
صدق أو لا تصدق.. في بقعة ما على ظهر هذا الكوكب ،في القرن الواحد والعشرين ، في إحدى دول العالم ، ارتأت الحكومة بها أن الحل الوحيد للتخلص من الأدخنة الملوثة والناتجة عن حرق أكوام القمامة ..المسماة ب"السحابة السوداء" : هو وضع حرس ، تعينهم الحكومة ،يقف كل واحد منهم فوق أحد أكوام الزبالة... يحرسها ،ويمنع الناس من حرقها ، ويسارع بالإبلاغ عن الحريق في حالة حدوثه !!
قد يبدو الأمر نوع من الهذيان ، أو نكتة سمجة أطلقها بعض الظرفاء ، سوى أنها حقيقة وواقع ،
فذلك الإقتراح العجيب، والفكرة المجنونة هو تصريح رسمي أدلى به الوزير المصري، "خالد فهمي" الوزير صاحب أغرب تعليق على حادث غرق صندل محمل بالفوسفات في مياه النيل حيث قال : «إن بعض الدول المتقدمة تلقي بالفوسفات في المياه لفوائده»
وزير البيئة في حكومة تسيير الأعمال التي عينها قائد الإنقلاب العسكري "عبد الفتاح السيسي".
لا عجب إذن ، حكومة إنقلاب عسكري ، عينها جنرال -لقبته الصحافة الأوروبية بالجنرال الأخرق- ، يحكمون دولة كانت مهد أول حضارة عرفتها البشرية ..فتتحول بفعل مهازل يومية ومساخر لا تنتهي ، لدولة الجنون المطلق،
صارت مصر على أيديهم أضحوكة للعالم ، كما تنبأ بها ، السياسي البارز ،و الشيخ القدير "حازم صلاح أبو إسماعيل".
●تناولت صحف الإنقلاب العسكري الخميس 17 سبتمبر خبرا مفاده : أن الدكتور "خالد فهمى" وزير البيئة فى حكومة تسيير الأعمال، أعلن أن وزارته قامت ولأول مرة بتعيين أشخاص كحراس على أكوام القمامة للإبلاغ عن حرائق تشتعل بها .
وأضاف فهمى فى تصريحات صحفية أنه حال حدوث الحريق تقوم الوزارة بإبلاغ المحافظة، ثم تقوم المحافظة بتحريك معداتها من لوادر وسيارات إطفاء وغيرها للسيطرة على أى حريق، موضحا أن هذا الإجراء هو ما رأته الوزارة حلا للحد من التلوث ومنع ظهور السحابة السوداء!!
●بدلا من التخلص منها أو إعادة تدويرها ..الإبقاء عليها وحراستها
لم تفكر الحكومة في رفع اكوام الزبالة والتخلص منها ، كما لم تفكر مثلا في إعادة تدويرها أو الاستفادة بمخلفاتها ، بل وجدت الحل العبقري في الإبقاء على الزبالة مع تعيين حرس عليها يقومون بإبلاغ الوزارة في حالة نشوب حريق ، لتبلغ الوزارة بدورها أجهزة المحافظة ، لتبلغ المحافظة بدورها شرطة المطافىء ، فيذهبون لإطفائ الحريق!!
حل لا يمكن أن يتفتق عن ذهن إنسان يتمتع بقواه العقلية ، فضلا عن كونه وزيرا للبيئة في حكومة تخدم 90 مليون مواطن.
●حل عجيب ،أثار موجة من السخرية على مواقع التواصل ،وتساؤلات عن كيفية التنفيذ
حرس يقبضون رواتب تدفعها الحكومة فقط من أجل الحفاظ على الزبالة والإبقاء عليها، أليس أولى بتلك الأموال أن ننفقها على التخلص من الزبالة أو إعادة تدويرها ..تساءل البعض
هل تعتز الحكومة الإنقلابية بأكوام الزبالة للحد الذي يدفعها لتعيين حرس لها .. فمتى يجعلون منها مزارا سياحيا إذن..تساءل آخرون!!
وفي الوقت الذي استنكر فيه الغالبية القرار تساءل بعضهم عن آلية تنفيذه ، فعلقوا قائلين : كيف يمكن حراسة الزبالة، هل سيجلس الحارس بجانبها أم فوقها؟!
هل سيقف في الشارع تحت لهيب الشمس وفي برد الليل ،أم سيتم بناء أكشاك يجلسون بداخلها؟!
وهل هذا العمل آدميا يحترم البشر ويحافظ على حياتهم ،أم يستهتر بحياة المواطنين ويستغل حاجتهم للمال ليقدم عملا مسموما ، يصيبهم بالأمراض والاوبئة جراء إستنشاق الأبخرة والروائح الكريهة المتصاعدة من أكوام القمامة؟!
ويبقى السؤال الأهم :
هل يمكن في القرن الواحد والعشرين ..في دولة بحجم مصر ..أن تصبح الزبالة هي مشكلة المشاكل ،والمعضلة الأذلية ، التي فشلت أمامها عشرات الحكومات و كافة الانظمة ،
لتأت في الأخير.. حكومة إنقلاب جنوني.. ترى الحل في أكوام الزبالة : هو الحفاظ عليها ، وحراستها؟!!