كتب محمود سلطان مقالا بصحيفة المصريون يتسائل فيه عن تكلفة سفر الفنانين المصاحبين للسيسي إلى ألمانيا....وقال أنه من بين الذين حظوا بصحبة السيسي، إعلاميون يتقاضون الملايين أيضًا، من ملاك الفضائيات.. يعني: الفنانون والإعلاميون المسافرون مع السفاح، كلهم ممن تنتفخ جيوبهم وحساباتهم البنكية بكل أنواع أوراق البنكنوت.. لا يوجد منهم فقير.. بل من زمرة الأغنياء والمترفين
وأضاف "ما أعرفه أن مؤسسة العسكر لا تملك اقتصادها المستقل، يعني لا تنتج ما تنفقه.. وإنما تنفق من أموال دافعي الضرائب من فقراء المصريين الغلابة، الذين تستضعفهم الدولة وتتفنن في ابتداع طرق لـ«تنفيض»
وإليكم نص المقال
نشرت صحف أن السيسي يواجه الإخوان في ألمانيا بـ«قوى مصر الناعمة»!.. وعندما عدت إلى التفاصيل، وجدت أن قوى مصر الناعمة، محصورة في 13 فنانًا وفنانة وعدد من الإعلاميين المقربين من مؤسسات القوة.. سيصطحبهم معه في رحلته إلى ألمانيا. الأسماء التي وردت كلها من أصحاب الأجور المليونية، بل أن بعضهم يشترط حصوله على 100 ألف جنيه، كحد أدنى، لظهوره في أي برنامج «توك شو» ترفيهي على الفضائيات لمدة لا تتجاوز 30 دقيقة، يعني بأكثر من 3000 جنيه في الدقيقة الواحدة. ومن الثابت أنه زاد الطلب عليهم، بعد 30 يونيو/حزيران 2013، حيث يفضل الإعلاميون وأصحاب الفضائيات تقديم برامج للفرفشة، بدلاً من البرامج السياسية، التي باتت مغامرة خطرة، إذا خرجت عن اللحن الجماعي والمقرر اليومي والمحصور في تقديس السلطة وتقبيح الإخوان. من بين الذين حظوا بصحبة السيسي، إعلاميون يتقاضون الملايين أيضًا، من ملاك الفضائيات.. يعني: الفنانون والإعلاميون المسافرون مع الرئيس، كلهم ممن تنتفخ جيوبهم وحساباتهم البنكية بكل أنواع أوراق البنكنوت.. لا يوجد منهم فقير.. بل من زمرة الأغنياء والمترفين.. وكلهم يدعون أن حبهم للسيسي «حب إلهي» أنزله الله عليهم كما أنزل سكينته على رسوله وعلى المؤمنين يوم «الحديبية». وانطلاقًا من هذه المنحة الإلهية.. وهذا القبس من العشق المقدس.. الذي إذا أنفقوا ما في الأرض جميعًا ومثله معه ما نالهم حظ من لذته وجماله وحلاوته.. انطلاقًا من هذه النعمة ـ وكفى بها نعمة ـ نسأل سؤالاً بريئًا: من تكفل بفاتورة سفرهم وإقامتهم وتسوقهم ونزهتهم في ألمانيا؟ هل على نفقتهم الخاصة من أجل مصر وفداءً لرئيسهم المفدى والمحبوب.. أم على نفقة رئاسة الجمهورية؟ سؤال مشروع.. وأعتقد أنه من الشفافية أن يعرف الشعب المصري، من سيتحمل نفقات «قوى مصر الناعمة» التي سافرت للتصدي لأعداء السيسي في ألمانيا؟ وما أعرفه أن مؤسسة الرئاسة، مؤسسة خدمية، لا تملك اقتصادها المستقل، يعني لا تنتج ما تنفقه.. وإنما تنفق من أموال دافعي الضرائب من فقراء المصريين الغلابة، الذين تستضعفهم الدولة وتتفنن في ابتداع طرق لـ«تنفيض» جيوبهم كل يوم.. بل كل ساعة. وإذا كان من حق الشعب أن يسأل رئيسه، عن نفقات من اصطحبهم معه، فإن على مؤسسة الرئاسة أن تقدم القدوة في الشفافية ومكافحة الفساد.. وأن يكون من بين تقاليدها، أن تعلن ـ في كل مرة ـ عن الجهة التي تتحمل فاتورة الأجواء الاحتفالية التي تصاحب السيسي في زياراته الخارجية».