Akhbar Alsabah اخبار الصباح

تفاصيل ملحمة السيسي "البرلمان – عكاشة – ضفدع الخارجية"

وائل قنديل قال الكاتب الصحفي وائل قنديل، "حينما سئل وزير الخارجية في حكومة الانقلاب ، سامح شكري، في حوار تلفزيوني عن إحساسه، بعد أن خاض معركة حامية الوطيس ضد ميكروفون شبكة الجزيرة الإخبارية، على الأراضي السودانية، فلمعت عيناه بنشوة الانتصار، وأخذ نفساً عميقاً، وقال: الصراحة حسيت براحة".

وأضاف قنديل خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد" اليوم الجمعة، "لا يختلف أداء شكري كثيراً عن أداء "خلف الدهشوري خلف"، ذلك الطالب الصعيدي، مقطوع الصلة بالسياسة، الذي جسده الفنان محمد هنيدي حينما حرق علم الصهينة في فيلمه وأجاب بأنه ارتاح . لكن، ما أوسع الفرق بين طالب شاب اندفع، بفطرته وعفويته، لإشعال النار في علم الاحتلال الإسرائيلي، تأثراً بمشاهد المجازر الصهيونية، ضد أشقائه من الشعب الفلسطيني، ووزير خارجية أكبر دولة عربية، يحتفل بانتصار تافه على ميكروفون فضائية عربية محترمة، تبث من دولةٍ، لا يزال النظام الذي يعبر عنه الوزير يتغذى على ودائعها المليارية في بنوكه".

وتابع قنديل: " يبدو الوزير، وهو يتحدث عن "انتصاره" متقمصاً شخصية ضفدع بشري، من رجال المخابرات المصرية، عائد للتو من عملية بطوليةٍ لإغراق وتدمير الحفار الإسرائيلي على سواحل أبيدجان في عام 1968، قبل أن تستخدمه تل أبيب في التنقيب عن البترول في خليج السويس".

وأضاف "تبدو"المسخرة"، هنا، مفردة شديدة التهذيب، وأنت تطل على المشهد المصري، الحالي، متنقلا من مسخرةٍ إلى أخرى، وأنت تطالع أخباراً من نوعية أن النائب العكاشي يناقش تطوير منظومة التعليم، مع وزير التعليم.. أو تقرأ فصول الصراع بين الفضائيات الخاصة والتلفزيون الرسمي، على امتياز بث جلسات برلمان السيسي، بما يشي بأن الذين صنعوا هذا البرلمان، بتوليفته الحريفة، إنما وضعوا في اعتبارهم أنه ليس فقط مشروعاً للتصفيق والتطبيل والمزايدة على من يخدم السيسي أكثر، وإنما أيضاً مشروع ربحي بامتياز، تنافس عائداته، حصيلة بث مباريات كرة القدم، والعروض السينمائية الجديدة".

وأشار إلى أن برلمان السيسي تحول مجلس أنس ستنافس على إذاعته الفضائيات للتسلية ، مشيرا إلى حالة الرعب والقلق التي تحدث بها، صلاح عيسى، الأمين العام للمجلس الأعلى للصحافة، من البرلمان الجديد، على الصحافة، حيث يقول صلاح عيسى في لقاء تلفزيوني: "نخشى على هذا القانون من مجلس النواب. كنا نأمل أن يصدر قانون الصحافة رئيس الجمهورية قبل انعقاد مجلس النواب".

واختتم مقاله قائلا: " في الماضي القريب، كان المحاربون من أجل الحريات يلجأون إلى البرلمان، لمواجهة تحرش السلطة، رئيساً وحكومة، بالصحافة والإعلام والعمل النقابي، أما الآن فقد صار البرلمان والسلطة شيئاً واحداً، أو بالأحرى أصبح البرلمان وسيلة قمع بيد السلطة، فأين المفر في دولةٍ تكره الحريات وتعادي الحريات، وتحتل المركز الثاني، بعد الصين، في حبس الصحافيين، وتعتمد "التكسير" منهجاً وحيداً للاستمرار في مغامرتها المجنونة في الحكم، حين يعلن عبد الفتاح السيسي، بوضوح، أنه سيمضي وحده على القرارات، لا برلمان ولا حكومة، في الحسبان، وسيكسر كل ما يعترض طريقه".
سياسة | المصدر: الحرية و العدالة | تاريخ النشر : الجمعة 18 ديسمبر 2015
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com