السعودية تعيش هواجس اغتيال الملك سلمان

قبل أن يصل الملك سلمان إلي كرسي الحكم كانت هناك معارك وترتيبات عاصفة بداخل الأسرة الملكية الحاكمة بين عدة جهات تابعة للملك عبد الله ومناوئة له، ومن المعلوم أن أمريكا قد كثفت زياراتها للقصر الملكي إبان مرض الملك عبد الله لرأب الصدع وترتيب الأوضاع خشية الثورة العائلية وانهيار النظام الملكي ذاته داخل السعودية، وكانت الخلافات تشتعل بين أنصار مقرن من جهة لمحاولة تصعيده وخلافة عبد الله؛ وبين أنصار سلمان الذين أصروا علي أحقية ولي العهد الأول سلمان بالمنصب؛ وهددوا بأن أي تدخل خارجي يفرض غير ذلك فلن يواجه بالصمت.

وبعد جلوس سلمان علي العرش؛ وهو يفاجيء الجميع بأحداث وقرارات خارجية وداخلية تعلن انتهاء عصر الركود الملكي، واعتبار المملكة بنكا متنقلا للآخرين، وسياسة التبعية الكاملة للسلطان الأمريكي الذي كرس له عبد الله، وقد اعتبر الكثيرون داخل المملكة أن ما يقوم به سلمان هو ثورة حقيقية ضد أنظمة الحكم الملكية الغابرة؛ معتبرين سلمان مجددا لأيام وعصر الملك فيصل الملك الذي استحوذ علي حب واحترام الأمة حينما قرر منع البترول السعودي عن الغرب أثناء حرب أكتوبر 73، وحينما هدده كيسنجر بسبب ذلك القرار قال له فيصل نستطيع العيش في خيام في الصحراء إشارة إلي أنه لن يرضخ لأي تهديد للعودة عن قراره.
ومع استعادة السعودية لأجواء التواجد السعودي المصحوب بإعلاء قيمة الكرامة العربية؛ كما يرون بأن سلمان يستعيدها بقوة فهم في ذات الوقت يشعرون مثلما يشعر غيرهم في الأقطار العربية بأن أي أعمال إصلاحية ولو حتي من داخل أي نظام حكم عربي تكون عادة مصحوبة بتكاثر أعداد الأعداء لهذا الإصلاحي وليس علي العكس، ولا شك أن أعداء سلمان قد زادوا بداخل الأسرة الحاكمة بعد قراراته التي لم ترضي الكثيرين سواء داخل الأسرة المالكة أو أتباعهم خارجها، وكذلك الجهات الخارجية الأخري التي صنعت لها حلفاء داخل الأسرة الحاكمة علي اعتبار أنهم حكام المستقبل والجيل الثاني الذي سيتولي زمام الأمور.

ولا شك أن كثيرين بداخل المملكة وخارجها يعيشون أجواء خوف وهواجس من احتمالية أن يعمل الأعداء علي اغتيال الملك بعد كثرة أعدائه سواء بالداخل أو بالخارج، بعد أن أصبحت السعودية محط أنظار العالم في الوقت الحالي بصورة غير مسبوقة، وهذا الخوف وتلك الهواجس لها ما يبررها بالتأكيد؛ لا سيما أن سلمان يخوض حربا أنتجت له أعداء جدد إلي جانب أعدائه القريبين من القصر، فقد دخلت يمن الحوثيين وكذلك إيران علي خط الأعداء العلنيين إلي جانب أعداء سريين آخرين.