Akhbar Alsabah اخبار الصباح

الشيخ فضل المولى ينتظر الإعدام بسبب لحيته

الشيخ فضل المولى سلّطت صحيفة «ميدل إيست آي» الضوء على قضية الداعية السكندري فضل المولى، المحكوم عليه بالإعدام، بتهمة قتل سائق مسيحي في اعتصام رابعة؛ بالرغم من وجوده ساعة الأحداث في مقر عمله بنقابة المهندسين في الإسكندرية.

وأجرت الصحيفة مقابلات مع عائلته، وتحدّثت مع نجلتيه، وحكتا ظروف الحكم عليه وملابساته وما يتعرّض إليه داخل السجن؛ بسبب أنه ربى لحيته فقط، وهو السبب الذي جعله صيدًا للأجهزة الأمنية.

وأضافت، وفق ما ترجمت «شبكة رصد»، أنّ الشيخ فضل المولى حسن يعمل في نقابة المهندسين بالإسكندرية، بعدما داهمت قوات الأمن المبنى لتقبض على جميع من فيه من مسؤولي أمن وعمال.

وبعد القبض عليهم، بدأ الأمن استجوابهم ومعرفة دوافعهم؛ هل هم نشطاء سياسيون أم يحضّرون لاجتماع أو احتجاج، أم أنّهم مناهضون للانقلاب؟

بلحيته الطويلة، وجلبابه، كان «فضل المولى» هدفًا واضحًا للأمن، قبل أن يكتشف فيما بعد أنه داعية إسلامي شهير بالإسكندرية وينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين.

وبعد اعتقاله بمدة قصيرة، بُث فيديو عبر قنوات التلفزيون المصرية يظهر فيه «فضل» مرتديًا ملابسه الداخلية فقط، أثناء اعترافه بقتل سائق سيارة أجرة مسيحي أثناء اعتصام رابعة العدوية في يوليو 2013.

وفي محاولة لتشجيع الكراهية، وإثارة الفتنة، والهجمات على ذويه؛ نشرت الأجهزة الأمنية عنوان فضل على شبكة الإنترنت. وتضيف: لم يعترف أبدًا بالجريمة؛ بالرغم من إجباره من السلطات المصرية على ذلك.

بعد القبض عليه لم تعرف أسرته أنه اعتقل، وعلمت زوجته «صفاء عبدالسلام» عبر صديق له فيما بعد أنّ زوجها محتجز في السجن؛ فبحثت أسرته عن أدلة تلفت إلى أنه ألقي القبض عليه بالفعل، حتى عثرت على الفيديو الذي بثته وزارة الداخلية.

وقالت نجلته فاطمة، طالبة في السنة الجامعية الثانية: «صُدمنا بعد معرفتنا الخبر، كنا نعلم أنه بريء؛ وصُدمنا لأنهم حرمونا منه». وانتشرت صور عبر وسائل التواصل الاجتماعي تصف «فضل» بأنه إرهابي، وتضيف فاطمة: «وصفوه بأنه عدائي وعنيف».

وفي النهاية، حكم على والد فاطمة بالإعدام. وتقول منظمة العفو الدولية إنّ المحكمة المصرية التي حوكم فيها اعتمدت على شاهد واحد فقط، تعرّض إلى الضغوط؛ بينما تجاهلت الأدلة التي تثبت أنه كان يعمل في وقت الاحتجاج في رابعة العدوية.

ولم يكتفِ النظام بذلك، بل حرم جميع أفراد أسرته من حضور جلسات المحاكمة، كما تقول فاطمة، وأيّدت محكمة النقض حكم الإعدام في الاستئناف عليه.

اُتُّهم فضل بممارسة العنف والتمييز ضد الأقلية المسيحية المصرية، التي فشلت الدولة في حمياتهم بالأصل؛ بالرغم من أنهم يُحذّرون مرارًا وتكرارًا من هجمات ستُطلق ضدهم قبل وقوعها، وتُطلق هذه الهجمات بشكل منتظم على المسيحيين في صعيد مصر، ولا توفر لهم الحكومة الحماية اللازمة.

ويجد المسيحيون صعوبة في العثور على وظائف أو الانضمام إلى الأندية الرياضية وفرق كرة القدم العليا، وهناك ما يقارب نسبة 2% فقط المسموح لهم بالانضمام إلى قوات الجيش والشرطة.

وتقول الصحيفة مرة أخرى إنّ إدانة الشيخ فضل المولى هي محاولة من الحكومة لإيهام الرأي العام بأنها حقًا تفعل شيئًا لحماية المسيحيين والحد من العنف الطائفي، الذي تزايدت وتيرته في مصر في المدة الأخيرة. وتقول فاطمة فضل المولى: «لقد تناولوا القضية من منظور طائفي؛ لأن الشيخ كان ذا لحية والضحية مسيحيًا».

أودع الشيخ فضل المولى في سجن برج العرب بالإسكندرية، وتقول نجلته إن الزنزانة المودع فيها قذرة للغاية، وأصيب والدها بخراج في قدمه. وبالرغم من تدهور حالته الطبية؛ منعوا عنه الرعاية الطبية.

قال فضل لنجلته أثناء زيارته في السجن: «أنا صامد وأحتسب الصبر عند الله؛ حتى أكون حرًا».

تقول الصحيفة إنّ عائلة «فضل» استنفذت كل الطرق القانونية في الطعن على التهم الموجهة إليه؛ وهو ما يعني أنه معرّض إلى الإعدام في أيّ وقت، إذا قرّر النظام ذلك، أو بعد أعوام إن قرر أيًضا.

وفي محاولة يائسة لتغيير مصير والدها، أطلقت نجلته الصغرى «سمية» فيديو تحت هاشتاج «ساعدوني لأنقذ أبي»؛ لحثّ العالم على التدخل للإفراج عن والدها.

تقول فاطمة: «الفيديو دفع كثيرين للتعاطف مع قضية والدي، لكن لم يكن هناك أيّ رد فعل عملي تجاه القضية».

الشيخ «فضل المولى»، بحسب الصحيفة، واحد من ضمن عدد يتزايد باستمرار من الذين يحكم عليهم بالإعدام منذ انقلاب 2013؛ إذ أُصدر 237 حكمًا بالإعدام، وهو رقم أكثر من أي بلد آخر في المنطقة، وفي عامين نُفّذ 44 حكمًا.

وعن مستقبل مصر وكيف تراه، قالت فاطمة: لا أمل في تحسن الأوضاع في مصر، في ظل الحكم العسكري، مضيفة أنّ مصر ستستمر في الانتقال من السيئ إلى الأسوأ.

ومع تزايد المناخ القمعي، المواطنون العاديون مثل فضل وأسرته هم من يدفعون الثمن.

وتصف فاطمة والدها بأنه كان يحب القراءة، وعطوفًا متسامحًا، ويعرف كيفية التعامل مع الآخرين، وكان زوجًا مثاليًا وأبًا راعيًا وجارًا عظيمًا.
سياسة | المصدر: رصد | تاريخ النشر : الجمعة 20 اكتوبر 2017
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com