Akhbar Alsabah اخبار الصباح

أهم أسباب تصاعد انتحار المصريين

المصريين يقول الخبراء إن انتحار كل شخص تقابله عشر محاولات لأشخاص آخرين. وكل محاولة يقابلها تفكير عشرة أشخاص في الانتحار، ويغلب القول إن "الكآبة" التي فرضها الانقلاب العسكري على المصريين، هي الدافع الرئيسي لتصاعد وتيرة ظاهرة الانتحار.

وفي الأشهر القليلة الماضية، فشل إعلام الانقلاب إخفاء حقيقة تزايد حوادث الانتحار بين المصريين، خاصة بين الشباب، بدا أن غالبها بسبب صعوبة الظروف الاقتصادية عقب انهيار الجنيه أم الدولار واشتعال الاسعار وانسداد نوافذ الأمل تحت بيادة العسكر.

ومن بين أحدث تلك الحالات شخص يُدعى تامر أحمد الجوهري، والذي كان يعمل مدربا لرياضة كمال الأجسام، وحصل في السابق على بطولات على مستوى الدولة.

في عهد السيسي
وألقى الجوهري بنفسه في القنوات الفرعية في دلتا النيل، شمالي مصر، بسبب أزمة نفسية وخلافات زوجية، حسب ما قالت الشرطة.

وكشفت التنسيقية المصرية للحقوق والحريات -وهي منظمة مستقلة غير حكومية- في تقرير عن تزايد حالات الانتحار في مصر خلال العام الجاري.
انتحار المصريين.. من إنجازات السيسي في عامين

ومنذ مطلع يناير وحتى مطلع أغسطس، وقعت بالفعل 157 حالة انتحار، بخلاف الحالات التي تم إنقاذها، بحسب التقرير الصادر في اليوم العالمي لمكافحة الانتحار الذي يوافق العاشر من سبتمبر.

واللافت أن فئة الشباب ما بين 18 و35 عاما احتلت النصيب الأكبر من هذا الرقم، إذ بلغت 83 حالة بنسبة تقترب من 53 في المئة.

وتزايدت حالات انتخار الشباب في عهد السيسي، بسبب الأزمات النفسية والاقتصادية والقمع الأمني الذي تمر به مصر في عهد الانقلاب العسكري.

وفي عام 2015 وصل عدد المنتحرين 123 حالة، أغلبها كانت حالات انتحار اقتصادية ونفسية فى ظل وضع الانقلاب القائم بالبلاد.

وتفاقمت ظاهرة الانتحار في الآونة الأخيرة في مصر، إثر تزايد الأزمات الاقتصادية والنفسية، والتي أفرزت العديد من الأزمات، بجانب الانتحار، الذي وصلت معدلاته إلى أرقام قياسية، حيث شهد العام الماضي حتى شهر أغسطس، 175 حالة انتحار، بحسب إحصائية للتنسيقية المصرية للحقوق والحريات.

انتحار في الجيش!
حتى جنود السيسي لم يسلموا من ظاهرة الانتحار، فقد أحتفل مجند بالقوات المسلحة المصرية، بعيد الفطر المبارك، علي طريقته، حيث أقدم علي الانتحار بعد أن ضاق ذرعا من الإهانة التي يتلقاها في «كتيبته» التي يخدم بها.

وأفاد شهود عيان أن الشاب محمد ت . ف من مركز القوصية بمحافظة أسيوط، قد لقي مصرعه عقب تناوله لـ«برشام قمح »، وذلك فور وصوله اليوم من خدمته بالجيش، ومطالبته لإهله لتدخل ونقله إلي وحدة أخرى بسبب سوء المعاملة.
بالفيديو.. انتحار أفراد شرطة بسبب ظلم الضباط

وقال الشهود إنه فور وصوله لمنزله لقضاء إجازته الدورية من خدمته بالجيش قام بتهديد أهله بالانتحار إذا لم يتم نقله من وحدته بالجيش ولم تمضي ساعة حتى كان نفذ تهديده، قبل أن يقوم أهله بنقله إلى مستشفى القوصية المركزي جثة هامدة.

الوتيرة تتصاعد
بلغت أكبر نسبة للانتحار منذ الانقلاب العكسري ما يزيد على 16 حالة في شهر سبتمبر عام 2014، بينها 12 حالة وقعت بالفعل ولم يتم إنقاذها، استمرت نفس الوتيرة من الإقبال على الانتحار في ربوع مصر كلها، حيث وقعت 31 حالة انتحار في الفترة منذ بداية أكتوبر وحتى منتصف نوفمبر 2014.

واستمرت الوتيرة في التصاعد، فشملت 118 حالة في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2015، بينها 16 حالة انتحار في شهر يناير 2015 بنسبة 13.56 في المائة، بينها محاولة واحدة فاشلة، و15 تمت بالفعل.

وفي شهر فبراير كانت هناك 17 حالة وقعت بالفعل، ولم يتم إنقاذ أي منها بنسبة 14.41 في المائة، وفي شهر مارس كان عدد الحالات 41 حالة بنسبة 34.75 في المائة، بينها محاولة واحدة فاشلة و40 تمت بالفعل.

اقترب العدد نفسه أيضا في شهر إبريل، فقد استمرت الوتيرة نفسها، حيث شهد 44 حالة 37.29 في المائة بينها 5 محاولات فاشلة، و39 محاولة تمت بالفعل، ما يعني أن أربعة أشهر شهدت 111 حالة انتحار تمت بالفعل بنسبة 94.18 في المائة ولم يتم إنقاذها، بخلاف 7 محاولات تم إنقاذ أصحابها.

