Akhbar Alsabah اخبار الصباح

فهمى هويدى يكشف ما بعد عشاء نتنياهو

فهمى هويدى قال الكاتب الصحفى المتخصص فى الشأن العربى، فهمى هويدى، فى مقاله المنشور اليوم الأربعاء بصحيفة الشروق، إن زيارة وزير خارجية سلطات الانقلاب إلى تل أبيب لا تبعث على الارتياح، ولا بيان المتحدث باسم الخارجية حول الموضوع يبعث على الاطمئنان، معربًا عن دهشته من تصريح أحمد أبوزيد أن الزيارة "استهدفت توجيه دفعة لعملية السلام، فضلا عن أن التعبير الذي استخدمه عن أن العملية "فلسطينية إسرائيلية" جاء مخيبًا للآمال؛ لأنه أعطى انطباعًا يوحي بأن العرب خرجوا من الموضوع، وأن المشكلة باتت محصورة بين الفلسطينيين والصهاينة فقط".

وأضاف هويدي أن حكاية دفعة عملية السلام يتعذر أخذها على محمل الجد؛ لعدة أسباب جوهرية، موضحًا أن حكومة الثنائي الإرهابي نتنياهو ــ ليبرمان، واعتبرت الأشد تطرفًا في تاريخ الدولة العبرية، ليست معنية بالسلام مع الفلسطينيين، وتوحشها وسعارها الاستيطاني أكبر شاهد على ذلك، كما أن السلطة الفلسطينية في أضعف حالاتها والنظام العربي في أتعس أطواره.

في الوقت الذي لم تجد دولة الاحتلال مبررًا واحدًا لتقديم أي شيء للفلسطينيين، ولا حتى ورقة توت تحفظ ماء الوجه وتستر العورة، من ثم فإن أي مسئول صهيوني يفكر في استرضاء الفلسطينيين بأي صورة في الأجواء الراهنة سوف يتهم على الفور بالحماقة والغباء، خصوصًا أنه في ظل التنسيق الأمني مع السلطة، كما أن حكومة الاحتلال لم تعد تقبل من الشعب الفلسطيني سوى شيء واحد؛ هو الركوع.

وأوضح هويدي "أنه إذا كان الأمر كذلك، فإن حكاية دفعة عملية السلام تصبح غير ذات موضوع؛ الأمر الذي يضفي غموضًا على الزيارة التي استمرت عدة ساعات عاد بعدها سامح شكري إلى القاهرة، كما أن وزيرنا الهمام تابع مع نتنياهو مباراة نهائي يورو 2016 بعد تناول طعام العشاء معه، ولأنني أشك كثيرًا في أن يكون الوزير ذهب لمشاهدة المباراة في تل أبيب فإن أهداف الزيارة ستظل لغزًا بالنسبة لنا على الأقل".

وكشف أن هناك مشروعين للتعامل مع القضية مطروحين فى الساحة السياسية في الوقت الراهن؛ أحدهما تمثل في المبادرة الفرنسية التي قدمت أفكارًا لتحريك المياه الراكدة في العلاقة بين الفلسطينيين والصهاينة، والثاني خرج من مصر ولخصه وزير الخارجية في كلمته أثناء الزيارة حين تحدث عن سلام شامل وعادل بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني (مرة أخرى العرب خارج الموضوع!) ووضع حد نهائي للصراع الطويل. وهي الفكرة التي استدعت إحياء المبادرة العربية التي تبنتها قمة بيروت فى عام 2003، ودعت إلى انسحاب الاحتلال الكامل من الأراضي العربية مقابل التطبيع الشامل مع العالم العربي.

وأشار إلى أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير الذي أصبح أحد مستشاري السياسة العربية (صدق أو لا تصدق) قد سبق وألمح إلى الفكرة، مشيرًا إلى استعداد بعض الدول العربية للتطبيع مع الكيان الصهيوني إذا قبل بالمبادرة العربية بعد إجراء بعض التعديلات عليها، وقد أعلن نتنياهو رفضه للمبادرة لكنه رحب بالانفتاح على العالم العربي.

وقال هويدي: إن الخلاصة أن المشروعين المطروحين حاليًّا أحدهما يتعامل مع العلاقات الفلسطينية الصهيونية، والثاني يفتح ملف التطبيع الصهيوني مع العالم العربي وما عاد سرًّا أن دولة الاحتلال تحفظت على المشروع الأول، في حين لم ترحب فقط بالمشروع الثاني وإنما قطعت أشواطًا مشهودة في التطبيع مع بعض الدول العربية، قائلاً: "الثابت وشبه المعلن أن ذلك المشروع هو الذي يتحرك الآن. يرجح ذلك الاحتمال أن تعامل بعض دول الخليج مع دولة الاحتلال انتقل من السر إلى العلن، كما أن اختيار أمين الجامعة العربية الجديد جاء متوافقًا مع ذلك الاتجاه. يشهد بذلك سجل الرجل الذي يصنف سياسيّا؛ باعتباره صديقًا لدولة الاحتلال (له صورة شهيرة مع تسيبي ليفني حين كانت وزيرة للخارجية قبل العدوان على غزة عام 2008). وخصومته للفلسطينيين عبر عنها تصريحه الذي تحدث فيه عن كسر أرجل من يحاول منهم عبور الحدود عند رفح".
سياسة | المصدر: جريدة الشعب | تاريخ النشر : الأربعاء 13 يوليو 2016
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com