Akhbar Alsabah اخبار الصباح

السعودية تسمح للأجانب بامتلاك عقارات حول الكعبة

عقارات حول الكعبة حسمت السلطات السعودية خلال الأسبوعين الماضيين عددا من القضايا التي شغلت السعوديون لعقود، حيث شهدت المملكة عدة تغيرات غير معهودة، كان من أبرزها السماح للمرأة السعودية بالقيادة، وبث حفل للمطربة أم كلثوم على التلفزيون الرسمي، واليوم يأتي قرار السماح للأجانب بامتلاك عقارات حول الكعبة المشرفة في محاولة لانعاش الاستثمار العقاري الذي شهد تراجعا شديدا في الفترة الماضية.

وينطلق اليوم الخميس بمكة المكرمة، أكبر مزاد عقاري من نوعه، من حيث الموقع والمساحة داخل المنطقة المركزية، وبإطلالة فريدة على الحرم المكي وجسر الجمرات، والذي من شأنه تغيير مسار القطاع العقاري الذي يشهد ركوداً منذ سنوات.

ويعد هذا المزاد فرصة كبيرة للربح، وتصل مساحة أراضي المزاد إلى نحو50 ألف متر مربع، مقسمة على 3 مواقع بمنطقة محبس الجن، حيث تقع الأولى على محور طريق الملك خالد المتجه إلى الحرم المكي، وطريق الملك عبدالعزيز المؤدي إلى منى، بجوار أبراج المحيسني، ومساحتها 13.076.68م2، والثانية قريبة من أنفاق الملك عبدالعزيز خلف فندق الأصيل بلازا بمساحة 6.093.70م2، والثالثة بمساحة 34.651.14 م2 وتقع على إشارة مسجد القطري خلف أبراج المحيسني.

المنطقة المركزية

وتعد المنطقة المركزية المحيطة بالحرم المكي ذات اختصاصات واستثناءات تميزها عن غيرها على مستوى المملكة، وعلى مستوى مكة بشكل خاص؛ الأمر الذي دفع أهل مكة للاستفادة منها في الأوقات التي تضيق بها الأحياء بالخدمات؛ بسبب إغلاق المحال قبل منتصف الليل، إلا أن حدود "المركزية" لا تزال محل جدل وخلاف بين كثير من المكيين؛ بسبب التغيرات التي طرأت على المنطقة في الأعوام الأخيرة.

ويعود اختلافُ كثير من أهل مكة في تعيين حدود "المركزية" بشكل قاطع، إلى امتداد خدماتها، بالإضافة إلى توسع إسكان الزوار والمعتمرين المتقاطرين إلى الحرم والمناطق المحيطة بالمركزية التقليدية التي عرفها أهل مكة قبل التقدم المشاريعي الكبير الذي تشهده مكة المكرمة في السنوات الأخيرة، حيث إن المظاهر التي كانت تنحصر في "المركزية"، مثل انتشار المعتمرين في الأسواق للتبضع وشراء الهدايا، باتت واضحة في كثير من الأحياء المحيطة بالمركزية من جهاتها الأربع.

والعامل الآخر الذي يزيد من أهمية المنطقة المركزية بالعاصمة المقدسة، هو ازدحام تلك المنطقة بالمعتمرين والحجاج طوال أيام السنة، فمنهم من يقصد المنطقة المركزية للتبضع، إضافة إلى كون تلك المنطقة ممتلئة بالفنادق، فقرب تلك المنطقة من الحرم يؤمّن لها رزقاً مستداماً طوال أيام السنة.

تعويضات خرافية
في عام 2014، وفي أكبر عملية تعويض مالي تشهدها السعودية والعالم العربي، حصل مواطن سعودي على 9 مليارات ريال سعودي مقابل التنازل عن عقاره الذي تقدر مساحته بـ7525 متراً مربعاً.
ودخل المواطن السعودي قائمةَ أثرى أثرياء العرب بعد حصوله على التعويض الكبير مقابل العقار الذي يملكه بمكة المكرمة، والذي سيتم استغلاله في توسعة الحرم المكي.

ولامس سقف التعويضات الكلية المصروفة 100 مليار ريال في كل مراحل مشروع التوسعة للحرم المكي.
وينظر العديد من المواطنين، لا سيما تجار الأراضي، إلى أن الاستثمار العقاري وشراء الأراضي هو أكثر الاستثمارات أمناً، بفعل زيادة الطلب الدائم، وارتفاع حجم المنفعة من تأجير تلك الأراضي للفنادق وغيرها من مؤسسات الحج والعمرة.