وكان الرجال أصحاب العدد الأكبر في حالات الانتحار، حيث بلغ عدد حالات الإناث في الأربعة أشهر 14 حالة فقط بنسبة 11.87 في المائة، بينما بلغ عدد حالات الرجال 104 بنسبة 88.14 في المائة.

وبلغت النسبة الكبرى لحالات الانتحار في شريحة الشباب والمنحصرة في الفئة العمرية ما بين (18 و35 عاماً) حيث بلغت 57 حالة بنسبة 48.31 في المائة، تليها 24 حالة انتحار في شريحة النضوج في العمر ما بين (35 و60 عاماً) بنسبة 20.34 في المائة، تليها 21 حالة مجهولة العمر بنسبة 17.8 في المائة، هذا بخلاف 14 حالة انتحار في شريحة الأطفال والأحداث (ما بين عام وحتى 18 عاماً) بنسبة 11.87 في المائة، كما أن هناك حالتي انتحار في فئة المسنين الأكبر من 60 عاماً بنسبة 1.7 في المائة.
ثمار عسكرة مصر.. انتحار 44 طفلا لأسباب اقتصادية وأسرية ونفسية في

الاكتئاب والانقلاب
تنوعت الأسباب المؤدية للانتحار بحيث شملت الأسباب النفسية والاجتماعية والمادية، وقد جاءت الأسباب الاجتماعية في المرتبة الأولى، حيث بلغت 33 حالة 27.97 في المائة، وتنوعت ما بين خلافات ونزاعات أسرية، ومشكلات تعليم وخوف وفصل من الدراسة، وكذلك شجارات ونزاعات زوجية، ويرتبط الكثير من تلك النزاعات الاجتماعية بسبب آخر؛ وهو الضيق والأزمات المالية، ولكن بشكل غير مباشر.

تلا ذلك في الترتيب أسباب “غير معلومة” وذلك على نحو غير دقيق، حيث بلغت 29 حالة انتحار لأسباب غير واضحة بنسبة 24.6 في المائة، في حين كانت الأسباب المالية المباشرة سبباً في انتحار 25 حالة بنسبة 21.19 في المائة.

وجاء في المرتبة التالية الأسباب النفسية، وهي عادة تعني الاكتئاب والضيق النفسي والغضب العارم، وهو أيضا ما يرتبط بشكل أو بآخر بالشجارات والنزاعات الأسرية وبالأزمات المادية، حيث بلغ العدد في هذا البند 23 حالة بنسبة 19.5 في المائة.

وهناك أسباب أخرى ربما هي غريبة بعض الشيء، تتعلق بالظلم في ظل حكومة الانقلاب والأوضاع السياسية في البلاد، حيث انتحر 8 أفراد لهذا السبب بنسبة 6.78 في المائة، وتنوعت ما بين انتحار 3 سجناء أحدهم في إحدى دور رعاية الأحداث، وكذلك انتحر شخص لرفض المحافظ مقابلته، كما أقدم على الانتحار اثنان من المجندين (أحدهما تم إنقاذه) نتيجة سوء الأوضاع في مؤسسة الخدمة العسكرية أحدهما مجند بالأمن المركزي، والآخر بالقوات المسلحة.

أما عن المدخل المهني، فقد رصد حقوقيون تساويًا بين فئتي العمال والطلاب، حيث بلغ عدد الحالات في كل منهما 21 حالة بنسبة 17.8 في المائة، ما يعني أن فقدان الأمل وعدم الرغبة في مواجهة الصعوبات وكثرة أزمات الحياة ومشكلاتها تساوى فيها طالب العلم مع العامل البسيط الذي ربما لا يكون صاحب أي شهادة من الأساس.

تأتي في المرتبة التالية فئة عمل "أخرى" وقد شملت ربة المنزل، والرجل المتقاعد، وكذلك مجندي الجيش والأمن المركزي مثل المجند بالقوات المسلحة الذي شنق نفسه لرفضه العودة إلى موقعه بالإسماعيلية، والمساجين.

واحتلت القاهرة والجيزة ومحافظات الدلتا النسبة الأكبر في رصد عدد حالات الانتحار، حيث بلغت 63 حالة 53.4 في المائة، تلاها بعد ذلك الصعيد بعدد 31 حالة بنسبة 26.3 في المائة، ثم مدن القناة والوجه البحري حيث بلغت 16 حالة بنسبة 13.56 في المائة، أما فئة "غير معروف" فلم تزد على 8 حالات فقط بنسبة 6.78 في المائة.

من جهة أخرى، يقول الدكتور أحمد عبدالله مدرس الطب النفسي بجامعة الزقازيق "كل أسباب الانتحار موجودة في مصر، فالانتحار هو نوع من أنواع العنف، لكنه موجه ضد النفس، وقد يرجع لأسباب بيولوجية ونفسية واجتماعية، بداية من التلوث مرورا بالضوائق الاقتصادية، ووصولا إلى القمع وكبت الحريات".

ويضيف عبد الله "في الغالب لا توجد حالة انتحار لها سبب واحد، وزاد من تلك الأسباب في الفترة الأخيرة الإحباط الشديد عند الشباب، بسبب ركود الاقتصاد وتعثر الحياة السياسية، وغموض المستقبل وصعوبة الزواج، هذا فضلا عن المشاكل الأسرية والخواء الثقافي والديني".
سياسة | المصدر: الحرية و العدالة | تاريخ النشر : الجمعة 08 يوليو 2016
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com