Akhbar Alsabah اخبار الصباح

سفر مفاجئ لمحمد إبراهيم وسيناريو أحمد شفيق

محمد إبراهيم يفتح السفر المفاجئ لوزير الداخلية الانقلابي، محمد إبراهيم، إلى السعودية قبل أيام، أبواب التكهنات حول مصيره خلال الفترة المقبلة. وتأتي الزيارة في أعقاب ما يُقال إنه ضوء أخضر منحته أجهزة سيادية في مصر لوسائل الإعلام المحسوبة عليها، للهجوم على ممارسات وزارة الداخلية المصرية والتعذيب في السجون والأقسام، الذي ساد في عهد إبراهيم وخليفته مجدي عبد الغفّار.

وتشير مصادر سياسية وحكومية متطابقة، إلى وجود صراعٍ لم يعد خافياً في الكواليس بين رجال إبراهيم في الوزارة ورجال الوزير الجديد وحليفه مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الأمنية أحمد جمال الدين. ويسعى جمال الدين وعبد الغفار، إلى التضحية بإبراهيم كـ "كبش فداء" لنظام عبد الفتاح السيسي، إذا ما باتت المصالحة مع جماعة "الإخوان المسلمين" هي الحلّ الأخير، وللتخفيف أيضاً من حدة الانتقادات الحقوقية الغربية للممارسات القمعية والأمنية في مصر. ويأتي سفر إبراهيم إلى السعودية في وقتٍ أكدت فيه مصادر سعودية مقرّبة من دوائر صنع القرار أن "الملك سلمان يرغب في تهدئة الأجواء بين الإخوان و السيسي"، مشيرة إلى أن "الرياض لا تعتبر كل الإخوان إرهابيين" كما كان الحال في السابق.

وفي الوقت الذي أشارت فيه مصادر حكومية إلى أن زيارة إبراهيم المفاجئة للسعودية تأتي كإجازة طبيعية للوزير السابق، إلا أنها لا تستبعد أن تكون تلك الزيارة إعادة لسيناريو المرشح الرئاسي السابق أحمد شفيق، عقب خسارته الانتخابات الرئاسية عندما ادّعى ذهابه لأداء العمرة، لينتقل بعدها للإقامة في الإمارات هرباً من الملاحقة القضائية. ويأتي السفر المفاجئ لإبراهيم ليعزز رواية عدد من المراقبين عن صراع الأجنحة داخل النظام المصري الحالي، وخصوصاً أن الخلافات المتفاقمة وعدم الوفاق صارت معروفة بين وزيري الداخلية السابق والحالي.

وانعكس غضب إبراهيم من التضحية به، على رجاله في الوزارة، وبالتالي العمل بشكل محدود مع الوزير الجديد اللواء مجدي عبد الغفار، وعدم تنفيذ تعليماته بشكل كامل، وهو ما يرى كثيرون أنه ينعكس بشكل كبير على الأداء الأمني للوزارة.

وبحسب مراقبين، فإن وزير الداخلية الجديد لا يجد ولاء كاملاً من المحيطين حوله، على الرغم من إحداث حركة تغييرات وتنقلات في القيادات التي تعمل معه، بيد أنه لم يتمكن من إحاطة نفسه برجاله، نظراً لأنه بعيد عن دائرة الأمن العام، ولا يعرف التفاصيل داخل باقي إدارات الوزارة بخلاف جهاز الأمن الوطني. ولا يمكن إغفال مشهد إقالة إبراهيم من منصبه، في أوائل مارس الماضي، الذي كان في خلفيته جمال الدين.

وعلى مدار الأشهر التي سبقت إقالة وزير الداخلية الانقلابي، تصاعدت حدّة الخلافات والصراعات بينه وبين جمال الدين. ويمكن فهم طبيعة الصراعات بين الطرفين خلال الفترة الماضية، في ضوء الصراعات داخل أجنحة النظام الحالي، والرغبة في تمكين بعض الأشخاص لوضعهم في النظام الوليد، باعتبارهم مراكز قوى وثقل داخل أروقته.

وأدى إبراهيم دوراً خفيّاً في الترتيب للإطاحة بالرئيس محمد مرسي، فالرجل يُعدّ "صندوق أسرار" للفترة التي سبقت الانقلاب العسكري، فضلاً عن الفترة التي تلت ذلك. وعلى الرغم من حالة الغضب من إبراهيم وإقالته من منصبه، تم تعيينه في منصب مستشار رئيس الوزراء، بدرجة نائب رئيس وزراء، وهو منصب شرفي من دون صلاحيات.
سياسة | المصدر: العربي الجديد | تاريخ النشر : الجمعة 24 إبريل 2015
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com