يا أيها المؤمنون سينصر الله من ينصره باحترام قوانينه

أصبحت مؤمنا أن تدخل الله في الأرض لا يتم إلا عبر ما خلقه الله سبحانه من قوانين وسنن كونية، وأن تدخله الدائم في الدنيا الواضح لكل ذي عينين يكمن في حفظ هذه القوانين، وصيانة معادلاتها، وعملها الدائب الدائم في الكون والحياة، واطرادها في الحوادث المختلفة.
حين نطلب بدعائنا خرقا للقوانين لم يتعهد الله سبحانه به، ونتوهم ونوهم الآخرين أن الدعاء سيتغلب على قوانين الله الثابتة فإننا نتجرأ على الله ونتقول عليه ما لم يقله، ونلزمه بصورة متخيلة لنا عنه كإله يضرب على يد الظالم ويسلبه إرادته الحرة من أجل سواد عيوننا بينما نحن جالسون، هذه الصورة التي حمل عليها النص القرآني حين قال بنو اسرائيل "اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون"
حين يتعهد الله بنصر المؤمنين فإنني أفهم ذلك على أن الله يقصد المؤمنين الذين احترموا قوانينه وسنته وأدواته ووسائله، احترموا هذه القوانين لأنها جزء من احترامهم لخالقها وخالقهم.
وتصبح المعادلة يا أيها المؤمنون سينصر الله من ينصره باحترام قوانينه: يخطط ويبدع ويجرب ويجتهد ويغير ويحاول...
وأصبحت أعتقد أن من يتصور أن دعوتين عقب كل صلاة كفيلة بان الله سينصره على التخلف والجهل والمرض والأمية بينما هو يعجز عن أي حركة في اتجاه أهدافه هو شخص مضل.
بل وأبعد من ذلك إيمانك بأنك ستنتصر وأنت لا تعمل مع قوانين الكون هو استهزاء بالله الذي خلقها وفهمها لك وأوضحها في كتابه المعاش –الحياة- وكتابه المقروء – القرآن- وكتابه المنظور –الكون الواسع.