Akhbar Alsabah اخبار الصباح

تشيع مصر في زمن السيسي

التشيع فجّر الشيخ ناصر رضوان، المنسق العام لائتلاف "خير أمة"، مفاجأة من العيار الثقيل، تكمن في أن القارئ محمود الشحات أنور، أحد القراء المشاهير والمعتمدين بإذاعة القرآن الكريم وعضو بنقابة القراء، قام بصحبة القارئ محمد يحيى الشرقاوي بالسفر إلى طهران خلال الأسبوع الماضي، للمشاركة في إحياء حفلات المراجع والحوزات الشيعية، مؤكدًا أنهم ما زالا في إيران حتى الآن.

وبدأت محاولات الشيعة استغلال الحالة السياسية شبه الفوضوية في مصر عقب ثورة يناير ٢٠١١ وكذا استغلال الحالة الاقتصادية المترهلة من أجل وضع بذرة التواجد الشيعي في مصر والتي حرصت إيران على وضعها أيام مبارك, ولكنها لم تجد المناخ المناسب لها كي تنمو لأسباب عديدة أهمها موقف حكومة الدكتور هشام قنديل ووزارة الأوقاف- في ذلك الوقت- ضد أي نشاط للشيعة في مصر ومنها الملاحقة لمن يُعلم عنه أنه على اتصال بإيران.

السيسي يرحب!

وتساءل "رضوان"، المنسق العام لائتلاف "خير أمة"، عن السر وراء سماح الانقلاب باستمرار حملات التشيع دون مواجهة، وقال: "كيف سافر هؤلاء القراء المشاهير إلى طهران؟"، منوهًا بأن سفرهم مخالف لقرارات الأزهر والأوقاف في هذا الصدد، منوهًا بأن هناك تواطؤًا في الحفاظ على العمائم الأزهرية من الزج بها فيما يخدم المذهب الشيعي.

منوهًا بأن القراء يلجؤون للسفر إلى طهران أو العراق، وأن "أغلبهم يتلقى دعوات لإلقاء ندوات بأحد المراكز الإسلامية في العراق أو إيران، لكن يقوم بعد السفر برفع الأذان الشيعي مقابل الأموال، التي تغدق بكثافة من الحوزات والمراجع الشيعية في هذا الصدد، ناهيك عن قيامهم بإلقاء دروس حول المد الشيعي للطلاب هناك، بصفتهم الأزهرية، حتى يكونوا وسيلة قوية لنشر أن المذهب الشيعي منتشر في مصر؛ لدرجة أن قراء ومشايخ أزهرية تتحدث عنه بالإيجاب".

دولارات إيران

وكان الشيعة المصريون أول المرحبين ببيان 3 يوليو والانقلاب ضد الرئيس محمد مرسي وصدر بيان باسم " شيعة مصر" جاء فيه "نحن وراء جيش بلادنا والسلطة الشرعية التي فوضها الشعب المصري في 30 يونيو لحين إجراء الانتخابات" وحرضوا على مواجهة التظاهرات المؤيدة للرئيس مرسي بكل قوة، ثم أعلنوا تفويضهم للسيسي في 26 يوليو ٢٠١٣ للقضاء على الإرهاب المحتمل، على حسب قوله.

وطالب منسق العام لائتلاف "خير أمة" بضرورة التصدي وبقوة لتلك الظاهرة من قبل مكتب شيخ الأزهر مباشرة، وليس بالتعاون مع وزارة الأوقاف، التي تتعمد الضرب بالقرارات عرض الحائط، دون أي مراعاة للمسئولية الدينية خاصة في تلك الفترة الحرجة، منوهًا أن المؤسسات الدينية قامت بمكافأة الشيخ فرج الله الشاذلي، صاحب واقعة رفع الأذان الشيعي والمسجلة بالفيديو، بعدما صدر قرار بمنعه من التلاوة بالجامع الأزهر قاموا بإعطائه فرصة للعمل بالإذاعة والتليفزيون.

من جانبه علق القارئ ياسر عبد الباسط عبد الصمد، نجل الشيخ عبد الباسط، أنه سافر إلى إيران منذ 10 سنوات، لكنه رفض بعد ذلك أن يذهب إليها، وذلك لعدة أسباب؛ في مقدمتها أنهم يقومون بتوجيه الطلب إلى القارئ برفع الأذان الشيعي، مؤكدًا تعرضه للواقعة، عندما كان هناك، لكنه رفض فعل ذلك على الرغم من كثرة الدولارات والذهب، بعدما تحدث مع شخصيات دينية لها في أصول الفقه والعقيدة، وأكدوا له عدم جواز رفع الأذان، منوها أنه يتعين أن يكون سفر القراء بضوابط، لكن لا يمنع على الإطلاق.

