Akhbar Alsabah اخبار الصباح

كاتب سعودى: مصر تُشكل تهديد خطير على السعودية

مصر السعودية فى أغرب مقال مطول، قد نُشر عن الأزمة السعودية المصرية، بين آل سعود والسيسى، دون الشعبين الشقيقيين، زعم الكاتب عبدالله الهزانى، أن مصر وطهران يتجهان إلى احتلال دول الخليج وتقاسمهما فيما بينهما، لتحقيق مصالح استراتيجية واقتصادية متفق عليها وأنهما لن يخشيا المجتمع الدولي لأن روسيا من خلفهما والتي ستنال نصيبها من التورتة بلا شك.

يأتى هذا الحديث بعد رصد العديد من حسابات موقع التدوين المصغر تويتر، التى تميل إلى هذا الاتجاه، على الرغم من أن الخليجيين والكاتب نفسه، نسى أن السيسى، وكل رجاله فى الانقلاب بمصر، هم نبته زرعها آل سعود بمساعدة كافة الدول الخليجية، لاحتلال مصر سياسياً وإجهاض ثورتها.

وقال الهزاني في مقال نشره على "مدونات الجزيرة " بعنوان "السعودية.. وتهديد الجهات الأربع" إنه من خلال متابعته للموقف المصري منذ تولي عبدالفتاح السيسي الحكم وتحليله الدقيق للسياسة المصرية فانه لا يستبعد هذا السيناريو تماما وأنها ستنقلب على السعودية وتصل للصدام العسكري إذا توقف الدعم وها هو يوشك أن يتوقف .. حسب زعمه.

وأضاف الكاتب السعودي أن السعودية أصبحت الآن مٌحاصرة من الجهات الجغرافية الأربع وكل خطر من هذه الأخطار أكثر تهديداً من الآخر فمن الشرق إيران العدو الأكبر بطموحها وخططها الواضحة للهيمنة والسيطرة على المنطقة فهي دولة توسعية لديها رؤية واضحة وخطة إستراتيجية طويلة المدى للسيطرة على منطقة الخليج العربي شيئاً فشيئاً من خلال المليشيات الطائفية، ودعم الأقليات الشيعية والنفخ إعلامياً فيما يسمى زوراً المظلومية الشيعية، نشر التشيع في المنطقة وهذه الكراهية والنظرة التوسعية قائمة من خلال نظرة الإمبراطورية الفارسية والدولة الصفوية التي تعتقد زوراً أن هذه المنطقة في الأصل تعود لها وأن العرب "احتلوها" بـ"لاحتلال" الإسلامي لبلدانهم.

نص المقال:

علم الجغرافيا السياسية أو الجيوسياسية لا يقول أن السعودية -حفظها الله- في خطر وتحت تهديد غير مسبوق أبداً في كل تاريخها منذ الدولة السعودية الأولى.

ومنذ الانقلاب العسكري لعبد الفتاح السيسي في مصر عام 2013 وأنا أحلل الموقف جيوسياسياً وكنت متيقناً تماماً أن السيسي سوف ينقلب على السعودية تحديداً دون غيرها، وأن من خان القسم المقدس لرئيسه وخان دينه ووطنه بقتل وحرق الآلاف في ميدانيّ رابعة العدوية و النهضة، لن يخجل من خيانة من فتحوا له خزائن دولهم و سّمنوه حتى أكلهم.
السعودية للأسف الشديد مٌحاصرة من الجهات الجغرافية الأربع وكل خطر من هذه الأخطار أكثر تهديداً من الآخر، وهذه الأخطار والتهديدات على النحو التالي:

الشرق: إيران

من المعروف لكل أحد مدى التهديد الإيراني للسعودية فهي دولة توسعية لديها رؤية واضحة وخطة إستراتيجية طويلة المدى للسيطرة على منطقة الخليج العربي شيئاً فشيئاً من خلال المليشيات الطائفية، ودعم الاقليات الشيعية والنفخ إعلامياً فيما يسمى زوراً المظلومية الشيعية، نشر التشيع في المنطقة.

وهذه الكراهية والنظرة التوسعية قائمة من خلال نظرة الإمبراطورية الفارسية والدولة الصفوية التي تعتقد زوراً أن هذه المنطقة في الأصل تعود لها وأن العرب "احتلوها" بـ"لاحتلال" الإسلامي لبلدانهم.

الغرب: مصر السيسي

قد يستغرب البعض عندما أقول مصر قد تشكل تهديدا على السعودية، ولكن الأيام القليلة الماضية تجعل هذا جلياً من خلال إعلام السيسي الذي يمثل إعلام دولة في حرب باردة ضد دولة أخرى بل والسيسي نفسه يقول لن نركع إلا لله وأن مصر لن ترضخ للضغوط عليها وأنها ستبقى مستقلة القرار على حد تعبيره.

الكلمات السابقة لم تخرج من فم بوتين حتى رغم كل التوتر بين بلده و أميركا، لدرجة أن كثيراً من المراقبين وصفوا هذا التوتر بالحرب الباردة الثانية، ولكنها لم تظهر بشكل جيد على السطح مع رئيس ضعيف وأحمق مثل أوباما.

اللسان مغراف مافي القلب كما يقال في المثل، فمن خلال مايقول "مصريو" السيسي الآن تعرف بكل يقين أن من يحكم مصر يحكمها بناءً على مصالحه البحتة ويتصرف على هذا الأساس، فلو جاء يوم -لا قدر الله- و أغدقت فيه إيران على السيسي الأموال شريطة أن يكون جزءاً من الكماشة الإيرانية في المنطقة ،ووعده الإيرانيون بتقاسم كعكة الخليج العربي معهم فلن يتردد ولا للحظة في محاربة السعودية من الجهة الغربية و إيران من الجهة الشرقية للمملكة.

