Akhbar Alsabah اخبار الصباح

أراضي الدولة لا تزال مستباحة وتُوزع على المحاسيب

أراضي الدولة وكأن الثورة لم تقم ...اشتعال أسعار الكهرباء والغاز والمياه و25% تحت خط الفقر
- حينما ترضى الحكومة عن "بانجو" أحد تهديه مصنع بسكويت
- الكتاب تحولوا لضاربي "ودع" فأصبحوا عبئًا ثقيلًا على المنطقة والعالم المحيط به
- مهزلة: صحف الحكومة قالت إن السيسي يمتلك عصا موسى وعبقرية آينشتاين وزهد أولياء الله الصالحين
يحاولون تضليل شعوبهم بتقارير مزيفة وموضوعات وهمية تقربًا للحكام وحفاظًا على مناصبهم، ومع مطلع العام الجديد سعت كثير من الصحف المصرية إلى أن تتحول لمعطر جو تقدم لقرائها الأمل الكاذب على حساب الحقيقة، وبث مزيد من الأحلام التي ليس لها مكان على أرض الواقع.
تحول كثير من الكتاب لضاربي "ودع" أكثر من كونهم محللين لأوضاع البلد الذي تحول إلى عبء ثقيل على المنطقة والعالم المحيط به، بعد أن أنهكه فساد دولة "مبارك" على مدار عقود ثلاثة.. قدمت صحف مصر "السيسي" في مطلع العام باعتباره الوحيد الذي يمتلك عصا موسى وعبقرية آينشتاين وزهد أولياء الله الصالحين، لكنها في اللحظة نفسها دعت الجماهير للتعود على رياضة الصبر، حتى يفي الرئيس بوعوده التي قطعها على نفسه بتحسين الأوضاع.. في العام الجديد أيضًا بدا الإخوان أكثر ثقة بأن المصريين على وشك أن ينفضوا من حول النظام، الذي بني على رفات حكمهم، وأن يبدوا الندم لأن الكثيرين منهم صمتوا على خلع أول رئيس منتخب بعد ثورة يناير عن سدة الحكم، ولأن ليل الشتاء طويل فهو يفتح المجال لكل من تنتابه أحلام اليقظة كي يتوقع ما شاء "ومن هذا المنطلق يحلو للكثير من كتاب النظام أن يتوقعوا فرجًا قريبًا وربيعًا يدق على أبواب الشعب الذي ابتلي بحكامه، لذا فقد امتلأت صحف الجمعة 2 يناير بالمزيد من المقالات التي تبتعد عن التحليل الموضوعي، فقد حرص الحالمون بذهب المعز والخائفون من سيفه على أن يهطلوا الثناء على الرئيس، مراهنين على أنه سيخرج البلاد من كبوتها في غضون الشهور المقبلة، لكن الواقع الذي رصدته القدس العربي على الأرض يقول عكس ذلك، فقد اشتعلت أسعار الخدمات، خاصة الكهرباء والغاز وأخيرًا المياه، ما يجعل أي محاولة لمديح النظام الجديد بمثابة محاوله انتحارية سيفقد على أثرها الكثير من الكتاب سمعتهم المهنية، وقد حفلت الصحف بالمزيد من المعارك الصحافية وإلى التفاصيل:
أرض "الإرشاد" تحولت لمصنع بسكويت
ونبدأ المعارك الصحافية مع سحر جعارة في "المصري اليوم"، التي اكتشفت أن: "الدولة سخية للغاية حينما خصصت لمؤسس حركة "تمرد" محمود بدر قطعة أرض تابعة للدولة لإقامة مصنع بسكويت للتغذية المدرسية عليها في دائرة شبين القناطر، التي يعتزم "بدر" خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة فيها، وزارة الزراعة عرضت قرار التخصيص على الرئاسة، من دون أن تذكر أن الأرض حقل "إرشاد"، ولاتزال تُقام عليها تجارب زراعية وأبحاث تخدم المزارعين والفلاحين! وهو تضليل متعمد للرئيس عبدالفتاح السيسي المعروف عنه أنه لا يجامل، وكأنما المقصود إحراج الرئيس أمام الرأي العام، كما أن الأرض عليها نزاع قانوني، والحكومة تسعى لبيع مصانع "بسكو مصر" الشهيرة لصالح القطاع الخاص. الدكتور علي إسماعيل، صاحب اليد العليا في الوزارة، رئيس قطاع شؤون مكتب وزير الزراعة، هو من سعى لإصدار قرار جمهوري بتخصيص الأرض لـ"بدر".. تضيف "سحر"، نجح "إسماعيل" في إثارة الفتنة، وخرج محمد فرج، رئيس اتحاد الفلاحين، ليؤكد أن جهاز حماية الأراضي يمنع إقامة أي مصنع على الأرض الزراعية، وبدأت عملية بطش بكل من يسرب معلومات عن الموضوع من داخل وزارة الزراعة، خاصة ما يتعلق بالنزاع القضائي عليها، الأمر المؤكد حتى الآن أن أراضي الدولة مازالت مستباحة تُوزع على المحظوظين والمحاسيب، ومسلسل إهدار المال العام مستمر، فالأرض مساحتها 5 أفدنة ونصف الفدان، وجرى تقديرها بمبلغ 10 آلاف جنيه للمتر الواحد، أي بنحو 84 مليون جنيه لمساحة "الفدانين"، بينما المصنع لا يحتاج لأكثر من 17 قيراطًا.
