Akhbar Alsabah اخبار الصباح

الثوار في العراق على بعد 25 كم من بغداد

الثورة العراقية بات ثوار بغداد علي بعد اقل من 90 كم من العاصمة العراقية بغداد و25 كم من مطار بغداد، بعدما اجتاحوا في طريقهم العديد من المدن وسيطروا عليها وهرب منها الجيش والشرطة العراقية واستولوا علي أسلحة وطائرات هليكوبتر وسيارات أمريكية حديثة، فيما وجهت هيئة علماء المسلمين في العراق "رسائل عاجلة" إلى "ثوار العراق"؛ تهنئهم فيها على الانتصارات الباهرة، وإلحاق الهزيمة تلو الأخرى "بمن ساموا شعب العراق سوء العذاب"، على حد تعبير الهيئة.

وفيما أكتفي الرئيس الأمريكي بالقول أنه يدرس كل الخيارات، وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج أن بريطانيا لن تتدخل عسكريا، ظهرت تلميحات إيرانية علي التدخل لنصرة الحكم الطائفي الشيعي في العراق، حيث قال نائب القائد العام لحرس الثوري الإيراني العميد حسين سلامي "إن التدخلات في العراق ستحبط كما أحبطت في سورية"، لإي إشارة لتدخل إيران وحزب الله الشيعي اللبناني لنصرة حكم الاسد في سوريا.

وأكد الشيخ رافع الرفاعي مفتي العراق أن ما جرى في الموصل وتكريت ليس سيطرة "داعش" على الإطلاق، وإنما ثوار العشائر الذي قرروا تحرير هذه المناطق من سيطرة الطاغية نوري المالكي، وقال أن هؤلاء الثوار لن يسكتوا بعد الآن على ظلم حكومة المالكي، لافتا إلى أن هناك تحركات واسعة من كل الثوار للسيطرة على المزيد من المناطق وطرد جيش المالكي الطائفي.

وأكد الرفاعي رفضه لوجود الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" موضحا أن إقحام "داعش" في كل شيء، هو شماعة يعلق عليها السياسيون العراقيون فشلهم في تحقيق الأمن، إضافة إلى أنها باتت مبررا للانقضاض على السنة في الأنبار وغيرها من المناطق الأخرى.

وتساءل مفتي الديار، هل داعش ترفع صور صدام حسين وعزت الدوري في الموصل، وهل داعش تسمح للجيش العراقي أن ينسحب بدون إراقة أي قطرة من الدماء، مؤكدا أن انسحاب الجيش العراقي جاء بعد أن تدفق الثوار إلى الموصل وسمحوا للجيش بالمغادرة دون اعتداء.

وناشد الشيخ الرفاعي الدول العربية، أن تعيد النظر في سياستها تجاه ما يجري في العراق، محذرا من مخطط إيراني بتنفيذ المالكي لإقصاء السنة من العراق، بينما الدول العربية ما تزال في موقف المتفرج ، وقال إن المالكي وإعلامه يقولون إن السنة يتلقون الدعم من قطر والسعودية وتركيا، مؤكدا أنه ما من أحد مد يده إلى أهل السنة في العراق، فيما هم يذبحون على الهوية وتنتهك حرماتهم على يد ميليشيات المالكي الطائفية.

ضربة إستراتيجية لأمريكا

ووصفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أمس سقوط الموصل وانهيار قوات المالكي بأنه "ضربة إستراتيجية لأمريكا " ، وأن سرعة انهيار القوات العراقية أربكت الإدارة الأمريكية ، وقالت إن وزير الدفاع، تشاك هيغل، حذر - في لقاء مغلق مع دول الخليج في جدة خلال شهر مايو الماضي – من أن القوات الإسلامية التي استولت على أراضي في سوريا والعراق أصبحت تشكل تهديدا للمنطقة كلها، وهو ما يزعج دول الخليج.

ويرى مسئولون حاليَون وسابقون أن خيارات واشنطن، الآن، لمساعدة الجيش العراقي في القتال مرة أخرى محدودة، لأن التهديد في العراق متجذر ولأن الولايات المتحدة لم تستثمر في بناء دولة حليفة معتدلة على الجانب السوري من الحدود .

ورأى كبار المسئولين في وزارة الخارجية الأمريكية، وفقا للتقرير، منذ فترة طويلة أن الحرب في سوريا كانت السبب الأكبر في صعود تنظيم داعش، لأنها وفرت لمسلحيه أرضية خصبة للنشاط والتجنيد ، فيما يعتقد مسئولون في البنتاغون أنه من غير المرجح أن تسقط بغداد تحت قبضة المسلحين لأنها تخضع لحراسة مشددة من الحكومة العراقية التي يهيمن عليها الشيعة. لكنها أشارت إلى أن الجماعات السنية الأخرى، مثل بقايا الحركة البعثية، قد تحالفت مع داعش، مما أكسبها قوة وزخما.

ويحثّ بعض النواب الأميركيين اوباما على السماح بغارات جوية دعما للجيش العراقي ضد المقاتلين الإسلاميين والثوار.

الثوار على أبواب بغداد

وتمكن المسلحون التابعون لأربع فصائل عراقية غالبيتها من السنة الثائرين علي الحكم الطائفي لحكومة رئيس الوزراء المالكي، من السيطرة على مناطق محيطة بالعاصمة بغداد، وسط تكهنات عن احتمال تدخل إيراني، وإعادة تشكيل ميليشيات شيعية في بغداد لمواجهة الفصائل السنية القادمة باتجاه بغداد.

حيث تقدم الثوار العراقيون من المحورين الشمالي والغربي الجنوبي للعاصمة، بعد معارك مع قوات الجيش، التي اضطرت إلى الانسحاب باتجاه بغداد تاركة خلفها آليات ومعدات مختلفة، استولي عليها الثوار، واستولوا على مناطق ذراع دجلة وابراهيم ابن علي، شمالي بغداد، وعلى بلدات وقرى جديدة بقضاء أبو غريب، من بينها دويليبة والعناز وقصر الباشا، على بعد 25 كيلومتراً من مطار بغداد الدولي.

واستنكرت العشائر العراقية الصمت المطبق من الدول العربية، التي باتت تختزل الثورة والحراك الواسع لسنة العراق ضد الظلم منذ الاحتلال الأمريكي على أنه إرهاب يقوم به داعش وحده، مع أن المنطق والعقل يقول أنه وقواته غير قادر وحده علي السيطرة علي كل هذه المدن العراقية.

وفي بغداد أُعلن بالمقابل عن تشكيل ميليشيا جديدة باسم "فيلق الكرار" لمواجهة الثوار الذين يتقدمون بعد سيطرتهم على محافظات نينوى وصلاح الدين وكركوك والأنبار ويقفون في محيط العاصمة بغداد.

وقال المتحدث باسم الفيلق، خلال مؤتمر صحافي في بغداد، إلى أن "التشكيل الجديد يضم عناصر من عصائب أهل الحق وحزب الله فرع العراق، وهي قوات شيعية "لصد الهجمة البربرية لتنظيم داعش وحماية المراقد المقدسة في سامراء وبغداد والنجف وكربلاء" بحسب قوله.
سياسة | المصدر: قناة الشرق | تاريخ النشر : السبت 14 يونيو 2014
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com