ولا يوجد لمصر السيسي أو إيران خوف من ردة فعل المجتمع الدولي فلديهم روسيا خلف ظهورهم وتريد أخذ قطعة من الكعكة معهم. وإسرائيل في ظهر السيسي و أميريكا قد سلمت المنطقة لإيران منذ الاتفاق النووي.

الجنوب: يمن الحوثيين

لو استمرت حرب الاستنزاف كما هي الآن بدون حسم عسكري لصالح السعودية في القريب العاجل فإن الحوثيين سيتقوّن أكثر وسيسيطرون على مناطق أكثر وسيحصلون على المزيد من السلاح الإيراني، وهم بالفعل خطر داهم وواقعي ضد السعودية، استطاعوا بكل قوة و دقة عسكرية بالتعاون مع صالح ضرب العمق السعودي في مدينة الطائف قبل أسبوعين بصاروخيين بالستيين وكذلك وصلت صواريخهم البالستية لنجران و جازان.

الحياد -في أحسن الحالات- العماني منهم له دور كبير سياسياً ولوجستياً وهناك العديد من التقارير تفيد بدخول السلاح لهم عبر الحدود البرية العٌمانية، وبغض النظر عن صحة هذه التقارير فبالتأكيد قد دخل سلاح عبر الحدود العمانية لأنه سواء بعلم الحكومة العمانية أو لا فقد دخل هذا السلاح فعلاً فحرس الحدود العماني ليس مراقباً لكل سنتي متر من تلك الحدود بالطبع! .وإذا كانت أمريكا بكل قوتها ليس لديها أمان حدودي مئة بالمئة مع المكسيك فكيف بعمان؟

الشمال: العراق

جنوب و وسط العراق كله أغلبية شيعية في الغالب الأعم موالية لإيران، أما شمال العراق فجاري العمل الآن على قدم و ساق لتغيره ديموغرافياً و إزالة الوجود السكاني الطاغي لسنة الموصل من خلال: قتلهم، تعذيبهم، حرقهم، اعتقالهم، والأخطر تهجيرهم وتشريدهم من الموصل ليصبحوا هائمين في الصحراء أو في أحسن أحوالهم لاجئين مستضعفين لدى كردستان العراق و تركيا.

والعراق مليء جداً بالسلاح والمليشيات الشيعية الموالية لإيران وهناك جهوزية عالية لتفيذ أوامر إيران بمهاجمة السعودية من شمالها بأعداد غفيرة إنطلاقاً من جنوب العراقي.

إستراتيجية الحل

الخطر حقيقي وواقعي و الحصار مطبق وموجود وليس مجرد توقعات، الكماشة الإيرانية ذات أربع أسنان حادة من كل جهة سن، و السعودية محاصرة من كل مكان ومستهدفة.

و الوعي بالخطر هو أول خطوات الحل، وصف هذا الخطر بالمبالغة أو التضخيم هو أول خطوات وصول الخطر للمملكة لاقدر الله.

ثانيا، إصلاح الأخطاء الاستراتيجية، ومنها دعم السيسي وهو أول وأكبر خطأ إستراتيجي قامت به المملكة في كل تاريخها، ولن يصلح هذا الخطأ إلا بإزالة الانقلاب العسكري الدموي وإعلان التوبة لله من كمية الدم الذي سال في رابعة والنهضة بسبب دعم هذا الانقلاب النازي وبعد ذلك الاعتذار للشعب المصري العظيم، و دفع تعويضات لأهالي ضحايا رايعة والنهضة.

ويجب أن يعود الرئيس الشرعي محمد مرسي للحكم. ويجب أن تتصالح السعودية مع جماعة الإخوان المسلمين -التي هي الأمة الإسلامية وروحها و دمها وخلاياها- حيث يحكمون في تركيا،السودان، المغرب، نيجيريا.. وأقوى جنود اليمن من حزب الاصلاح اليمني ولهم (الإخوان) تواجد في كل البرلمانات الإسلامية الديمقراطية.

وهم الوحيدون في هذا العالم اللذين يدافعون عن شرف الأمة الأسلامية ومقدساتها في الأراضي المقدسة المحتلة في فلسطين عبر حركة حماس الإخوانية.

ثالثا: التحالف مع الأقوياء

يجب على السعودية التحالف الكامل مع تركيا وبناء مجموعة من القواعد العسكرية في الجهات الأربع بحيث يكون الجيش التركي في مواجهة خطر الجهات الأربع ويتم توقيع اتفاقية دفاع مشترك بين البلدين.

الجيش التركي جيش جبار عرمرم وهو ثاني أقوى جيش في الناتو ويستطيع مسح إيران من الخارطة ويجب رمي كل البيض السياسي لدى المملكة في جعبة تركيا و إسكات الأصوات السعودية القبيحة ضد تركيا ورئيسها في بعض الصحف والقنوات السعودية.

ويجب أيضا التوقيع مع باكستان فهي قوة نووية لا يستهان بها، ونيجيريا كذلك لديها جيش بري عظيم يستطيع مسح أي مليشيا من الوجود. إذا لم يكن هذا التحرك الآن فمتى؟ وإذا لم يكن نحن من يتحرك فمن سيفعل ؟.
سياسة | المصدر: جريدة الشعب | تاريخ النشر : الخميس 27 اكتوبر 2016
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com