Akhbar Alsabah اخبار الصباح

بلاك فرايداي في مصر صدق المصريون "حرق الأسعار" فاكتشفوا فهلوة التجار

بلاك فرايداي اجتاح جنون الشراء مصر فيما يعرف بـ"الجمعة السوداء"، وشهدت المولات الكبرى والمراكز التجارية ازدحاماً غير عادي حتى منتصف ليل الجمعة/ السبت، بسبب ما أطلق عليه تخفيضات أسعار الجمعة السوداء.

وكان عدد كبير من المحال التجارية الكبرى ومواقع التسوق الإلكتروني قد أعلنت عن عروض وتخفيضات ضمن الفعالية المعروفة عالمياً بالجمعة السوداء، والتي تحولت في مصر إلى اسم الجمعة البيضاء.

وتحول هاشتاغ الجمعة السوداء باللغتين العربية والإنكليزية الأكثر انتشاراً في مصر على تويتر، بعرض قيمة التخفيضات، وسعت مجموعات وصفحات تسوق على فيسبوك أيضاً لإعطاء نصائح للمشترين عن كيفية الشراء عن طريق الإنترنت ومعرفة الأوكازيون الحقيقي من المزيف.

وفيما أطلقت بعض المحلات أوكازيوناً سنوياً بدأ من أسبوعين، وبلغ ذروته الجمعة 25 نوفمبر، شمل عروض وتخفيضات تتخطى الـ 50% على كافة السلع والمنتجات، قال متسوقون أن المحال رفعت الأسعار بشكل مبالغ فيه ثم وضعت التخفيضات، وهو ما يعني أن التخفيضات المعلن عنها "وهمية".

خوفاً من غلاء أكبر قادم

وأظهرت جولة بين المولات الكبرى، في مدينة 6 أكتوبر غرب القاهرة، ومدينة نصر والقاهرة الجديدة، شرق القاهرة، إقبالاً هذا العام فاق كل التوقعات، أرجعه متسوقون للقرارات الاقتصادية الأخيرة التي تسببت في ارتفاع أسعار السلع بشكل مبالغ فيه، وتوقع غلاء أكبر مقبل، ما دفعهم للشراء خلال هذا اليوم للاستمتاع بالأسعار القديمة التي أصبحت غير موجودة في ظل نقص السلع.

وأوضح العديد من المتسوقين أنهم يبحثون حالياً عن الأسعار الأقل، مؤكدين أن الإعلانات عن التخفيضات التي بلغت أكثر من 50% أحيانا دفعت للشراء، رغم اعتراف بعضهم أن الأسعار التي اشتروا بها تعتبر مرتفعة نسبياً مقارنة بما توقعوه بعد التخفيضات.

"ربما تكون هذه الفرصة الأخيرة لي للشراء بأسعار مخفضة قبل أن ترتفع الأسعار أكثر في ظل تعويم الجنيه وارتفاع سعر الدولار، وتوقعي لمزيد من ارتفاع الأسعار مستقبلاً في الإجراءات الاقتصادية الصعبة التي تتبعها الحكومة"، هكذا برر مهندس الكمبيوتر بهجت محمد علي (26 عامًا) خروجه للشراء في هذا اليوم.

كما عكست صور تداولها المصريين عبر الشبكات الاجتماعية تزاحماً غير عادي وخانقاً في بعض الأحيان، على أبواب المولات والمراكز التجارية الكبرى في القاهرة، والتي وقفت أمامها كتل بشرية، للاستفادة من الخصومات.

وقال تجار في سلاسل تجارية، عرضت تخفيضات كبيرة، للملابس، أن المتسوقين أفرغوا المحال تقريباً من أغلب الملابس، مشيرين لإقدام تجار صغار أيضاً بشراء البضائع منهم واستغلال الفرصة لإعادة بيعها بعد الأوكازيون بالأسعار العادية وتحقيق مكاسب.

وبالمقابل سخر مصريون من هذا الزحام، مشيرين لأن تزاحم عدة آلاف على المحال لا يعني أن الـ 92 مليون مصري معهم فلوس، وكتب كثيرون يقولون إنهم ليس معهم فلوس للشراء أصلاً.

تخفيضات مزيفة

وتعد تخفيضات الجمعة السوداء من أشهر مواسم التسوق في الولايات المتحدة، إذ تعتبر البداية الرسمية لتخفيضات موسم الكريسماس، وتبدأ في الجمعة التالية للاحتفال بعيد الشكر، أما في مصر، فهي ظاهرة حديثة نسبيًا، حيث بدأت منذ قرابة العامين، عبر مواقع البيع الإلكتروني ثم انتقلت للمحال الكبرى.

وأعرب عدد من المشترين عن عدم رضاهم عن قيمة التخفيضات، التي قالوا إنها "ربما تكون وهمية"، وأن يكون التجار رفعوا الأسعار القديمة ثم أعلنوا نسبة تخفيض لا تشير إلى أن سعر السلعة رخيص، مقارنة بالإعلانات الصاخبة عن "حرق الأسعار".

"معظم التخفيضات التي تعلن عنها المحلات وهمية وهم يزيدون أسعار السلع، عن السعر الطبيعي ليظهر أن الخصم على المنتج كبير في حين أن سعره الحقيقي يقل كثيراً عن سعره بعد التخفيض"، هكذا تقول ندي محمد (موظفة) لـ "هافينغتون بوست عربي".

وقال متسوقون أنهم اشتروا ملابس اعتقدوا أنها رخيصة نسبياً بسبب نسب التخفيضات، ولكنهم فوجئوا أثناء دفع الحساب أن السعر المطلوب أعلى من المكتوب على السلعة بعد تخفيضها، وقيل لهم مبررات مثل الضريبة أو الخطأ في تسجيل السعر ما دفعهم لعدم الشراء.

وقال باسم سعيد أنه نزل مع خطيبته لشراء مستلزمات للزواج، وفوجئ بأن أسعار الأجهزة الكهربائية مرتفعة للغاية رغم الإعلانات، حتى أن ما كان يتوقع شراءه بـ 25 ألف أصبح بـ 40 ألفاً.

وقال آخرون أن هناك محال كبرى لم تقدم تخفيضات سوى على ملابس صيفية قديمة، بينما الملابس الشتوية ظلت على حالها، رغم إعلانها في مقدمة المحل أن لديها تخفيضات تصل إلى 50%، وأن الأمر تكرر على مواقع التسوق الإلكتروني.

واشتكت سيدة كانت تقف مع ابنتها، عن سعر بالطو بناتي مكتوب عليه أنه مخفض من ألف إلى 500 جنيه، ولكن عندما انتابها الفضول ورفعت تيكيت السعر الجديد اللصق على القديم، وجدت أن السعر القديم 600 جنيه، ما يعني أن التخفيض خادع.

ولكن متسوقين شباباً قالوا إنهم وجدوا ضالتهم في تخفيض بعض أسعار السلع مثل أجهزة الكمبيوتر، أو الملابس، ولكنهم اشتكوا أن نسبة التخفيض مقارنة بغلاء الأسعار عموماً لم تشعرهم أنهم اشتروا بأسعار مخفضة بشكل كبير كما هو معلن.
سياسة | المصدر: هافينغتون بوست عربي | تاريخ النشر : السبت 26 نوفمبر 2016
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com