Akhbar Alsabah اخبار الصباح

صدقى صبحى يدعو المصريين إلى التوحد!!

صدقى صبحى وجه وزير الدفاع والإنتاج الحربي ورفيق انقلاب العسكر، الفريق صدقي صبحي لأول مرة وبلهجة مختلفة رسالة للشعب المصري، قائلا: "إنني أدعو المصريين جميعا للالتقاء على كلمة سواء تعلي مصالح الوطن فوق المصالح الذاتية وفوق كل اعتبار، لكي نمضي معا بجهد مخلص وصادق نعلي مكانة مصر ونصون عزتها"، ويجدر بالذكر أن حديث "صبحى" لم يكن يوجه إلى فئه معينه كعادة خطابات العسكر، لكنه توجه به لجميع الفئات التي خرجت للعلن فى الجمعة الماضية، وهذا ما ظهر جليًا فى عنواين الصحف الموالية للعسكر منذ مساء امس.

وأضاف -خلال كلمته في الندوة التثقيفية الثانية والعشرين التي نظمتها القوات المسلحة، الخميس، بمناسبة الذكرى الـ34 لتحرير سيناء-: "نحفظ كرامة مصر، ونضحي من أجلها بكل غال ونفيس، نباهي بها وطنا أمنا عريقا مستقرا يسعى شعبه إلى بناء المستقبل الأفضل للأبناء والأحفاد بإرادة حرة لا تعرف الإملاءات أو المغريات، وتفرق بين الحق والباطل والغث والثمين، وتؤكد أن الشعب هو السيد والقائد والمعلم".

لأول مرة يتحدث بتلك الطريقة.. هل يقصد الخروج على "السيسى"؟

وهذه هي المرة الأولى التي يوجه فيها وزير الدفاع ورفيق انقلاب "السيسى" دعوة إلى جموع المصريين من أجل التوحد حول "مصالح الوطن"، وتأتي أهمية وخطورة تلك الدعوة -بحسب مراقبين- إلى أنها موجه للمصريين جميعا، بما فيهم رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، الذي كان من المقرر حضوره وقائع الندوة التثقيفية بمسرح الجلاء، بحسب ما نشرته وسائل إعلام مصرية، إلا أنه لم يحضر، يقال بسبب استقباله فى نفس الوقت محمد بن زايد.

وقال "صبحي": إن "ذكرى تحرير سيناء ستظل في ذاكرة تاريخنا الوطني والقومي رمزا لعظمة الإرادة المصرية وقواتها المسلحة التي ستظل بعطاء رجالها وتضحياتهم دوما درعا قويا للوطن يحمي قدسية أراضيه، وحصنا منيعا للشعب يصون له تاريخه وأمجاده"، لافتا إلى أن الجيش جدير بثقة شعبه بما يقدمه أفراده من عطاء وتضحيات للحفاظ على أمن واستقرار الوطن.

وأشار صدقي صبحي إلى أن "مصر آمنة بإذن الله بقواتها المسلحة التي تتحمل مسؤولية الحفاظ على أمن مصر القومي في الداخل والخارج، ولن تتسامح أو تتهاون مع من يحاول أن يستبيح أرضنا أو ينشر الفوضى على حدودنا، ولن تقبل ابتزازا أو ضغوطا من أحد مهما كان".

واستطرد قائلا:" عهد وقسم بأن يظل رجال القوات المسلحة البواسل محافظين على يمين الولاء والفداء لمصر وشعبها، وأن يسلموا راية الوطن للجيل القادم مرفوعة هاماتها عزيزة صواريها، تخفق بالعزة والكرامة لشعب مصر العظيم والمجد والخلود للوطن".
موقف الجيش من تيران وصنافير

وقال مراقبون إن هناك كلمات وجمل جاءت على لسان "صدقي صبحي" لها الكثير من الدلالات، أهمها أن "الشعب هو السيد والقائد والمعلم"، في إشارة ضمنية لاحتمال الاحتكام إلى الشعب في ظل الخلافات الحادة الراهنة وتأزم المشهد السياسي، و"لا يفرطون في حق من حقوق مصر المشروعة، مهما بلغت التحديات والصعاب"، في إشارة إلى أنها قد تعني رفض الجيش الضمني التنازل عن الجزيرتين.