انتعاش القطاع العقاري

وأشار عبدالسلام قاضي وكيل البيع العقاري المعتمد من محكمة التنفيذ بوزارة العدل، إلى أن هذا المزاد يتسق مع توجه النهضة العمرانية والانتعاش الاقتصادي الذي تعيشه مكة المكرمة عقب موسم حج ناجح بكل المقاييس، وسيضيف روافد جديدة للعديد من القطاعات، إذ أن أحد المواقع به واجهات تجارية تزيد عن 400 متر طولي، مطلة على الشارع العام، وباتجاه الحرم مباشرة، وعلى جسر الجمرات من الجهة الأخرى، وبذا يكون أول عقار يمتلك هذه الخصوصية في العاصمة المقدسة.

وأكد قاضي أن الدولة قدمت ميزات متعددة للمستثمرين في المنطقة المركزية، بعد أن اقتصر التملك فيها على المواطنين، مما يدعم رجال الاعمال السعوديين ويتسق مع مقررات رؤية 2030، مبيناً أن وزارة العدل تقود حالياً خطوات سريعة وواثقة لتحقيق الرؤية، أولها تفعيل نظام التنفيذ الذي يعتبر خطوة سريعة جدا لإنهاء قضايا المنازعات العقارية، ثم نظام المحاكم التجارية المختصة الذي أٌقر أخيراً، وتفريغ بعض القضاة للدعاوى التجارية والعقارية ، بحسب "واس" السعودية .

وقال إن القطاع العقاري في مكة المكرمة سيبدأ مرحلة التعافي، بعد أن ظل يعيش تدنيا في العرض، ومؤكدا أن أراضي المعروضة ستشجع المستثمرين على انتهاز فرص المعروض حالياً، الأمر الذي سينعش معظم القطاعات بمكة المكرمة في الفترة المقبلة، خاصة العقار والتجزئة، مسنودة بعدة إنجازات تنموية تتمثل في الزيادة المتوقعة في عدد الحجاج والمعتمرين، حيث انطلق موسم العمرة لأول مرة من بداية شهر محرم، فضلا عن إلغاء نسبة تخفيض الحجاج التي كانت تبلغ 20% حتى العام الماضي، فضلا عن قرب اكتمال مشروعات قطار الحرمين، ومطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة، ومترو مكة، ومنع استخدام السيارات في نقل الحجاج، وانشاء اضخم فنادق على مستوى العالم في جبل الكعبة وجبل عمر.

وأوضح وكيل البيع العقاري إلى أن من محفزات العقارات في المنطقة المركزية إشراف هيئة تطوير مكة بشكل مباشر على معظم المشروعات التنموية التي تزيد مساحاتها على 10 آلاف متر مربع، مبينا أن العقارات المطروحة تدخل ضمن هذا السياق، ومن أمثلة المشاريع التنموية التي تشرف عليها الهيئة بشكل مباشر والتي مرت بهذه الخطوات مشروعي جبل عمر وجبل الكعبة، حيث تمنحها الهيئة أدوارا استثنائية وفقا لتقديرات خاصة واستنادا للدراسات وتخطيط.

وربط قاضي بين الرؤية التنموية والقفزات المنتظرة للقطاع العقاري، حيث أنها ستتيح آلاف الوظائف وتقلص قائمة البطالة بين الجنسين، كما ستشكل نقلة نوعية في قطاعات الفندقة والايواء والتغذية والمواصلات، مؤكدا أن نجاح موسم الحج يبين أن التنسيق المبكر والتخطيط المتكامل يؤدي إلى نجاح الأعمال مهما كانت ضخامتها.

وبحسب وكيل البيع العقاري المعتمد من محكمة التنفيذ بوزارة العدل عبدالسلام قاضي فلاته فإن الأراضي المعنية تعود ملكيتها إلى رجلي الأعمال أحمد سمير باشراحيل، ومحمد سالم اليافعي، وهو يعد أول عقار في تاريخ المملكة يتم تقييمه بالتعاون مع الغرفة التجارية الصناعية في مكة المكرمة.
سياسة | المصدر: مصر العربية | تاريخ النشر : الخميس 05 اكتوبر 2017
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com