Akhbar Alsabah اخبار الصباح

أبرز المشاكل التي تواجه مرسى فى دائرة علاقاته العربية

محمد مرسى مرت العلاقات المصرية العربية بمراحل صعبة خلال عهد النظام السابق وتراجع دور مصر العربى بسبب إصرار النظام السابق على الاستمرارية فى تبعية مصر لإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية واللتين كانتا تحرصان دائمًا على اتباع سياسة فرق تسد بين مصر والدول العربية وضاعت القضية الفلسطينية وضاع معها حلم الفلسطينيين فى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

وما إن انطلق قطار الربيع العربى فى العديد من الدول العربية وتساقطت النظم الإستبدادية واحدة تلو الأخر حتى تجددت الآمال العربية فى الوحدة فى مواجهة العدو الصهيونى.

وبما أن مصر كانت ولا تزال هى زعيمة الأمة العربية فإن إنطلاقها نحو القيادة العربية بعد ثورة يناير قد بعث الأمل من جديد بعودة مصر الرائدة إلى دورها العربى، خصوصًا مع تولى الرئيس محمد مرسى لمقاليد السلطة فى مصر، والذى يمثل رمزًا للثورة المصرية مما بعث روح التفاؤل لدى العرب بعودة مصر لدورها الريادى فى المنطقة العربية وإصلاح العلاقات المتدهورة مع بعض الدول العربية التى تسبب فيها النظام السابق.

وقد أكد خبراء العلاقات الدولية أن العلاقات المصرية العربية فى ظل قيادة الرئيس مرسى لمصر ستشهد تطورًا كبيرًا فى وحدة الصف العربى، وعودة مصر إلى الحضن العربى وبيت العروبة مرة أخرى، خاصة مع وعود الرئيس مرسى بأن مصر لن تتدخل فى شئون أى دولة عربية.

وفى إطار ذلك استطلعت "المصريون" آراء الخبراء الدوليين فى مستقبل العلاقات المصرية العربية فى ظل قيادة الرئيس محمد مرسى لمصر، وكيفية التغلب على المعوقات التى تعوق الوحدة العربية وكيفية عودة مصر لدورها الريادى فى المنطقة العربية.

د. جمال بيومي: الرئيس مرسي أرسل رسائل طمأنة للعرب وعلاقة مصر بالدول العربية ستكون ممتازة فى عهده.

في البداية أكد الدكتور جمال بيومى - مساعد وزير الخارجية للشئون العربية سابقًا- أن الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية سيدير الملف الخاص بعلاقة مصر بالدول العربية على أفضل ما يكون لأنه بالطبع علاقة مصر بالعرب جيدة جدًا، والدول العربية جميعها تنتظر عودة مصر إلى دورها الريادى فى المنطقة العربية.

وأشار بيومى إلى أن الرئيس مرسى قد أرسل رسائل طمأنة للدول العربية فى خطابه التاريخى، حيث أوضح أنه لا يمكن لمصر التدخل فى شئون أى دولة عربية، وأن مصر ليست دولة لتصدير الثورات كما هو الحال فى إيران.

وأضاف مساعد وزير الخارجية السابق أنه لابد من تحسين الأوضاع الداخلية لمصر حتى نتمتع بسياسة خارجية مستقلة، لافتًا النظر إلى أن العلاقات الخارجية لمصر ستكون انعكاسًا لأوضاعها الداخلية.

وأوضح بيومى أن برنامج الرئيس مرسى الانتخابى أكد فيه جذب الاستثمارات الخارجية خاصة العربية لدفع عجلة الاقتصاد المصرى إلى الأمام.

وطالب بيومى القيادة السياسية فى مصر وعلى رأسها الرئيس مرسى بتوخى الحذر من الملف الإيرانى وعدم اقتحام هذا الملف من جانب الخارجية المصرية إلا بعد حدوث توافق عربى عليه، نظرًا لدور إيران المؤثر فى سوريا وفى لبنان وفى بعض دول الخليج حتى لا تقع مصر فى أزمات سياسية مع دول الخليج، خاصة الدول الخليجية القريبة من إيران مثل الإمارات العربية والبحرين والسعودية.

وشدد بيومى على أن الدول العربية تعشق مصر وترغب فى عودتها سريعًا إلى الحضن العربى فى ظل قيادة الرئيس مرسى الذى أثبت فى خطاباته التاريخية أن مصر قلب العروبة، وأن علاقتها بجيرانها العرب ستكون أكثر من ممتازة وهو ما سيلقى بظلال جيدة للغاية على العلاقات المصرية العربية فى عهد الرئيس محمد مرسى.

وأوضح بيومي أنه يجب على الخارجية المصرية إدارة الملف العربي بحرفية كبيرة لأنه ليست من مصلحة مصر خسارة أي دولة عربية خاصة المملكة العربية السعودية والكويت والتى يوجد بهما الملايين من العاملين المصريين.

د. محمود أبو العنين: الدائرة العربية تتضمن العديد من التحديات التي ستواجه القيادة المصرية الجديدة

على سياق آخر، أكد الدكتور محمود أبو العنين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن العلاقات المصرية العربية في عهد الرئيس محمد مرسي هي دائرة الاهتمام الأساسية لعلاقة مصر بالدول الخارجية وأن الدائرة العربية احتلت مساحة واسعة في خطاب الرئيس مرسي.

