"كلاكيت تاني مرة"، مذيعة التليفزيون المصري عزة الحناوي تطلق رصاصة تزلزل بنيان "ماسبيرو" وتليفزيون الدولة، القائم على مبدأ "عاش الملك مات الملك"، لا يتحمل صوتاً منتقداً، ويراه خطراً.
في برنامجها "أخبار القاهرة"، على قناة "القاهرة" الإقليمية التابعة للتلفزيون المصري، انتقدت الحناوي، السيسي، واتهمته بتجاهل الفساد الذي يبلع المليارات، في حين يطالب الشعب، بالتبرع بالجنيهات، ويتبرع لأفريقيا بمئة مليون دولار، ويطلب قرضاً بمليار ونصف المليار.
ضيف الحناوي، الكاتب الصحافي المؤيد للنظام أسامة شحاتة، لم يتحمل كلام المذيعة، واتهمها قائلا "انت بتتكلمي عن الرئيس كأنه مش رئيسك"، وعندما تطرق للحديث عن الإرهاب، سألته "أليس الفساد أولى من الإرهاب ومحاسبة الفاسدين بدلا من مصالحتهم بعد سرقتهم لمليارات الجنيهات من قوت المصريين؟"، فحاول الرد عليها، لكنه ارتبك.
ووجهت الحناوي درسا قاسيا لضيفها، عن المعتقلين والتعذيب في سجن العقرب ومحاربة الحقوقيين، وضربت مثلا بالحقوقي نجاد البرعي الذي تم تلفيق قضية له، عقاباً على تقدمه بقانون ضد التعذيب، فما كان من الصحافي الضيف إلا اتهامها بأنها موجهة وعميلة، متهما إياها برؤية السواد فقط، ولا يصح ذلك على تلفزيون الدولة، فردت عليه "هذا تلفزيون الدولة وليس تلفزيون السيسي".
واتهمت الحناوي، النظام بالتعامل مع الشعب بطريقة "الموت التام أو الرحيل التام"، ودعت السيسي للعمل كما يطلب من الشعب، مشبهة خطاب السيسي الأخير بخطاب الزعيم النازي أدولف هتلر، وقالت إن السيسي لم يفلح في حل أي ملف من الملفات التي يتعامل معها.
بالطبع، أثار الكلام زوبعة شديدة على جميع المستويات، إعلاميا وعلى مواقع التواصل، فقرر عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون، تشكيل لجنة للتحقيق في ما قالته المذيعة. وكان من المثير لسخرية المتابعين، حديث المواقع المؤيدة للنظام عن عدم مهنية الحناوي، وكأن هذه المواقع تذكرت أن هناك شيئا اسمه مهنية، كانت لا تراه مع مذيع يعرض ألعاب الفيديو على أنها حرب حقيقية.
كما صبت كل المواقع والصفحات والحسابات المؤيدة للنظام جام غضبها، على المذيعة التي انتقدت "الزعيم الملهم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه"، كما علق ناشطون. ومن ناحية أخرى قامت الصفحات والمواقع والحسابات المعارضة للنظام بنشر فيديو المذيعة، ورأى بعضهم أنها أجرأ مذيعة في مصر، وتخوف بعضهم من كون هذا "فيلما"، من النظام لغرض في نفسه.
فأحمد موسى على قناة "صدى البلد" هاجمها بشدة، قائلاً: "إنت مذيعة مش ناشطة سياسية.. المذيعة دي كانت موقوفة قبل كده وحصل تدخل من الرئاسة بأنها ترجع تاني، لأن الرئيس لا يضيق من النقد على الإطلاق، لكن المعلومات الخاطئة هي التي تُضايق، بيبقوا عارفين الصح بس عايزين يقولوا كلام غلط وخلاص".
ووافقه الفنان شريف منير في مداخلة تليفونية معه، فطالب بمحاكمتها، وقال "اللي مايشوفش إنجازات السيسي يبقى أعمى.. روحي اتعالجي.. إحنا مش ملاحقين من الإعلاميين اللي بيحاولوا يحبطونا، يبقى كمان التلفزيون المصري بتاعنا تطلع على شاشته مذيعة تهاجم، ماينفعش أبدًا".
على الجانب الآخر، وللمرة الثانية تقوم قناة ontv، باستضافتها عقب كل جولة، فنوهت لاستضافتها، اليوم الأربعاء، وكان يوسف الحسيني قد سبق واستضافها في المرة السابقة، وجابر القرموطي أجرى مكالمة هاتفية معها.
في حين دافع عنها الحقوقي هيثم أبو خليل وقال "العبيد المنبطحين مندهشين من جراءة عزة الحناوي ويطالبون برقبتها، تعودوا علي الخنوع والذل والنفاق للعجل، لذلك تزعجهم كلمات النقد". وردت هالة على كلام منير: "المطبلاتية ماسكين عزه الحناوي، سلخ على المساطب بتاعتهم عشان سيدهم السيسي. شريف منير انت تقريبا محدش فاكرك فاحبيت تطلع تقول انا اهو".
وسخر ميزو من هلع النظام: "الأزهر يشكل لجنة لإستتابة عزة الحناوي بعد أن صبأت وجهرت بانتقاد السيسي". وقال كريم "بعد نقدها للسيسي.. ادعوا لأختكم عزة الحناوي فهي تسأل الآن".
سياسة | المصدر: العربي الجديد - أحمد عزب | تاريخ النشر : الأربعاء 09 مارس 2016