Akhbar Alsabah اخبار الصباح

سياسة الضرب في "المليان".. والضرب على "القفا"!

الضرب على القفا بعد ثورة 25 يناير التي كانت بمثابة "بوابة الخير" على وجه كثير من الصحفيين الذين لم يجدوا فرصة حقيقية للدخول إلى عالم الشهرة، وجمع المال إلا من خلالها بعد أن استقطبتهم فضائيات رجال الأعمال لتوظيفهم بما يتناسب مع طبيعة الحفاظ على هويتهم كأذرع سياسية لكسب ود النظام من خلال تغطيات إعلامية على مدار الساعة، بالإضافة إلى توجيههم كأبواق لجلد المعارضة، والتحريض المستمر على توجيه أصابع الإتهام إلى فصائل بعينها لإقصائها عن المشهد السياسي.

هذا ما أصاب المجتمع في مقتل بعد أن أصبحت جميع فضائيات رجال الأعمال أمثال ساويرس والأمين والبدوي وغيرهم تنهل من معون ومصدر واحد لتصب في عقل المشاهد بأفكار لم تخدم القاعدة العريضة من المجتمع ولم تعمل على حل أو طرح المشاكل اليومية أو تسليط الضوء على السلبيات التي تواجه "حزب الكنبة" ولكن كان الهدف الموحد هو "السب واللعن" في الأحزاب الدينية ليل نهار والمطالبة بحلها والتحريض على مقاضاتها بهدف القضاء عليها، ولم تفلح الابتسامات العريضة الصفراء من "المخيون" ولا سياسة مسح الجوخ من "البرهامي" في كسب الرضا السامي.

لذلك لم يجد المواطن المسكين وسيلة للتعبير عن موجة الغلاء الفاحش، ورفع الدعم عن جميع الخدمات والحقوق المنهوبة التي تجاهلها إعلام "البيزنس" غير التظاهر والمسيرات التي حققت له قسط كبير من ثورة يناير، ومن هنا سخرت فضائيات "القطط السُمان" عشرات الصحفيين المجندين لديها لإجهاض أي محاولة للتعبير عن الرأي بل وطالبت الحكومة بضرورة اتخاذ إجراءات مشددة ضدها، واستخدام سياسة الضرب في "المليان" ولو سقط قتلى فهم في نظر رجال الأعمال مجرد ضحايا للتمرد، وربما لصقت بهم تهم الإرهاب أو التحريض على الفوضى، فهل كتب علينا إعلام "رجال الأعمال" أن يُخرص صوت الشعب، وأن نسمع لهم ما ينشدون علينا من إغراق الأسواق المصرية بعسل مصفى وأنهار من اللبن؟

بسبب هذا "الكبت" كان على الجانب الآخر من ينتظر أو يتحين الفرصة المناسبة ليرد على مذيعي الفضائيات برسالة لتوصيلها إلى "السادة المحترمون" عن طريق سياسة الضرب على "القفا"، وربما كانت هذه الرسالة من النوع الساخن جدًا، والتي ربما تحدث "تسلخات" مع أصحاب البشرة "الناعمة" وهذا ما شاهدناه على شاشات الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي، وكم من الآف التغريدات الساخرة والمضحكة المبكية أحياناً التي صاحبت رسائل الضرب على "القفا" أو "الشلوت الملواني"، وأنا شخصيا لا أميل إلى مثل هذه السياسات حتى لا تتحول المشكلة إلى فيلم "عنتر ولبلب 2015"، ولكن يجب أن تصل الرسالة إلى المسؤولين، لتغيير سياسة وخريطة القنوات.

أما الرسالة الشخصية التي أوجهها من هذا المنبر فهي مناشدة لكل إعلامي نال قسطا من الضرب على "القفا" أن يتخلى عن عقد عمله "المُغري" في القناة وأن ينضم إلى صفوف المحررين في جريدته حيث دفئ المشاعر والأحاسيس أما دفئ "القفا" فلا يبرد أبدً، وعاره سيظل يلاحق الصحفي طوال تاريخه، ولا داعي للمكابرة وتبرير الحدث الذي يعلم الجميع أن مجمله باختصار يحكي عن قصة "ذل وإهانة وإصغار".
سياسة | المصدر: كلمتي - عادل الحلبي | تاريخ النشر : الخميس 01 اكتوبر 2015
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com