من جهته، قال الكاتب الصحفي سليم عزوز: "من الواضح أن هناك مشكلة ما تواجه السيسي، ربما تكون مشكلة أمنية؛ لأن الهاجس الأمني هو ما يسيطر عليه، وقد شاهدناه بالأمس في لقاء مع قيادات وزارة الداخلية، وإذا كانت جريدة الشروق قد نشرت أن مصادر أخبرتها بأن السيسي أبدى غضبه لتقاعس الأمن عن التصدي للمتظاهرين يوم 15بريل، وضرورة التصدي لمظاهرات 25 أبريل، فقد نفت الرئاسة ذلك، ما يعني أن هناك أزمة داخلية، وغياب الجيش في مظاهرات جمعة الأرض له مدلول ما".

وأضاف "عزوز" -في تصريحات صحفية حسب موقع "عربي 21"-: "اللافت هو غياب السيسي عن احتفالات القوات المسلحة التي حضرها وزير الدفاع صدقي صبحي، الذي ألقي فيها خطابا يحتوي على التباس ذكّر الناس برسائل الجيش للقوى السياسية قبيل انقلاب 3 يوليو 2013".

واستطرد قائلا:" هذه الاحتفالات هي عن ذكرى كبرى من المناسبات التي لا يغيب عنها عبد الفتاح السيسي في السنوات الماضية، ولا يمكن القول بأن ما منعه كان حضور الضيف الإماراتي الذي كان مساء الخميس".
وتساءل "عزوز": "هل الهاجس الأمني هو ما دفعه للغياب عن المناسبة هذه، أم أن هناك مسافة صارت بينه وبين الجيش في الآونة الأخيرة لم تكن موجودة من قبل؟.. أعتقد أن الأيام القليلة كفيلة بالإجابة عن هذا السؤال"؟

وأشار "عزوز" إلى أن القوات المسلحة المصرية لم يصدر عنها أي تصريح أو بيان يحدد موقفها من قضية التنازل عن الجزيرتين لصالح السعودية، ولم تكن هناك إشارات واضحة تكشف دعم المؤسسة العسكرية لموقف للسيسي فيما يتعلق بالتنازل عن الجزيرتين أو تطورات الأوضاع السياسية الأخيرة.

بدوره، أكد المتحدث الإعلامي باسم حزب الحرية والعدالة أحمد رامي أن هناك كثيرا من الشواهد توحي بأن ثمة خلافا ما منذ فترة بين أجهزة وأجهزة أخرى بالدولة، لافتا إلى أن حديث "صدقي صبحي" مرتبط بما تم نشره في وسائل إعلام أمريكية من أن المجلس العسكري حذر "السيسي" من تداعيات التنازل عن "جزيرتي تيران وصنافير".

ونشر مركز الدراسات الاستراتيجية الأمريكي "ستراتفور" تقريرا حول مشروع الجسر البري بين المملكة العربية السعودية ومصر، كاشفا فيه لأول مرة أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة حذر "السيسي" مسبقا من التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير لصالح السعودية.

وحسب مصادر "ستراتفور"، فان المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية نصح "السيسي" بالامتناع عن نقل السيادة على الجزيرتين للسعودية،؛ وذلك لأن ذلك "سيمس بالشرف الوطني، وسيغضب الرأي العام المصري".

وأضاف "رامي" : "ما أؤكد عليه أن مصر والمنطقة في مرحلة تغيير تاريخي، لن يستطيع أحد الالتفاف عليه أو منعه، وأن الأمور أصبحت مسألة وقت، وأن ما بدأه الشعب منذ كانون الثاني/ يناير 2011 سيستكمله، وسيبلغ منتهاه، خاصة أن منظومة دولة 23 يوليو 1952 (حكم العسكر) انتهت قدرتها على البقاء، وبقاؤها في السلطة خطر داهم على بقاء مصر الدولة".

وتابع قائلا: "إن دماء رفقاء السلاح الذين استشهدوا في تيران وصنافير في 1956 و1967 و1973 تستصرخنا، ليس فقط أن نحافظ على سيادة مصر، بل على كامل ترابها، من أجل امتلاك جيش وطني قوي محترف منصرف لواجبه الذي تعارفت عليه الأمم، فيكون كجيش مصر أكتوبر، وليس جيشا منشغلا بالسياسة، فيجلب علينا ما يشبه نكسة 1967".
سياسة | المصدر: جريدة الشعب | تاريخ النشر : الجمعة 22 إبريل 2016
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com