هذه العلاقات والخلفية بالتأكيد.
ومن مميزات سامي عنان أن خصمه لن يستطيع وصمه بـ"الخيانة" أو التبعية للإخوان وما شابه، ولا يخرج بعض ما قيل بحقه في الإعلام المصري عن المكايدات فاقدة المصداقية حتى لدى مؤيدي السيسي.

كتبتُ سابقاً في أكثر من مكان بأن السيسي عالة على داعميه، ويحمل وزر كل الفترة السابقة منذ الانقلاب، وفشل في كل الملفات والقضايا بما ينذر بانفجار قريب. ولو كان لمن يدير المشهد عقلاً لعمل على تغييره واستبدال شخصية أخرى من داخل النظام به، بحيث يذهب السيسي بكل ما فعل وتغلق هذه المرحلة، ويأتي "الرئيس الجديد" بسقف أعلى نسبياً في الحياة السياسية بما يمنع الانفجار ويغلق المرحلة السابقة ويفتح مرحلة جديدة قريبة جداً من عهد مبارك في سنواته الأخيرة. ما زلتُ عند رأيي هذا، مع أن السيسي لن يرضى بهذا السيناريو بالتأكيد ويملك إمكانية تصعيب الأمر أو منعه، بعد كل هذه السنوات وخطواته لإبعاد المنافسين وتعيين المحسوبين عليه.

في العادة، فإن مرشحاً قوياً كسامي عنان يفترض أن يدفع السيسي لأحد ثلاثة أمور:
1- مساومته لسحب ترشحه.
2- تقديم مبادرات للشعب والقوى السياسية لتحسين فرصه.
3- تزوير فج للانتخابات.

ويبدو لي أن الخيارين الأول والثالث غير متاحين مع مرشح مثل سامي عنان بقوته وتاريخه ومن يقف خلفه من مؤسسات الدولة ورجال الدولة العميقة والاطراف الخارجية، ولا يمكن انتظار الخيار الثاني من السيسي.

وعليه، فإن المشهد إن اكتمل على ذلك، مرشحان قويان هما السيسي وعنان، فإن الأمر يستحق عناء التفكير والمتابعة والمحاولة. سامي عنان ليس ملاكاً وعليه ما عليه، وهو ابن المؤسسة العسكرية بالتأكيد، لكن لا يساوي بينه وبين السيسي إلا نظرة سياسية عدمية. الرجل سيكون حريصاً على إرضاء مختلف القوى، وعلى أن يطرح نفسه كبديل أفضل من السيسي (وقد فعل ذلك في كلمته)، وعلى أن يقدم مبادرات لحلحة الوضع الداخلي، وهذه فرصة جيدة.

من يرى أنه لن تكون هناك انتخابات أصلاً وأن الأمر مقطوع به للسيسي فلا لوم عليه، ومن يملك فرصة لتغيير الأمر الواقع وإسقاط السيسي بطريقة أخرى فليفعل، أما في ظل رداءة الوضع وتراجعه وعجز القوى السياسية وموات الشارع المناهض للانقلاب واستتباب الأوضاع للنظام وللسيسي، فإن "ورقة" عنان تستحق التفكير مرة أخرى.

المشكلة ليست هنا، المشكلة هل هناك فعلاً من يملك رؤية وقراراً وأوراق قوة ليفاوض عليها عنان، ويخرج منه بتعهدات ما قد تتحول يوماً ما لواقع أفضل من "مصر السيسي"؟؟؟ هذا هو السؤال برأيي.
سياسة | المصدر: الدكتور سعيد الحاج | تاريخ النشر : الأحد 21 يناير 2018
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com