متى تتذوق مصر طعم العدالة؟
هل معيار العدالة في مصر لازال غائبًا .. عبد الله السناوي الذي كان من أبرز مؤيدي الانقلاب ثم انقلب عليه كتب في "الشروق" يستشهد بقضية عدم تعيين (138) شابًا في النيابة العامة، "رغم أنهم اجتهدوا في دراساتهم وحصلوا على أعلى الدرجات العلمية من كليات الحقوق والشريعة والقانون، ما يتجاوز أي طابع موقوت إلى ما هو مستقر وخطير من أفكار وتصورات تنحو بصورة صريحة إلى التمييز على أساس اجتماعي، ويتساءل الكاتب ما معنى اشتراط حصول الوالدين على مؤهل عالٍ للالتحاق بالنيابة العامة، إلا أن يكون توغلا في التمييز، واعتداء صريحًا على قوانين العمل الدولية والمحلية، وعلى الدستور نفسه، بما يلحق أذى فادحًا بسمعة مؤسسة من مصلحة كل مصري، أن تتثبت الثقة العامة فيها، يضيف الكاتب رغم مرور وقت طويل نسبيًّا على هذه القضية فإنها مازالت معلقة في الهواء بلا حسم يحترم النص الدستوري الذي يجرم التمييز "بسبب الدين أو العقيدة أو الأصل أو العرق أو اللون أو اللغة أو الإعاقة أو المستوى الاجتماعي أو الانتماء السياسي أو لأي سبب آخر". ويؤكد أن الدستور هو أبو القوانين وأول واجبات مؤسسة العدالة الالتزام الصارم بما ينص عليه من قيم، وإلا فإن كل شيء ينتسب إلى دولة القانون يتقوض، وكل شيء ينتسب إلى المستقبل يضيع، ويتساءل "عبد الله": عن أي مستقبل نتحدث، إذا كان الحق في العمل وفق الكفاءة ينتهك بقسوة والحق في الترقي الاجتماعي يُداس؟ ويعاود الكاتب الحنين لزمن "عبد الناصر": أفضل ما ينسب لثورة يوليو أنها فتحت المجال لأوسع حراك اجتماعي في التاريخ المصري الحديث، فإلى أين نعود بالضبط؟ أن يكون الاستبعاد على أساس طبقي والتعيين على أساس التوريث، فأكثر من ثلث الذين عينوا في النيابة من أبناء القضاة، فأي عدالة في هذا البلد؟
حلم وزير التموين.. سفينة بها سكة حديد لربط مصر بأوروبا
وإلى الساخرين ونختار منهم محمد حلمي في "المصريون"، الذي يسخر من الحكومة وأحد رموزها بسبب أفكاره السينمائية : «يتوالى ظهور أجيال جديدة من الهواتف النقالة بصورة مذهلة، وكأنها أرانب تتوالد.. الحديث الآن عن هاتف صيني جديد لن يعمل بالأزرار اسمه "مانتا إكس7".. على أي حال لم يكشف الكثير عن ذلك الهاتف، وإن كان بعض الخبراء يؤكدون أنه سيعتمد على "الإيماءات" للتحكم في عمله، أي بالغمز واللمز والرمش والحاجب، خبر الهاتف الجديد في خضم ثورة الاتصالات، دفعني إلى استدعاء تصريح عجيب للسيد خالد حنفي وزير التموين تناقله المدونون مؤخرًا، أعلن فيه عن سفينة بها سكة حديد لربط مصر بأوروبا! التصريح أعاد إلى ذاكرتي مؤتمر ثورة الاتصالات الذي عقد في أمريكا، وحضره وزراء الاتصالات؛ لعرض أحدث ما توصلت إليه دولهم في عالم تكنولوجيا الموبايلات.. جلس الوزير العربي بين وزيري الاتصالات الياباني والصيني.. فجأة رفع الصيني إصبعيه، الخنصر والإبهام وتحدث، فدهش الوزير العربي، وسأله ما هذا؟..قال نظيره الصيني هذا آخر اختراع صيني اسمه "محمول الصوابع".. وفجأة مدَّ الوزير الياباني بوزه وتحدث في الهواء، فدهش العربي وسأله ما هذا؟ قال الياباني هذا آخر اختراع ياباني محمول من الفم للهواء مباشرة.. الوزير العربي بالمناسبة لم يحمل معه أي اختراع لبلاده في عالم المحمول، لم يكن معه إلا آخر "خطبة" كتبوها له ليلقيها في مؤتمر أحدث ابتكارات الاتصالات!..المهم أنه أخرج من جيبه الورقة التي كتبت فيها خطبة بلاده في المؤتمر ووضعها في فمه وأخذ يمضغها، فدهش الوزيران الصيني والياباني وسألاه ما هذا؟.. قال: بابعت فاكس أن تعقد بالقاهرة في مارس.
