ذكرت صحيفة "الشرق" السعودية، في افتتاحيتها اليوم، أن اختيار الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي للسعودية كأولى محطاته الخارجية بعد انتخابه يحمل عدة رسائل، بعضها يتعلق بالروابط المصرية السعودية، وبعضها الآخر يتعلق بالحسابات السياسية في المنطقة.
وتأتي تلبية الدكتور مرسي دعوة خادم الحرمين الشريفين لزيارة السعودية، كما تقول الصحيفة، كمؤشر إيجابي مفاده أن الإدارة المصرية الجديدة ترى في المملكة العربية السعودية شريكا استراتيجيا على الصعيد السياسي، وركيزة أساسية في خارطة العلاقات الخارجية لمصر على الصعيدين العربي والإسلامي، وهو ما أتى مخالِفا لتوقعات من اعتقدوا أن وصول أحد قيادات تيار الإسلام السياسي إلى سدّة الحكم في مصر سيكون كفيلاً بتوتير العلاقات بين الرياض والقاهرة، متناسين أن ما بين العاصمتين اللتين تقودان هذه المنطقة من الصلات في مختلف المجالات سيحول دون وقوع هذا الجفاء.
وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن هذه الزيارة المرتقبة، التي تُعد الأولى لمرسي منذ انتخابه، كذبت ادعاءات وسائل إعلام حاولت الوقيعة بين مصر ودول الخليج، وبثت يوم تسمية رئيس مصر أنباءً مفادها أن مرسي لن يزور السعودية قريباً، وهو ما ثَبُت عدم صحته.
وتابعت "اختيار مرسى للسعودية كاولى وجهاته الخارجية يشكل وفق هذه المعطيات ضربةً سياسية لسعي البعض إلى التأثير سلباً على العلاقات المصرية الخليجية ومحاولاتها المستمرة لاستقطاب السياسيين المصريين، وإيجاد موطئ قدمٍ لها في القاهرة.
وتتوقع الصحيفة أن تشهد الزيارة تأكيدا مصريا مفاده أن أمن الخليج خط أحمر لدى القاهرة، وهي قناعة بدت واضحة في تصريحات مرسي التي قال فيها إن أمن مصر مرتبطٌ بالخليج وإعلانه في خطابه الأول في ميدان التحرير أن الثورات لا تصدَّر.
واختتمت بالقول، إن اللقاء المرتقب بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس المصري سيكون مقدمة لتعميق العلاقات بين البلدين، خصوصا في مجال التجارة والاستثمار بما يخدم مصالحهما ويعزز تنسيقهما المشترك.