أحمد موسى يخطب في الحرم المكي!

تصادف أن تكون العمرة الوحيدة التى رزقني الله بها في يوم جمعة. ولك أن تتخيل كم المشاعر الفياضة التى يمكن أن تشعر بها في أول مرة ترى الكعبة وتجلس قريبا منها لتصلي صلاة الجمعة متذكرا كيف وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفاضل الصحابة في نفس المكان ليخطبوا.. لحظة ربانية تخيلت أنني لن أنساها في حياتي..

وللأسف.. بالفعل لن أنساها ما حييت.. فقد خطب في هذه الجمعة الشيخ السديس وكان موضوع الخطبة عن "مؤامرات الفيسبوك والسوشيال ميديا".. عن المؤامرة الكونية التي يدبرها "أعداء الأمة" وينفذها المرجفون (شباب الفيسبوك) لتدمير السلام والأمن في بلاد المسلمين وأنه يجب على الحاكم المسلم أن "يقطع دابرهم" و "يشرد بهم من خلفهم" لتحقيق الأمن وأنه يجب على الشباب أن لا ينخدع بدعاوى "الحرية والثورة" لأن بها خراب البلاد والعباد..

وللحظات فكرت بجدية أن أترك الحرم المكي وأقطع صلاة الجمعة الوحيدة لي في الحرم أو أن أقف صارخا في الحرم: حسبنا الله ونعم الوكيل في شيوخ السلطان..

كان دمي يغلي وأحسست أن العمرة كلها قد تلوث بياض ربانيتها الناصع في صدري..فقد أحسست أنني أصلي وراء أحمد موسى.. نفس التعبيرات ونفس النفاق للحاكم ونفس النغمة التآمرية..
ومنذ أسابيع: جاء من أطلق عليهم السديس في خطبته "أعداء الأمة" ليفرشوا لهم السجاد الأحمر ويرقصوا معهم بالسيوف ويعدونهم بمئات المليارات في صفقات تجارية وعسكرية..
رزقكم الله بعمرة لا يخطب فيها أو يؤمكم فيها السديس أو شيوخ السلاطين!