وأشار أبو العنين إلى أن هناك العديد من التحديات التي ستواجه الرئيس المصرى في علاقة مصر بالدول العربية مثل تطبيق السوق العربية المشتركة وبدء العمل بها بعد سنوات من تجميدها، وتفعيل معاهدة الدفاع العربي المشترك، لافتا النظر إلى أن العمل العربي المشترك ضعيف ويحتاج إلى مزيد من التطوير .

وأوضح أبو العنين أن القضية الفلسطينية قد أهملت لفترة طويلة وعلى الرئيس مرسى العمل على إعادة الحقوق الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية وتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية.

ونوه أستاذ العلوم السياسية بأن دول الربيع العربي مثل ليبيا وتونس واليمن وسوريا تحتاج من مصر المزيد من الجهود والوقوف بجانب هذه الدول، وعلى الرئيس مرسي أن يأخذ ذلك في الاعتبار، إضافة إلى أن الوضع الأمني في اليمن والصومال خطير جدا، وهذا بالطبع يؤثر فى الأمن القومي العربي والمصري أيضا، بالإضافة إلى أن الوضع فى السودان يحتاج إلى جهود كبيرة للغاية ويجب على الرئيس مرسى أن يضع كل هذه الاحتمالات عند رسم السياسة الخارجية لمصر تجاه الدول العربية.

د. محمد عبد السلام: السياسة الخارجية المصرية تجاه الدول العربية ستأخذ مزيدًا من الوقت وسيكون هناك فترات لجس النبض والاختبارات المتبادلة بين مصر والعرب

من زاوية أخرى، أكد الدكتور محمد عبد السلام، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن خطابات الرئيس محمد مرسي تثبت أن لديه توجهًا عربيًا كبيرًا وأنه التوجه الأول بالنسبة له على مستوى علاقاته الخارجية.

وأوضح عبد السلام أن الرئيس مرسي قد أزال بخطاباته التوتر عند بعض الدولة الخليجية من عدم تدخل مصر في شئون أي دولة سواء كانت عربية أو أجنبية، وهو بالطبع سيسبب ارتياحًا كبيرًا للدول العربية، وستدفع بالعلاقات المصرية العربية إلى مزيد من التقدم للأمام.

وأضاف الخبير بمركز الأهرام أن السياسة الخارجية المصرية تجاه الدول العربية ستأخذ مزيدًا من الوقت وخلال هذا الوقت سيكون هناك ما يسمى بفترات جس النبض والاختبارات المتبادلة بين مصر والدول العربية.

وأشار عبد السلام إلى أن مصر أصبحت الآن أكثر استقرارًا بعد انتخاب الرئيس مرسى قائدًا لها فأصبح لمصر الثورة قيادة ثورية وهذا بدوره قد دفع بالبورصة إلى التقدم وسيجذب المزيد من الاستثمارات العربية لمصر.

ونوه عبد السلام بأنه ينبغى على القيادة المصرية دعم الثورة السورية والوقوف بجانبها حتى تنتصر، والانتظار قليلاً فى علاقات مصر الخارجية في دول ليبيا والأردن واليمن حتى تظهر حكومات قوية وأوضاع مستقرة لبناء سياسة خارجية قوية مع هذه الدول العربية.

د. نورهان الشيخ: علاقات مصر مع دول الربيع العربى تحكمها الضبابية نظرًا لعدم استقرار هذه الدول حتى الآن

من منطلق آخر، أكدت الدكتورة نورهان الشيخ أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة أنه من واقع البرنامج الانتخابي للرئيس مرسى أنه أعطى أولوية قصوى للدول العربية فى ملف تعاملات مصر الخارجية، وأنه ستسير السياسة الخارجية المصرية تجاه الدول العربية على النحو الطبيعى الذى اعتادت عليه قبل الثورة.

وهو النحو الجيد وربما ستتحسن علاقة مصر ببعض الدول العربية مثل قطر والتى تدهورت علاقة مصر بها خلال الفترة الأخيرة من عهد النظام السابق.

وأضافت أستاذة العلوم السياسية أن علاقات مصر مع دول الربيع العربي تحكمها الضبابية نظرًا لعدم استقرار هذه الدول حتى الآن وتأكيدات الرئيس مرسى بأن مصر لن تتدخل فى شئون أي دولة.

وأشارت "الشيخ" إلى أنه لن يكون هناك نقلة نوعية في العلاقات المصرية الإيرانية؛ لأن هذا ملف شائك ولن يكون هناك اتفاق بين المذهب السنى الذى تتبناه مصر والدول العربية والمذهب الشيعى الإيراني.

وشددت "الشيخ" على أن هذا ليس معناه بأنه سيكون هناك قطع للعلاقات الدبلوماسية مع إيران ولكن ستكون هناك علاقات دبلوماسية مصرية إيرانية فى شكل محدود للغاية وضيق إلى حد ما.
سياسة | المصدر: المصريون | تاريخ النشر : الجمعة 20 يوليو 2012
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com