أوردت وكالة الاناضول التركية حوارا مع الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل المرشح السابق للرئاسة أكد فيه انه من الصعب أن يتحالف مع الإخوان لانه يقلق من منهجهم . كما أشار إلي وجود مؤامرة تسمعي لإفشاله , وكان الحوار كما يلي
* هل ما زلت مصرا على مناظرة المرشح السابق في الانتخابات الرئاسية حمدين صباحي؟
- أنا لم أطرح أصلا فكرة المناظرة، وما قلته جاء في أحد البرامج، قلت إذا كانوا ينفون أنهم ضد الفكرة الإسلامية (يقصد التحالفات الحزبية التي تتشكل لمواجهة الإسلاميين) فليأتوا نسألهم صراحة ما موقفكم من كذا فيجيبون. إنما أنا لم أطلب مناظرة أحد.
* ألا تخشى أن يعتبر ذلك تراجعا عن طلب المناظرة؟
- أين التراجع؟! أنا لازلت راغبا في أن يفصحوا عن مواقفهم، سواء في صورة مواجهة، أو من تلقاء أنفسهم. أنا قبل أن أكون سياسيا، أنا من الهداة، فلا أريد أن أحرج من أمامي ليفشل، لا ، أنا أريده أن ينجح، أريده أن يقول نعم أنا أؤيد الإسلام كما يؤيده حازم أبو إسماعيل، وكما يؤيده الإخوان، وكما يؤيده السلفيون، وكما تؤيده مصر كلها.
* برأيك هل يمكن لمرشح من غير الإسلاميين أن يفوز بالانتخابات الرئاسية؟
- بعيدا عن الحديث عن شعبية شخص أو كفاءته.. المسألة عندي عبارة عن أفكار، فأنا أعتقد أنه لو أن الانتخابات في مصر عادت فلا يمكن أن تأتي بمن لا يترجم عقيدة الناس.
* هل تعتقد انه بإمكان حزبك أن يكون في صدارة المشهد، فيحقق الأغلبية مثلا؟
- وارد جدا، الفكرة أن كل بلد لها عقائد، حتى لو بلد ملحدة، الناس لهم عقائد، ومن يناسب عقائد الناس يأخذ ثقة الناس. في الانتخابات السابقة طرحنا ما نعرفه يقينا في الناس من عقيدة واتجاه، الانتخابات القادمة إذا قررنا الخوض، لأن هذا غير مقرر حتى الآن، سنطرح نفس المنهج. فإذا كان هذا المنهج قد لقي رواجا من قبل فهو مؤهل لأن يلقى رواجا آخر إن شاء الله.
* ما الذي ستقدمه للناس؟
- أنا لا أقدم للناس إلا مناهجهم وعقائدهم، أنا ليس عندي بضاعة لا يطلبها الناس، لكن عندي بضاعة الطلب عليها أسبق من العرض، فهي بضاعة مطلوبة أصلا، لست مبتكرا، وإنما أقدم للناس ما يعتقدونه، ما يؤمنون به، ما يريدونه، التحرر الوطني مثلا، تحرر البلاد، هذا ليس كلاما هذه سياسات.
ما نطرحه هو أن التحرر سياسات، سياسة اقتصادية، سياسة اجتماعية، سياسة ثقافية، لكن ما يطرحه الآخرون مجرد مناداة بالتحرر. غيري يطرح العدالة الاجتماعية بطريقة أراها مؤسفة، لأنه يخلق صراعا بين العامل ورب العمل، وصراع آخر بين الفلاح ومالك الأرض الزراعية، وصراع ثالث بين المالك والمستأجر. يزعم أنه يحقق عدالة اجتماعية بينما هو يشعل حرائق في البلد عن طريق الصراعات الفئوية.
*البعض يروج أنك تعد حزبك لمنافسة الأحزاب الإسلامية أو للانتقام من مواقفهم "المتخاذلة" معك في خلافك مع لجنة الانتخابات؟
- الحس الشعبي الانتخابي يعمل عمل القاضي، فأنت لو دخلت الانتخابات لمجرد معنى خبيث في نفسك هذا لا يخفى على الوجدان العام فيعدمك سياسيا فورا. ما لم تكن صادقا فيما تطرحه سيعدمك سياسيا بجرة قلم على البطاقة الانتخابية. لذلك بالعكس أنا أنادي الناس، أقول لكل فرد "إذا لم تلمس حالة من الاستقامة الكاملة في الطرح لو سحمت لا تعطنا صوتك، لأننا لا نريد أن تكون المواقف مبنية على الفعل ورد الفعل".
فأنا أطرح شيء واضح، خصوصا وانني أشعر بأن أصابع أمريكا بل أصابع إسرائيل داخل مصر نافذة، ولها خطط رهيبة. وبالتالي أنظر إلى الصراع المضر لبلدي دوليا أكثر مما أنظر إلى الصراع الداخلي. ولا يزال واردا ألا نخوض الانتخابات البرلمانية منافسين، هذا لم يقرر بعد.
