تمضي قطر قدما في الانتهاء من الإنشاءات اللازمة لتنظيم بطولة كأس العام لكرة القدم 2022، رغم الحصار المفروض عليها من 4 دول عربية بقيادة السعودية منذ 5 يونيو/حزيران الماضي، فيما نجحت بالالتفاف على الحصار عبر البحث عن بدائل وشركاء تجاريين جدد؛ هذا ما أكّدت عليه صحيفة "بلومبيرغ" في تقرير لها، اليوم الاثنين.
وقالت وكالة "بلومبيرغ"، إن قطر استطاعت بفضل الاحتياطي النقدي الضخم والمهلة الزمنية الباقية لتنظيم البطولة المضي قدما لتحقيق حلمها، وذلك عبر إيجاد بدائل للمواد المستخدمة في الإنشاءات عوضاً عن تلك المستوردة مباشرة من دول الحصار.
ويضيف التقرير أن الصلب الماليزي حل مكان نظيره السعودي، وأعادت سلطنة عمان تصدير مواد لقطر سبق أن استوردتها من الإمارات، كما تخطو الصين سريعا لتعويض قطر بعشرات المنتجات، وقامت قطر سريعا بتجهيز المرافق لبناء المدرجات، بل إن بعض الموردين من دول الحصار يقوم بإعادة شحن المواد إلى قطر عبر الموانئ العمانية.
ونقلت الوكالة عن الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث المشرفة على إنشاءات البطولة حسن الذوادي قوله إنه "بالنسبة لكل تحد نواجهه، هناك حلول لا تزال قائمة"، مضيفا "نحن نعمل مع المقاولين للتأكد من أننا نقدم في الواقع حلولا سلسة للتوريد على المدى الطويل والبدائل". ولكنه لم يقدر التكاليف الإضافية المتوقعة لمواجهة الحصار.
احتياطيات واسعة
ووفقا للوكالة، فإن احتياطات الغاز الضخمة وتمتع سكان قطر بالدخل الأعلى عالمياً واحتياطات النقد، إضافة إلى أكثر من 335 مليار دولار استثمارات للصندوق السيادي القطري في مختلف أنحاء العالم؛ كلها عوامل تدعم صمود قطر أمام الحصار الذي تفرضه الدول العربية الأربع بقيادة السعودية.
ويضيف الموقع أن قطر قبل فرض الحصار كانت قد استعدت جيدا لتنظيم البطولة بتخصيص ميزانية ضخمة لتنفيذ الإنشاءات الخاصة ببطولة كأس العالم لكرة القدم، حيث خصصت 200 مليار دولار للبنية التحتية وبناء استادات جديدة، إضافة إلى 35 مليار دولار لبناء شبكة المترو والقطارات الجديدة والشروع في بناء مدينة تستوعب 200 ألف شخص إضافة إلى مضاعفة حجم مطارها لاستيعاب 53 مليون راكب سنويا.
وقال عادل عبد الغفار، الزميل الزائر في مركز بروكنجز الدوحة، إن "كأس العالم قضية هامة لدولة قطر"، مضيفاً أنها "مسألة هيبة وفخر وطني وهي تستثمر بالكامل فيه، لذلك فإن أعمال المشروع لم تتوقف".
وقطعت الدوحة شوطا كبيرا في بناء استاد الوكرة الجديد الذي يسع لـ40 ألف متفرج، ويعمل فيه نحو 1800 عامل على مدار الساعة لإنجازه قبل نهاية العام المقبل.
وتعرضت جهود قطر لتنظيم البطولة لكثير من الصدمات لإعاقتها عن المضي قدما في التنظيم، إلا أن الصدمة الأكبر جاءت بقرار 4 دول عربية شقيقة بفرض الحصار عليها منذ 5 يونيو /حزيران الماضي.
ونقلت الوكالة عن أليسون وود، أحد المحللين في مركز "كونترول" في دبي قوله إنه لا يوجد نقص في مواد البناء بصفة عامة، مضيفاً أن استيراد السلع من دول جديدة قد يكون أغلى سعرا مما يضيف لتكاليف كأس العالم تكاليف جديدة ربما تؤثر على هامش ربح المقاولين المنفذين.
وعن ذلك يقول الذوادي إن عملية بناء الاستادات والملاعب ستكتمل بحلول عام 2020 ليكون هناك فرصة لا تقل عن 18 شهرا لاختبارها قبل تنظيم البطولة، التي من المتوقع أن يصل عدد المشجعين فيها إلى مليون مشجع.
ويضيف الذوادي أن طرق أبواب أسواق بديلة للحصول على المواد اللازمة لن يؤثر على الجدول الزمني المحدد للانتهاء من بناء الاستادات واكتمال الاستعدادات لتنظيم البطولة، كما أن ارتفاع التكاليف نتيجة ذلك كان ضئيلا، مؤكدا أن الأمر الجيد هو أننا كنا نمتلك مخزونا لهذه المواد.
كانت مجموعة "فينسي" الفرنسية للإنشاءات، قد أكدت الجمعة الماضية، أن أنشطتها في قطاع البناء بقطر لم تتعطل حتى الآن، رغم الحصار الذي فرضته كل من السعودية ومصر والإمارات والبحرين، على الدوحة الشهر الماضي.
وقال الرئيس التنفيذي زافييه ويلار خلال مؤتمر صحافي لإعلان النتائج: "في الوقت الراهن لا يوجد تعطل. مشروعاتنا لا تتعطل، بل إن قطر تتطلع إلى الأصدقاء، وهذا يسهل المناقشات بشأن بعض المشروعات".