Akhbar Alsabah اخبار الصباح

"النيل الأسود" يغزو منازل المنيا

مياه الشرب مازال صعيد مصر بمثابة تربة خصبة للأوبئةوالأمراض المزمنة بعد أن تجاهلته الحكومات وأصبح منسيا على الخريطة الخدمات والمرافق, فالمياه كريهة وتخرج طحالب سوداء تصيب الأهالي بالعديد من الأمراض الكبدية التي تعجل بالوفاة.
"سوداء اللون، كريهة الرائحة، مرة الطعم، وغير صالحة للاستخدام الآدمي" .. ليست مواصفات قمامة، أو مبيد حشري، بل حالة مياه الشرب في بعض قرى محافظة المنيا، والتي تخرج من صنابير المياه وليس الطلمبات الحبشية.
هذه الحالة أثارت غضب الأهالي، ودفعتهم إلى اتهام المسؤلين بالتسبب في انتشار مرض الفشل الكلوي في المحافظة، تزامنا مع إعلان حالة الطوارئ بمحافظة قنا بعد غرق نقالة تحمل 500 طن من الفوسفات.
ورصدت صحيفة "مصر العربية" حالة تلوث مياه الشرب ببعض القرى، ومنها زهرة، وصفط اللبن، والإسماعيلية، بمركز المنيا، وقرى مركز بني مزار، شمال المحافظة."

المحطة الأولى بقرية زهرة، التابعة لمركز المنيا، وبها محطة رفع مياه تغذي قرية البرجاية وأبوحنس وصفط اللبن والإسماعيلية وبعض العزب التابعة لتلك القرى، حيث عمت حالة من الخوف بسبب تغير لون مياه الشرب التي تخرج من صنابير المياه.
محمد محمود، أحد أهالي القرية، أكد لمراسل "مصر العربية"، أن تلوث مياه الشرب يعود إلى نحو عامين، ويظهر ذلك في تغير لونها وانبعاث رائحة كريهة منها، لكن الحالة "زادت عن حدها"، بحسب تعبيره، ووصلت تحول لونها إلى الأسود، مع خروج رائحة كريهة منها لا تطاق. تغير لون المياه واختلاطها بالرمال و الطين، دفع الأهالي إلى الاستعاضة عن مياه الصنابير بالطلمبات الحبشية.
الحاجة صالحة عبد العاطي، والتي تسكن بقرية البرجاية، قالت: "رحت المطبخ وفتحت الحنفية علشان أحضر الشاي فوجئت بالميه مليانة طين ورواسب، ففكرت اشتري فلتر للمياه، لحماية أسرتي"."

"الميه فيها سم يا بيه ومش عارفين نشرب إيه" ..بهذه الكلمات أشار أحمد عمران، إلى تلوث مياه الشرب، موضحا أن معظم أهالي قريته "صفط اللبن"، لجأوا إلى إستخدام مياه الطلمبات الحبشية، خاصة بعد عجزهم عن شراء المياه المعدنية، أو الفلاتر، التي لم تدخل إلا بيوت القادرين.
نساء القرى كن الأكثر خوفا بعد أن شاهدن تلوث مياه الشرب، وتحكي الحاجة أم محمد، عن ذلك قائلة: "رحت المطبخ أحضر الأكل، ولما فتحت الحنفية فوجئت بخروج الميه لونها أسود وريحتها زي "الحيوانات الميته".
استمرت هذه الحالة يومين كاملين، ما دفع الأهالي إلى الإحجام عن مياه الصنابير، واستخدام مياه الطلمبات الحبشية بدلا منها.
لكن مياه الطلمبات ملوثة أيضا بسبب اختلاطها بمياه الصرف الصحي المتواجد بالخزانات داخل منازل القرية، لعدم وجود صرف صحي لها.

"أنا اموت ومشربش ميه حنفية تاني".. هكذا أعرب الطفل إسلام مندي، أحد أطفال قرية زهرة (7 أعوام)، عن خوفه الشديد من تلوث مياه الشرب التي شاهدها في منزله.
وأضاف مندي: "أنا مش هشرب مية الحنفية تاني، ولو ملقتهاش أموت أحسن لأني لو شربتها برضه هموت".

الغضب الذي يسيطر على قرى مركز المنيا، يماثل الحالة بمركز بني مزار شمال المحافظة، خاصة بعد أن تناول مركز حقوقي، عبر شبكات التواصل الاجتماعي، في فبراير الماضي، مستندات قال إنها تؤكد تلوث مياه الشرب، مطالبا بإقالة رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي الذي يؤكد في كل لقاءاته بأن المياه جيدة وكل شيئ تمام!!

المستندات التي حصل عليها، محمد الحمبولي، مدير مركز الحريات والحصانات لحقوق الإنسان، منسوبة لمديرية الصحة، وتؤكد تلوث مياه الشرب ببني مزار، وعدم صلاحيتها للاستهلاك الآدمي، وهي عبارة عن مخاطبة مكتب الصحة ببني مزار لشركة مياه الشرب، برقم صادر 179 في 23/2/2015، بأن جميع العينات الواردة لمكاتب الصحة غير صالحة للاستهلاك الآدمي.
وتشمل المستندات أيضا مخاطبة من قسم صحة البيئة بالإدارة الصحية، موجه لرئيس مجلس مدينة بني مزار، برقم صادر 180 في 23 فبراير، يرجو فيه مسئولي الصحة رئيس مجلس مدينة بنى مزار، بإصدار أوامر لرئيس شركة المياه، لاتخاذ إجراءات سريعة لإلزام شركة المياه بعمل الصيانة اللازمة بسرعة لكون جميع عينات مياه الشرب بالمركز غير صالحة.
سياسة | المصدر: جريدة الشعب | تاريخ النشر : الخميس 23 إبريل 2015
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com