Akhbar Alsabah اخبار الصباح

من هو فتح الله كولن زعيم الكيان الموازي؟

فتح الله كولن فتح الله كولن شخص صوفي عنده فكر معين متقارب مع علمانية الدولة ونموذج عن الإسلام "آلروحاني" فقط، أيد إنقلاب ١٩٨٠ وجماعته وعلى إثر ذلك أطلقت يده في البلد للعمل الاجتماعي والسياسي

- أنشأ جماعة تسمى "الخدمة" تمتلك أهم رؤوس المال في تركيا وتمتلك أهم الجامعات والصحف والمدارس وهو تنظيم "صوفي" يدعم علمانية الدولة برغم "تدينه" الظاهر.

- رأت المراكز الأمريكية المتخصصة في دراسات الإسلام السياسي أن نموذج الخدمة وغولن هو الأفضل من حيث توافقه مع نموذج الدولة الحديثة، كما أنه من الممكن توظيفه لمواجهة الخطاب الديني المتطرف والسياسي.

- في بدايات الحملة على "القاعدة" وبدء حركة الاحتلال الأمريكي لأفغانستان، كانت المخابرات المركزية الأمريكية قد دفعت نحو تقارب بين "غولن" المقرب من الغرب وأمريكا وبين أردوغان الذي كان يمثل وقتها "البديل الإسلامي" وفقا لنموذج "راند" لتصنيف الإسلاميين.

- كان تجاوز أردوغان لمقولات "الإسلام السياسي" التقليدية وانشقاقه عنها، وتقاربه مع غولن وحركته الكبيرة، وعلاقة الأخير بالولايات المتحدة والغرب، وتوجه الغرب لترويج النماذج الديمقراطية "للإسلاميين المتجاوزين للخطاب الأصولي" فرصة كبيرة لتمكينه من الدولة.

- مكن أردوغان وصديقه عبدالله جول لجماعة "غولن" في بنية كل الأجهزة الأمنية، ودخل أردوغان و "غولن" حربا على القيادات العسكرية في الجيش حيث ساعدت المخابرات التركية التي كان يسيطر عليها أتباع "فتح الله كولن" لمحاصرة القيادات العسكرية ومحاكمتها بتهمة محاولة الانقلاب.

- كما مكن أردوغان لجماعة الخدمة وأتباع "فتح الله كولن" من الانتشار الموازي في البعثات الديبلوماسية التركية، حيث تم تسليم مراكز الثقافة التركية التابعة للسفارات التركية في الدول الإسلامية لأتباع حركة الخدمة وأنصار "غولن"

- التحول حدث بعد مواقف أردوغان من الثورة السورية، حيث تمت ترجمة الغضب الأمريكي من السلوك التركي هنالك إلى توتر بين "غولن" وأردوغان" بسبب توجه أردوغان "المغاير للخط الأمريكي" هنالك، والذي استدعى تحركا من قبل جماعة غولن التي تخترق المخابرات والقضاء والجيش بناء على تحالف قديم مع أردوغان كما سلف.

- فتحت النيابات القضائية تحقيقات ضد حلفاء ودائرة أردوغان السياسية واتهامها بالفساد واعتقال بعضهم، واتهام إبن أردوغان بالفساد، بالتوازي مع حملة منظمة من إعلام الجماعة والتي تمتلك أهم وكالة أنباء في تركيا "جيهان" و 6 تلفزيونات محلية وأهم الصحف التركية.

- أردوغان تنبه لأن هذه محاولة انقلاب حقيقي عليه وتقويضه والقبض على دوائره المقربة تحت غطاء النيابة والشرطة والإعلام تمهيدا لخلع مرتقب إما عسكريا أو انتخابيا.. وتحرك على الفور بعد تحقيق موسع وبما يمتلكه من معلومات عن الجماعة وتحالفه القديم معها، ونفذ مجموعة اعتقالات ضربت جذر الجماعة في الدولة، وسميت من يومها "الكيان الموازي"

- استمرت المعركة بينه وبين الجماعة "٣ سنوات" استطاع فيها أردوغان تقليل مخاطر الجماعة وليس استئصالها حيث مازالت تسيطر على مساحاتها في ف المجال العام، إلا أنه طهر قدرا لا بأس به من اختراقها للمخابرات والشرطة والنيابة.

- الإنقلاب الحالي ربما يكون هو الفصل الأخير في المواجهة، حيث أن التوافق الحاصل بين الأتاتوركيين في الجيش وضباط الجماعة، والاتحاد حول خطر أردوغان عليهم والتوافق بين رؤيتهم والرؤية الأمريكية والأوروبية والروسية حول ضرورة وجود تركيا بلا أردوغان لتسريع الحل في سوريا.. كان هو الفرصة المناسبة للانقضاض عليه..

- المحاولة نعم فشلت .. لكن القناعات الدولية والمحلية والعسكرية حول أردوغان والعداوة معه لازالت قائمة، ما يعني أن الانقلاب لن يكون الفصل الأخير في محاولة استئصاله، كما أن أردوغان سيوظف الفرصة هذه للقضاء تماما على أدوات الغرب في تركيا وعلى رأسها جماعة فتح الله كولن والأتاتوركيين بالجيش..
سياسة | المصدر: أنس حسن | تاريخ النشر : السبت 16 يوليو 2016
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com