كشف تقرير شركة "ابسوس" العالمية لأبحاث التسويق عن بيانات وأرقام صادمة عن نسب مشاهدة القنوات المصرية التي تبث من الداخل وموالية للنظام بإظهار تراجعها الكبير.
وكانت المفاجأة في التقرير الذي يصدر في وقت حساس وقبل توزيع "تورتة" إعلانات شهر رمضان عن تقدم كبير لقنوات المعارضة في الخارج حيث أظهر تصدر برنامج الإعلامي معتز مطر الذي يبث على "قناة الشرق" من تركيا لبرامج التوك شو بمصر مع تقدم كبير لقناة "الشرق" نفسها التي يرأس مجلس إدارتها المعارض الليبرالي أيمن نور في حين انفض المصريون عن القنوات التي تبث من الداخل سواء حكومية او خاصة.
وأوضح التقرير أن قنوات mbc السعودية حصلت علي الثلاث مراكز الأولى، وتلتهم قناة "روتانا أفلام" التي حصلت علي المركز الرابع من إجمالي القنوات الأعلي مشاهدة.
كما أظهر التقرير سيطرة القنوات الإخبارية السياسية، غير المصرية علي مشاهدات المصريين، حيث تصدرت قناة سكاي نيوز الإماراتية ترتيب القنوات الإخبارية، وحصلت علي المركز ال 43 من إجمالي المشاهدات، فيما تراجعت قناة الجزيرة إلي المركز الثالث بين القنوات الإخبارية وال 49 بين إجمالي القنوات ، بعد قناة "أكسترا نيوز" القناة الإخبارية المشتركة بين مجموعة قنوات "سي بي سي" وشبكة "النهار" والتي حصلت علي المركز ال 46 بين إجمالي القنوات .
وشهد التقرير العديد من المفاجآت، فرغم تراجع قناة الجزيرة، إلا أن قناة الشرق الفضائية، المعارضة لنظام الحكم في مصر، حصلت علي المركز "الرابع" بين القنوات الإخبارية وال 65 بين إجمالي القنوات وذلك رغم التحذيرات الحكومية للمواطنين بعدم مشاهدة القنوات المعارضة التي تبث من الخارج بما يثير العديد من التساؤلات عن انجراف الكثير من المواطنين للبحث عن قنوات المعارضة في ظل تأزم الأوضاع الاقتصادية في البلاد.
والمثير أيضا للدهشة في التقرير، هو تفوق قناة الشرق التي يرأس مجلس إداراتها د. أيمن نور المعارض للسلطة المصرية علي قناة "العربية" السعودية والتي أتت في المركز ال 88 بعد قناة العربي صاحبة التكاليف الباهظة وتبث من " لندن " و التي حصلت علي المركز ال 87 و "بي بي سي" البريطانية و التي حصلت علي المركز ال 97 بين القنوات الأعلي مشاهدة.
ورغم الأحكام الصادرة أيضا ضد مذيع التوك شو بقناة "الشرق" معتز مطر، واتهامه بالإرهاب ، وترويج الإشاعات والأكاذيب، إلا أن عدد من التقارير الأخرى الخاصة بمواقع التواصل الإجتماعي، أظهرت مشاهدة حوالي 120 مليون مشاهد لفيديوهاته علي صفحته الشخصية وذلك في الفترة ما بين 1 يناير 2016 و30 أبريل ما يثير العديد من التساؤلات عن لماذا يلجأ المشاهد المصري لمشاهدة قناة متهمة بالإرهاب ومذيع محكوم عليه بإحكام وصلت ل27 عاما وذلك رغم الاستثمار الكبير للعديد من رجال الأعمال المصريين في مجال الإعلام وإنشاء وتطوير العديد من القنوات التلفزيونية لمنع لجوء المشاهد المصرى لمشاهدة للقنوات التي تبث من الخارج.
يذكر أن الإعلام المصري شهد خلال الفترة الأخيرة ظهور عدد من القنوات التلفزيونية الجديدة في ظل المعركة الدائرة بين الإعلام المصري من جانب والقنوات الغير مصرية أو المعارضة والتي تبث من خارج علي جانب أخر.