Akhbar Alsabah اخبار الصباح

إعلام السيسي يرقص على دماء الطائرة!

الطائرة يقول الشاعر "تميم البرغوثي" على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، اليوم السبت: "رغم حسن نوايا بعض المشاركين فيها، ولم أكن منهم، ٣٠ يونيو ٢٠١٣ أسوأ ما حصل لمصر منذ الاحتلال البريطاني عام ١٨٨٢".

ورغم اعتراف الجميع بأن 30 يونيو كانت "الحلاوة" أو المياه الصفرا التي ضحك بها العسكر على عقول الكثيرين، فإن "فوبيا شماتة الإخوان" ستظل وهمًا ومرضًا نفسيًّا، يمنع مغادرة المتململين في مقابر 30 يونيو، ويمثل اضطرابًا في تفكيرهم بالعودة إلى مصلحة الوطن، ويتسم باعتقادات خاطئة تجاه جماعة الإخوان المسلمين، أحد أكبر فصائل ثورة 25 يناير ويشوه الحقائق.

وعلاج تلك الفوبيا ليس بالشيء الصعب، ولكنه يحتاج وقتًا وجهدًا كبيرين، يبدأ بمراجعة فناكيش الانقلاب الوهمية والمصائب والكوارث التي لا تنقطع على يديه، إلا أن المشكلة الحقيقية تكمن في أن "فوبيا شماتة الإخوان" يعتقدها مؤيد 30 يونيو صوابًا، ثم يتحول الاعتقاد إلى يقينٍ، لا يساوره شك، وبمرور الوقت، يصبح اليقين فوبيا يستميت مؤيد الانقلاب في الدفاع عنها، وفي النهاية، تتحول تلك الفوبيا إلى عقيدةٍ لا تقبل النقاش!.

أعراض فوبيا شماتة الإخوان

ارتفاع في درجة حرارة تأييد قائد الانقلاب، رغم المصائب والكوارث التي تحل بالبلاد، يصاحب ذلك رشح بذيء على هيئة تدوينات وتويتات ضد معارضي الانقلاب على صفحات التواصل الاجتماعي، ورفض عقل المريض لكل أدوية وعقاقير الواقع والمنطق، وغيبوبة تامة عن كل ما حصدته مصر منذ 30 يونيو.

تلك الأعراض التي ظهرت هذا الأسبوع على لسان أذرع الانقلاب بعد حادث سقوط طائرة مصر للطيران، القادمة من فرنسا، ووفاة 66 ضحية من جنسيات مختلفة من بينهم 35 مصريًّا كانوا على متن الطائرة المنكوبة.


بدايةً أعراض فوبيا شماتة الإخوان روَّج لها قال الكاتب الصحفي "دندراوى الهواري"، رئيس التحرير التنفيذي لجريدة "اليوم السابع"، المؤيد للانقلاب العسكري؛ حيث قال: "إن شماتة جماعة الإخوان في حادث الطائرة المنكوبة أمر متوقع، وإنه سيكون من الغريب ألا يشمتوا"!.

وأضاف "الهواري"- خلال مداخلة هاتفية عبر برنامج" الملف" مع الإعلامي عزمي مجاهد- أن سقوط الطائرة اليوم يعتبر "إسفينا رابعا" يضرب في مصر، مؤكدًا أن المملكة العربية السعودية في المقدمة من الدول الداعمة سياسيًّا واقتصاديًّا، وحاولت إخراج التسجيلات الوهمية وهو "الإسفين الأول".


وأشار الهواري إلى أن الإسفين الثاني جاء بعد تقدم وتطور العلاقات بين مصر وروسيا، وحدث حادث الطائرة الروسية، أما الإسفين الثالث فجاء عندما كانت علاقات مصر بإيطاليا قوية للغاية، فجاء حادث مقتل المواطن الإيطالي جوليو ريجينى.

أمين "تحيا مسر"

أما الأمين العام لما يسمى "ائتلاف دعم صندوق تحيا مصر"، طارق محمود، فقد عبر عن إصابته بفوبيا شماتة الإخوان ، ووصف الجماعة التي تكافح ضد الانقلاب بـ"المارقة التي لا تريد الخير لمصر".

وتساءل "محمود" في تصريحات صحفية:"كيف لجماعة تطلق على نفسها "مسلمين" أن تشمت فى سقوط ضحايا الطائرة المصرية أيًّا كانت جنسياتهم أو دياناتهم؟"، وتجاهل محمود أن الجماعة خرجت بتصريحات فور وقوع الكارثة تعزي فيها عوائل الضحايا، وتطالب بكشف المتورطين في الجريمة التي قد يكون مدبرها هو نفسه من حرق الرويعي والعتبة والغورية والموسكي وبقية محافظات مصر.


