أحكام الاعدام في مصر تنذر بــ”ثورة مسلحة”

أثارت أحكام الاعدام التي صدرت في مصر، والتي تتصاعد وتيرتها باستمرار غضباً واسعاً داخل مصر وخارجها، كون النظام يواصل ارتكاب المجازر بحق المعارضين، ولكن باسم القانون والقضاء، في ظاهرة لم يشهدها العالم العربي من قبل، بما في ذلك حقبة الستينيات التي شهدت أقسى أنواع القمع في مختلف العالم العربي.
أما الأكثر لفتاً في الاعدامات المتزايدة في مصر وخارجها فهو تزايد وتيرة المخاوف من اندلاع “ثورة مسلحة”، حيث يتحدث الكثيرون عن أن القمع سوف يؤدي الى ازدياد التطرف، والى اتساع رقعة الشباب الذين يعتقدون بأن مقولة “سلميتنا أقوى من رصاصهم” قد سقطت، خاصة في حال تم بالفعل تنفيذ أحكام بالاعدام بحق شباب وشيوخ من الاسلاميين المعتدلين الذين يقبعون حالياً في السجون.
ويتساءل الكثير من النشطاء على الانترنت عما إذا كان ارتفاع وتيرة الاعدامات في مصر يمثل تحدياً للمملكة العربية السعودية من قبل نظام السيسي في مصر، حيث أن السياسة السعودية التي تتغير في المنطقة قد تتجه للانفتاح على الاخوان المسلمين في مواجهة ايران، حيث أن الاسلام السني المعتدل هو الوحيد القادر على التصدي للمد الشيعي الايراني، وهو ما -ربما- يدفع نظام السيسي الى المسارعة في استصدار أحكام الاعدام بحق الاخوان استباقاً لتغير سياسات المملكة، وتحدياً للملك الجديد سلمان بن عبد العزيز.
ويتحدث الكثير من النشطاء بغضب عما اذا كان من الممكن للسياسة السعودية أن تتغير في المنطقة او تنجح ما لم يتم التراجع عن الأخطاء التي ارتكبتها القيادة السعودية السابقة في مصر، وتحديداً السياسات التي كان ينتهجها كل من وخالد التويجري وبندر بن سلطان في مصر، حيث يشير العديد من النشطاء في الجدل الدائر على الانترنت إلى أن السعودية لا يمكن أن تنجح في المنطقة، ولا يمكن أن تتمكن من التصدي لايران، ولا أن تنتصر في اليمن، ما لم تبدأ على الفور بتصحيح المسار في مصر أولاً، وهو المسار الذي يولد يومياً مزيداً من الارهابيين بسبب القمع العنيف الذي يمارسه النظام، كما أنه مسار انتهى الى انتاج نظام سياسي يحكم في القاهرة ويحارب المسلمين السنة، بينما يتحالف مع روسيا ويمرر الأسلحة لنظام الأسد ويجري اتصالات سرية مع ايران!
وقال السياسي الكويتي المعروف، وعضو البرلمان السابق ناصر الدويلة عبر حسابه على “تويتر” تعليقاً على تصاعد وتيرة الاعدامات في مصر: “استمرار صدور احكام الاعدام في مصر سيؤدي حتماً الى تفجر ثورة مسلحه تأكل الاخضر واليابس والدم يفجر الدم”.
أما الكاتب الصحفي الموريتاني فغرد عبر حسابه على “تويتر” بالقول: “بأحكام الإعدام اليوم يزيد السيسي من إصراره على عسكرة #الثورة_المصرية.. سيندم هو وحلفاؤه على إحياء الجذور الجهادية في ثقافة الإخوان”.
يشار الى أنه بعد استخدام نظام السيسي للعنف المفرط ضد المتظاهرين في المدن، وارتكابه عدداً من المجازر في سيناء، تعزز وجود تنظيم بيت المقدس، وازدادت أعداد المؤمنين بضرورة حمل السلاح في أوساط الشباب في مصر، وعدم جدوى التغيير السلمي، وهو ما يعزز الفرضية التي لطالما تحدثت عن أن الاسلام المعتدل هو الوسيلة الوحيدة والأنجح لمكافحة الارهاب.