*هل من الممكن أن تتحالف مع الإخوان؟
- هذا من أبعد الاحتمالات ولكن لا يزال مطروحا، ربما لأننا لم نتخذ قرارا بعد حتى نبني عليه.
*على ماذا يتوقف تحالفك معهم؟
- تحالفنا مع أي حزب يتوقف على وضوح المنهج السياسي، لأنني لن أتحالف فقط كي أفوز انتخابيا، أنا لا أريد أن أفوز انتخابيا، ليس لدينا ميول أن يكون لدينا نواب في البرلمان. لكني لازلت أقول هذا من الاحتمالات الأبعد ولا أعتقد أن يكون مطروح.
*مع كل الأحزاب أم مع الإخوان تحديدا؟
- مع أي حزب، أعتقد أن الإخوان تحديدا لهم منهج سياسي هذا المنهج أشعر بقلق تجاهه.
*هل التواصل مستمر بينك وبين الإسلاميين أم أن فترة الخلاف أيام الانتخابات الرئاسية ما زال لها آثارها؟
- الحقيقة أنا لم أشعر قط بخلاف، قد يكون هذا كان موجود ومرأي أمام الناس، لكن أنا لأني منشغل لم أشعر به في هذا الوقت، ولم أكن أتابع هذه المواقف، فعلا.. لا يوجد تواصل سياسي مطلقا، إنما يوجد تواصل بشري إنساني هذا لا ينقطع، إنما تواصل سياسي لا يوجد.
*مع كل الأحزاب والقوى الإسلامية؟
- مع كل القوى لا يوجد تواصل سياسي لأني مختلف مع المنهج، فالتواصل الموجود تواصل إنساني خلقي أما التواصل السياسي فلا توجد مادة له.
* هل حزب "الأمة" هو الذراع السياسي لجماعتك؟
- الحقيقة أن قيام هذا الكيان الجديد ضرورة الآن لأن الفكرة الإسلامية أو حتى الفكرة السياسية المستقلة ليس لها من يحملها حاليا، لأن مناهج وأساليب الإدارة السياسية للأحزاب حتى الإسلامية منها غير ناجحة، لأنها تلعب داخل الدائرة المرسومة لها من أعدائها.
*ما تقييمك لقرارات محمد مرسي؟
- الدكتور مرسي يعتقد أن هذا هو المنهج المناسب لمصلحة البلد، أنه يسافر للخارج ويجود السياسات في الداخل ويحاول أن يزيد الاستثمار، وطبقاً لمنهجه فهو رجل مجتهد ويسير في طريقه.
وأقول للرئيس انتبه بشدة لأنه ربما تكون هناك مؤامرة لن يدركها سريعا مع فوران مشاكل رغيف الخبز والسولار والاضرابات ربما لن يستطيع أن يسيطر على البلد فترة أكبر، لكن في كل الأحوال مرسي يبذل جهدا أنا نفسي لم أكن أقدر على بذله.
*هل لديك النية في الترشح للانتخابات البرلمانية المقبلة؟
- مطلقا أنا لن أخوض تجربة الانتخابات البرلمانية.
*هل سترشح نفسك في الانتخابات الرئاسية؟
- أرجو ألا أترشح لانتخابات رئاسية أبدًا، لا توجد حاجة ولا ضرورة لذلك، أنا ما ترشحت إلا اضطرارا، أدعو الله أن يكتب للبلد حال رشد لا يجعلني مضطرًا لمعاودة هذا، لكن إذا عاد الاضطرار عدت مرة أخرى.
*ماذا لو طلبت الرئاسة منك المساعدة؟
- أنا دائماً اعتقد أن رئيس الدولة يحتاج لمن يعمل معه وفق منهجه، إنما إذا ذهب إنسان صاحب منهج آخر لهذا الرئيس فإما أن يُمكَّن وإلا فلن يضيف جديداً، الحقيقة هناك من هو أصلح وأكفـأ وأنجح في تولي الأمور لكن هذا لا يعني أنني متمنع عن رئيس الدولة بل ملتزم بما يراه إن طلب، فأنا أفضل أن يكون لي دور سياسي بعيد عن الدخول في التفاصيل.
*كيف تقيم نتائج 100 يوم من حكم مرسي؟
- الــ 100 يوم للدكتور مرسي تترجم نظرته السياسية ورؤيته هو، رأيته مثالا للجد والدأب والنشاط والصدق مع رؤيته، لكنني ما زلت أقول: تصوري أن هذا النهج ليس ملائمــًا للمرحلة، لأننا من المفترض نؤسس لمقاييس وقواعد دولة من جديد، وليس فقط الانشغال بالتعاطي مع مسائل آنية، لكنني أسأل الله بقدرته أن يصلح الأمور وهذه اجتهادات في نهاية الأمر.