إلا أن "محمود" ارتفعت لديه أعراض "فوبيا شماتة الإخوان"، وظل يهذي ويخترف بأن جماعة الإخوان المسلمين: "لا دين لها ولا وطن وأنها على مر تاريخها الدموي كانت أداة لهدم الأوطان"، علمًا بأن عُمر "محمود" وسنوات ميلاده، منذ أن دفعه رحم أمه إلى أحضان السيسي لا يتعدى ربع ما مرت به الجماعة عبر تاريخها.

فنانون وإعلاميون فاشلون

ومن صفوف الفشل الفني شاركت الفنانة المغمورة "نشوى مصطفى"، في الحملة العنيفة ضد جماعة الإخوان المسلمين، وأصابتها أعراض الفوبيا على مواقع التواصل الاجتماعي، ودشنت هاشتاج تحت عنوان "مصر لن تحترق"!.


فيما شنت اللجان الإلكترونية للانقلاب على موقع التدوين المصغر تويتر هاشتاج مسيئًا للإخوان، مهاجمين عبره ما وصفوها بـ"شماتة الإخوان"، متهمين الجماعة وأنصارها ومعهم رافضو الانقلاب العسكري، بأنهم يعمدون إلى استغلال كوارث السيسي للضغط لتحقيق مكاسب سياسية، وأنهم متوهمون أنهم قادرون على العودة للحياة السياسية المصرية.

ودخل الإعلامي المؤيد للانقلاب خيري رمضان، مروجًا ببطاطين الإمارات "القديمة"، على خط فوبيا شماتة الإخوان، وزعم أن هناك من يعمل للقضاء على السياحة مرة أخرى، وتصوير مصر بأنها مهددة وضرب شركة كبيرة كمصر للطيران، التي يوجد بها أحسن طياري العالم، وأن هناك شماتة من نفوس الإخوان السوداء، ويتحدثون عن عمر الطائرة والصيانة، والقلوب السواء تزغرد فرحا فيما حدث"!.

بينما هاجمت الكاتبة الصحفية المؤيدة للانقلاب فريدة الشوباشي جماعة الإخوان على خلفية، حادث اختفاء الطائرة المصرية، القادمة من باريس فجر أمس الخميس، ورغم ذلك خرجت بتصريح مستفز لأهالي الضحايا قالت فيه: "إحنا 90 مليون ولو مات مننا مليون مش هيحصل حاجة...!".

وقالت الصحفية التي يعدها البعض من مخلفات الحقبة الناصرية، في تدوينة على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "بمناسبة شماتة الإخوان وتوابعهم في حادث الطائرة المصرية، قلت مرة للأستاذ هيكل بعد أشهر قليلة من حكم الإخوان، أنا لا أحب الإخوان، لكن عمري ما كنت أتصور يا أستاذ أنهم بهذه الضحالة فوجئت بأستاذنا يقول لي فورًا: ولا أنا".

ويمكن إجمال تلك أعراض فوبيا الإخوان كالتالي:

- يشعر مريض فوبيا "شماتة الإخوان" بأن كل معارض هو إخواني، وكل إخواني هو إرهابي، وكل إرهابي خائن، وكل خائن يجب قتله، فكل معارض يستحق القتل!.

- يهذي المريض بتلك الكلمات "علشان منبقاش زي سورية وليبيا"، حيث يلقي المريض مسؤولية ما حدث في البلدين على الشعب، لرفضه ما يقوم به الجيش، ولكي لا تتحول مصر إلى الوضع نفسه على الشعب أن يقبل بكل ما يفعله الجيش، من دون سؤال ولا نقاش.

- يؤمن مريض "فوبيا الإخوان" بأن ما يقوله السيسي صدق لا كذب فيه، وهذا ما عبر عنه أحد الأتباع، بقوله: "لو السيسي قالي أبوك مش أبوك هصدقه".

- كما يؤمن بأن السيسي هو مبعوث العناية الإلهية ورسول لإنقاذ مصر.

- ويعتقد أن مصر تتعرض لمؤامرة كونية، تشارك فيها كل دول العالم، ولا سبيل إلى النجاة سوى اتباع بيادة العسكر.
سياسة | المصدر: الحرية و العدالة - أسامة حمدان | تاريخ النشر : السبت 21 مايو 2016
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com