حتى متى يصبح الدم مستباحًا؟
ولا يمكننا بأي حال ونحن نتأمل صحف الجمعة أن نتجاهل أحد الباكين على سوء الأوضاع السعيد الخميسي في "الشعب": "دماء المصريين ليست قارورة مياه يرفعها إلى فمه كل من يشعر بالظمأ، لأن مصاصي الدماء لا يمكن أن يرتوا ولو شربوا مياه نهر النيل.. دماء المصريين ليست سلعة هينة حقيرة في سوق النخاسة. دماء المصريين هي آخر ما تبقى في رصيد هذا الوطن، ومن يسحب هذا الرصيد فقد ساعد الوطن على إعلان إفلاسه الأخلاقي والسياسي، دماء المصريين التي تغلي في العروق كغلي الحميم لا يمكن أن تتحول إلى ماء بارد فاتر لا لون له ولا طعم ولا رائحة، نحن لا نملك آبارًا للبترول، ولا نملك صواريخ عابرة للقارات، ولا نملك قنابل نووية، ولا نملك ثروات معدنية وكنوزًا ذهبية، لا نملك إلا تلك الثروة البشرية، فهل تهدرونها وتفرطون فيها وتستهينون بدمائها؟ ويذكّر "الخميسي" بموقف الرسول - صلى الله عليه وسلم- في خطبة الوداع يخاطب العالم كله، بل ويعطيه درسا أخلاقيًّا تربويًّا سياسيًّا في حرمة إراقة الدماء وانتهاك الأعراض ونهب الأموال، معليا من قيمة الإنسان نفسه وماله وعرضه، فعن أبى بكر - رضي الله عنه- قال: "خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر فقال: أي يوم هذا؟ قلنا الله ورسوله أعلم، حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، فقال: أليس ذو الحجة؟ قلنا: بلى. قال: أتدرون أي بلد هذا؟ قلنا الله ورسوله أعلم، قال: فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، فقال : أليس بالبلدة؟ قلنا بلى، قال: فإن دماءكم وأموالكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقون ربكم، ألا هل بلغت اللهم فاشهد، ليبلغ الشاهد الغائب، فرب مبلغ أوعى من سامع، ألا فلا ترجعن بعدى كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض رواه البخاري ومسلم".
هزائم 2014 ينبغي ألا تنسينا انتصارات غزة
اخيرًا عثرنا على من يتذكر المقاومة الفلسطينية أشرف خلق الله الذين ينساهم الجميع، الشحات شتا تذكرهم في "الشعب": مضى عام 2014 بالكثير من الإخفاقات والقليل من الإنجازات، لكن هذا العام سجل النصر الأعظم والأهم على الجيش الصهيوني الذي سمي من قبل بالجيش الذي لا يقهر، لكن هذا الجيش تعرض لثاني هزيمة عسكرية استراتيجية في تاريخ الكيان العنصري الصهيوني الغاصب لفلسطين، حيث سجل "حزب الله" اللبناني أول نصر على الجيش الذي لا يقهر في حرب 2006، وسجلت غزة النصر الأعظم والأهم في 2014، حيث تمكنت المقاومة في غزة من دك كل المغتصبات الصهيونية في كل المدن الفلسطينية المحتلة من فلسطين، كما دكت مطارات العدو الصهيوني وتمكنت من فرض أول حصار جوي على إسرائيل الكبرى التي كانت تفرض الحصار على الدول العربية، لكن غزة الصغرى تمكنت من حصار إسرائيل الكبرى، وفرضت حصارًا جويًّا عليها لمدة 51 يومًا، كما أجبرت المقاومة 7 ملايين صهيوني على الهروب إلى الملاجئ لمدة 51 يومًا، كما تمكنت المقاومة وفق ما يؤكد الكاتب من تهجير 2 مليون صهيوني من المغتصبات المجاورة لغزة، وهرب مئات الآلاف من الصهاينة إلى وسط وشمال فلسطين المحتلة، وهذا هو ثاني هروب لليهود بعد هروب الصهاينة من مغتصبات شمال فلسطين المحتلة عقب قصف "حزب الله": لشمال فلسطين المحتلة عام 2006 وهروب مليون صهيوني من مغتصبات الشمال إلى وسط فلسطين، لكن المقاومة في غزة تمكنت من طرد 2 مليون صهيوني من المغتصبات المجاورة لغزة في حرب عام 2014، وتمكنت المقاومة، كما يشير الكاتب، من هزيمة الجيش الذي لا يقهر وقتلت العشرات من جنود العدو وأصابت الآلاف وأسرت بعض جنود العدو، كما تمكنت من الدخول إلى خلف خطوط العدو وقتل العشرات من ضباط وجنود العدو والعودة مرة أخرى، وهذا أصاب جنود العدو بالذعر وترتب عليه هروب العشرات من جنود العدو من الخدمة العسكرية، كما أطلق بعضهم النار على أطرافهم كي يهربوا من جيش العدو.
سياسة | المصدر: جريدة الشعب | تاريخ النشر : السبت 03 يناير 2015
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com