Akhbar Alsabah اخبار الصباح

لماذا رفض الرئيس مرسي تعيين البرادعي وعمرو موسى؟

البرادعي وعمرو موسى علق الكاتب الصحفي وائل قنديل على بعض الجزئيات الواردة في حوار المهندس أبوالعلا ماضي رئيس حزب الوسط، والذي قال فيها إنهم طرحوا على الرئيس محمد مرسي، الدكتور محمد البرادعي أو عمرو موسى لرئاسة الحكومة لكن الرئيس رفض تعينهما لأسباب تحفظ ماضي على ذكرها.

وقال قنديل -في مقال له على صحيفة "العربي الجديد" اليوم الاثنين-: إنه لا يستطيع منع حرية أحدٍ أن يروي ويحكي ما لديه من شهاداتٍ وأحداث، في الوقت الذي يريد، وبالأسلوب الذي يختار"، مضفيًا: "بما أن المهندس ماضي قد قرّر الحكي، مع بعض التحفظ، فمن الطبيعي أن نتوقف أمام ما يكشف عنه، بالنقاش، لا بالطعن أو التكذيب، أو محاولة الظهور في الأضواء، على أي نحوٍ من الأنحاء".

ولفت قنديل إلى أنه كانت سيناريوهات وتبعات خطيرة لقبول مرسي بهذه الاقتراحات قائلً: "المعنى، هنا، أن المناخ العام كان يقول إن الاسمين المقترحين لرئاسة الحكومة حسما أمرهما، وقطعا الطريق على أي حوار، وعلى ذلك، لم يكن ممكنًا تصور أنهما يوافقان على الطرح، اللهم إلا إذا كان المقصود من طرح اسميهما هو الرفض، والوصول إلى لحظةٍ درامية تجعل رئيس الدولة يقبل بديلاً ثالثاً، أو حلاً وسطاً بعينه وباسمه".

وأضاف قنديل: "غير أنه اعتبارًا لأن الطرف الأساسي في القصة كلها، الرئيس محمد مرسي، يقبع في عتمة السجن، وحيدًا، متفردًا بأنه المسجون الوحيد الذي تحرمه السلطات من زيارة الأهل، وظني الشخصي أنه ليس من المنطقي، بالنسبة لي، أن أسرد روايةً، تخص شخصاً لا يمتلك الحق، أو حتى الفرصة، للرد على فحواها، إلا أن الرد على قصة ترشيح واحد من: محمد البرادعي وعمرو موسى، بديلا لرئيس الحكومة الدكتور هشام قنديل، ورفض الرئيس مرسي هذه الفكرة عليها ملاحظات:

الأولى: أن هذا الطرح كان في ذروة اشتعال الاسمين المذكوريْن بالهمة والنشاط، لدى الدوائر الغربية، نوفمبر 2012، لإحكام الحصار على الرئيس محمد مرسي، بالتزامن مع نشاطٍ لا يقل في الداخل، جهة استدعاء العسكر للتدخل، ويمكن العودة هنا إلى حوار البرادعي مع "ديرشبيغل" الألمانية، والذي تضمن نداء كان نصه "الشباب في مصر يريدون رد فعل واضح من الغرب ضد قرارات مرسي".

وقال إن الأخطر من ذلك، والذي يكشف عنه المهندس ماضي، أن محاولة فرض هذين الاسمين جاءت من واشنطن، وعضدتها برلين، إذ يحكي رئيس حزب الوسط قصة زيارته قصر الاتحادية، "صحبة د.محمد محسوب، وزير الشئون القانونية في ذلك الوقت، واقترحنا عليه اسمين، وهما محمد البرادعي وعمرو موسى، كي يختار من أحدهما رئيسًا للوزراء، فرفض مرسي، بل أخبرني قائلاً: "الرئيس الأمريكي باراك أوباما اتصل بي، وقال لي استفِد بأحد هذين الشخصين معك، ومستعد أكلمهما لك.. وبعدها اتصل بي أيضاً رئيس الخارجية الأمريكي جون كيري، وقال لي استعِن بأحدهما رئيسًا للوزراء. وأيضًا خلال زيارتي ألمانيا، قالت لي المستشارة أنغيلا ميركل عليك الاستعانة بأحد منهما، أي البرادعي وموسى، رئيساً للوزراء".

وأوضح قنديل أن الملاحظة الأهم، وهي "أن رئيس الجمهورية رفض رغبة، أو نصيحة، أو بالأحرى إملاءً أمريكياً ألمانيًّا، بتعيين البرادعي أو عمرو موسى في موقع رئيس الحكومة، وهذا الموقف بحد ذاته يكفي لاحترام هذا الرجل الذي رفض إهانة مقام منصب الرئيس في مصر، أولاً، ورفض إهانةً أشد للبديلين المطروحين، بأن يأتي تعيين أحدهما بإرادة أجنبية، حتى وإن اتخذت شكل النصيحة.. سلام على مرسي في محبسه".
سياسة | المصدر: الحرية و العدالة | تاريخ النشر : الاثنين 06 يونيو 2016
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com