"تمرد" الشيعية

وحقق الشيعة في مصر بعد الانقلاب على الرئيس "محمد مرسى" ما لم يحققوه من قبل وكانت أول مكاسبهم حذف المادة (219) من دستور 2012 التي تنص على "مبادئ الشريعة الإسلامية تشمل أدلتها الكلية، وقواعدها الأصولية والفقهية، ومصادرها المعتبرة، في مذاهب أهل السنة والجماعة", والتي وضعت قاعدة دستورية بعدم الاعتراف بأي مذهب يخالف منهج أهل السنة والجماعة.

وجاءت التعديلات الدستورية التي وضعتها لجنة الخمسين التي شكلها نظام عدلي منصور المعين من قبل المجلس العسكري لتفتح الباب أمام الشيعة في مصر للحصول على الاعتراف بهم.

من جهته قال الشيخ محمد الطبلاوي، نقيب القراء، إن النقابة ستقوم باتخاذ جميع الإجراءات القانونية حيال سفر أي قارئ، ينتمي للنقابة إلى طهران، مؤكدًا أن القارئ محمود الشحات أنور، والقارئ محمد يحيى الشرقاوي، لم يقوما بإبلاغ النقابة بأمر سفرهما، الأمر الذس يؤكد بشكل واضح أنهما خالفا القانون، وتعليمات النقابة بالتنسيق مع وزارة الأوقاف، والتي جاءت فحواها بحظر السفر على أي قارئ إلى إيران، إلا بعد الحصول على موافقة رسمية من النقابة، بجواب رسمي، وبعد الحصول أيضًا على موافقة كتابية، من قبل وزارة الأوقاف.

وأضاف الطبلاوي أن النقابة ستقوم خلال الساعات المقبلة بفتح تحقيق موسع مع هؤلاء، منوها أنه قد يصل الأمر إلى حد فصلهم من النقابة، لارتكابهم تلك المخالفات الجسيمة على حد تعبيره، منوها أنه بعد واقعة فرج الله الشاذلي ورفع الأذان الشيعي، ثم قيام عدد من مشاهير القراء بالسفر، قامت النقابة ووزارة الأوقاف بعد تلك الأزمة خلال الشهور الماضية باتخاذ لفيف من الإجراءات، لمنع استغلال العمائم الأزهرية في رفع الأذان الشيعي، وخدمة التيار الشيعي على حساب السني، خاصة أن أغلب من يسافر من القراء إلى إيران والعراق يقومون برفع الأذان الشيعي مقابل الدولارات والأموال.

وبدأت إيران في اللعب بورقة "الطابور الخامس"من المتشيعين المصريين لاختراق النظام المصري واستخدام بعض الساسة مثل " حمدين صباحي وبعض الإعلاميين مثل إبراهيم عيسى في تحسين صورة إيران لدى الشعب المصري.

وبعد الانقلاب على الرئيس "محمد مرسى" اعترف الشيعة المصريون على صفحتهم الرسمية على الفيس بوك "مصر الفاطمية" والتي جاء فيها: "الحمد لله لقد كنا نحن المصريين الشيعة من أهم من دعموا وساعدوا حملة تمرد (التي قادها الشاب الشيعي محمود بدر بتمويل من الكنيسة والخارج) لإسقاط مرسي".

وتابعت الصفحة الشيعية:"هذه معلومة احتفظنا بها لأنفسنا لمنع أي تشويش على نجاح الحملة لدرجة أن المقر الرئيسي لحملة (تمرد) منذ ولادة فكرة الحملة كان هو مقرئًا مركز مصر الفاطمية للدراسات وحقوق الإنسان, وقد انطلقت الحملة من داخل المركز".

وأضافت: "قدّمنا لهم المقر يعملون فيه كما شاءوا وقد كان هذا للعلم أحد أسباب قيام نظام الإخوان المجرم باغتيال شيخنا "الشهيد" حسن شحاتة قبل سقوطه بأيام في محاولة لتخويفنا والانتقام منا.. هذا سر من أسرار حملة تمرد انتوينا أن نحتفظ به سرا حتى سقوط نظام الإرهاب والتطرف الطائفي المجرم وها هو قد سقط فقرّرنا أن نعلنه ونشارك الجميع فيه".
سياسة | المصدر: الحرية و العدالة - أسامة حمدان | تاريخ النشر : الخميس 10 ديسمبر 2015
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com