عبد الفتاح السيسي لديه كامل الحق في أن يشعر بالقلق من تنامي السخط العام إزاء التجاوزات الشرطية التي كانت من بين العوامل الرئيسية في اندلاع ثورة الـ 25 من يناير 2011 التي أطاحت بالمخلوع حسني مبارك بعد 30 عاما قضاها في السلطة.
بتلك العبارات اختتمت أورلا جورين مراسلة "بي بي سي" في القاهرة تقريرها الذي سلطت فيه الضوء على واقعة مقتل سائق سيارة أجرة على أيدي أمين شرطة يوم الخميس، ما أشعل فتيل الاحتجاجات مجددا ضد ممارسات قوات الأمن في مصر.
فتحت عنوان " السيسي يتعهد بشن حملة ضد انتهاكات الشرطة." أفردت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" تقريرها على نسختها الإلكترونية والتي نسبت فيه للسيسي قوله إن ضباط الشرطة الذين سيثبت إدانتهم في انتهاكات تتعلق بحقوق الإنسان سيواجهون لا محالة عقوبات صارمة بموجب القوانين الجديدة.
وتجيء تصريحات السيسي في أعقاب مسيرة احتجاجية اندلعت شرارتها في القاهرة وتحديدا من مقر مديرية أمن القاهرة إلى مستشفى أحمد ماهر التي تواجدت بها جثة محمد علي الشهير بـ "دربكة."، حسب مصر العربية.
ولقي " دربكة" حتفه بعد إصابته بطلق ناري على أيدي أمين شرطة، وفقا لبيان وزارة الداخلية.
وذكرت روايات أوردتها تقارير صحفية أن أمين شرطة كان يرافق أحد أقاربه لشراء بعض السلع، وعندما كانا الاثنان يقومان بتحميل السلع على السيارة الأجرة، تشاجرا سويا مع السائق.
وتابعت التقارير :"سحب أمين الشرطة سلاحه لإنهاء الشجار لكن طلقة خرجت من المسدس لتستقر في رأس السائق وترديه قتيلا."
حادث مقتل دربكة هو الأحدث في سلسلة القضايا التي يتورط فيها جهاز الشرطة في مصر ويجيء بعد أسبوع من الاحتجاجات التي نظمها آلاف الأطباء على قيام أمناء شرطة بالاعتداء على اثنين من زملائهم بعد رفضهما تزوير السجلات الطبية.
وتجيء الاحتجاجات في الوقت الذي أعلنت فيه السلطات الإيطالية أن تشريح جثة الباحث الإيطالي جيوليو ريجيني، 28 عاما، قد أظهرت آثار تعذيب، من بينها الصعق بالكهرباء.
وكان يجيني قد تم العثور عليه في الـ 3 من فبراير الجاري مقتولا وعلى جثته آثار تعذيب وجروح متعددة بطعنات وحروق سجائر وأثار تعذيب أخرى، وهي ملقاة على قارعة الطريق على مشارف القاهرة بعد 9 أيام من اختفائه عشية الـ 25 من يناير الماضي، حسب مصر العربية.
ويقوم الباحث الإيطالي في مصر منذ سبتمبر الماضي بإجراء أبحاث حول العمال والحقوق العمالية- وهو موضوع غاية في الحساسية بالنظر إلى كون الاضطرابات العمالية واحدة من العوامل الرئيسية في اندلاع ثورة يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك بعد 30 عاما قضاها في الحكم، ولا تزال السلطات المصرية تشعر بالقلق إزاء سخط العمال.
ويؤكد ناشطون أن الإصابات التي تعرض لها ريجيني تحمل بصمات الأمن المصري.
وفي الـ 25 من يناير 2011، خرج الملايين من الشعب المصري إلى شوارع القاهرة والمدن الأخرى في مصر احتجاجا على ممارسات الشرطة في عهد المخلوع حسني مبارك، مما أسفر في النهاية إلى سقوط رأس نظام الأخير بعد 30 عاما قضاها في السلطة.