Akhbar Alsabah اخبار الصباح

سر رفض أردوغان لحضور قمة ثلاثية بالسعودية

لقاء سلمان بالسيسي على الرغم من تباين الآراء حول لقاء سلمان ملك السعودية الجديد بقائد الانقلاب العسكري، بين من يرى من أنصار الشرعية أنها خطوة سلبية من السعودية على اعتبار أنها تفتح المجال للسيسي للتعاون المشترك لمواجهة الإرهاب دون النظر إلى كونه قائدًا لانقلاب عسكري في مصر، وبين إعلام الانقلاب الذي أصبح يتغنى فجأة بسلمان بعد أن ناصبه العداء منذ تنصيبه على عرش المملكة؛ والعلاقة الفاترة التي أبداها نحو السيسي؛ والقول الآن بأنه عاد لصوابه، وبين هذا وذاك يكمن لغم المصالحة المتوقع مناقشته على مائدة الحوار السعودية خوفًا من انفجاره في وجه المنتظرين لنتائجه لعدم رضاء كل طرف به، إلا أنني أعتقد أن رمانة الميزان في لقاء السيسي بسلمان هو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان؛ الذي لم يذهب إلى السعودية في نفس توقيت زيارة السيسي تقريبًا مصادفة بالطبع، ولكن لكي يكون طرفا أصيلا في المناقشات التي ستفتح الملفات الساخنة في مصر، وليس الأمر بعيدا عن الإملاءات الأمريكية بالنسبة للطرفين المصري والسعودي بقدر متفاوت بالطبع، وهي تراقب وتترقب عن قرب بروح الغائب الحاضر، وسوف يتم فتح ملف مناقشة خروج الرئيس مرسي بعد أن حطمت التسريبات المتوالية التابوهات المغلقة بأن حبس مرسي أمر قضائي، وهذه الخزعبلات التي لم تعد تنطلي أن تكون على مائدة حوار سياسي جاد بين الدول، وقد علمنا أن أردوغان وضع ملف مناقشة خروج الرئيس مرسي كشرط رئيسي لقبوله لكي يكون طرفًا قريبًا من مائدة الحوار الثنائية بغير أن يكون حاضرا في غرفة الاجتماع، ورفض أردوغان رفضًا تامًا أن يحضر لاجتماعات ثلاثية مشتركة، وقد كشف عن سر ذلك الصحافة التركية؛ حيث قالت إنه من غير المعقول أن يرفض أردوغان لقاء السيسي بأماكن متعددة بالأمم المتحدة ومنها مائدة الغذاء نفسها لعدم اعترافه به رئيسا لمصر ثم يلتقيه بالسعودية، وقالت الصحف التركية إن ملك السعودية لم يزل يحاول إقناع الرئيس التركي بالحضور المباشر، وقد بدا لدوائر سياسية مختلفة أن السيسي أيضًا لا يود لقاء أردوغان مباشرة في الوقت الحالي نظرًا لحدة الرئيس التركي وانحيازه لشرعية الرئيس المنتخب محمد مرسي وتسميته للسيسي بقائد الانقلاب العسكري في مصر.
وأن فتح جميع الملفات المغلقة هو شرط أردوغان لإجراء أي مصالحة مع مصر بقيادة السعودية.
ومن المتوقع أن تصطدم تلك الحوارات على مائدة الحوار السعودية بالحجر الضخم في الحديث عن الشرعية في مصر، لكن على ما يبدو أن السياسة المصرية تعمل في إطار البحث عن أي إطار في علاقة مع السعودية، ثم الادعاء بأن فشل المصالحة مع الأطراف المختلفة ينتج منهم وليس من نظام السيسي على اعتبار أنهم يريدون مناقشة أمور أغلقتها ما يسمونه ثورة 30 يونية، وهم لا يصرحون بذلك من بداية تلك المباحثات للوصول إلى علاقة مصالحة ولو على محك شعرة بسيطة بين سلطة الانقلاب وقطر وتركيا أملا في مرور الوقت لترسيخ تلك الشعرة لتصبح حبالا ممتدة ولو في يد الولايات الأمريكية.
سياسة | المصدر: جريدة الشعب - نصر العشماوي | تاريخ النشر : الأحد 01 مارس 2015
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com